كتابات حائطية كثيرة تلتمس من المواطنين عدم التبول بهذا الحائط أو ذاك، وكتابات أخرى تسب ولقذف تنعت بأقبح النعوت كل من قام بعملية التبول في بعض الأزقة والساحات الكبرى، وعلى الرغم من هذه الكتابات نجد عدد لايحصى من المواطنين باستثناء النساء اللواتي لايقدرن على هذا الفعل أمام الملأ يتبولون بالشوارع والأزقة، أو قضاء حاجياتهم الطبيعية لسبب من الأسباب وسط خوف أوملاحقة من طرف يعض الأشخاص. قضاء الحاجة شئ طبيعي، ومن الطبيعي كذلك على المسؤولين عن الشأن المحلي التفكير في إيجاد البديل عوض الكتابات الحائطية أو دخول السكان في مشاجرات مع أشخاص قد تحاصرهم الحاجة الطبيعية. وتكثر الظاهرة في الساحات والفضاءات الكبرى، فأغلب مواقف سيارات الأجرة الكبيرة تعرف نقصا ملحوظا في المراحيض، وكل راغب في قضاء الحاجة التوجه إلى أقرب فضاء خال من المواطنين مثل فضاء أوبرا حيث سيارات الأجرة التي تقل المواطنين إلى أحياء الحي الحسني والألفة وسيدي معروف، ولايحس هؤلاء الأشخاص بالفعل الذي ارتكبوه بل المواطنين الذين يتوافدون على هذا الفضاء للتوجه إلى بيوتهم، وفي انتظار دورهم بسبب الطابور الطويل، فلا يستنشق المواطن إلا الروائح الكريهة ولايصل إلى بيته إلا وهو في حالة مرضية خطيرة جدا، وليس هذا الموقف لوحده، هناك مواقف أخرى نموذج موقف سيارات الأجرى التي تقل المواطنين إلى بوسكرة، والقريب من الحائط الكبير للمستشفى الجامعي ابن رشد قسم الولادة. أما المراحيض العمومية القديمة والتي لايتعدى عددها ستة في أحسن الأحوال فإن حالتها تدعو إلى الشفقة من طرف المسؤولين، سيما وأن رئيس الجماعة الحضرية للدار البيضاء سبق له أن أعلن ما يزيد عن السنة والنصف وأمام عامل عمالة مقاطعات آنفا صرح لوسائل الإعلام بأن الجماعة ستسهر على إعادة هيكلة المراحيض العمومية وتحويلها إلى فضاءات جميلة تضاهي تلك الموجودة بدول جد متقدمة،مضيفا بأن المرحاض العمومي بساحة أوربا سيكون النموذج الأمثل التي ستنهجه الجماعة على باقي المراحيض الأخرى الموجودة بالدارالبيضاء وبالضبط وسط المدينة،ومرت الأيام وازدادت الأحوال سوءا. المواطنون المصابون بداء السكري وعدد منهم من الفقراء ولاحول ولاقوة لهم بأن يتوجها إلى المقاهي لقضاء حاجاتهم،وأن عددا من المقاهي أصبحت تغلق المراحيض في وجه الوافدين الذين لايتناولون مشروبا. أولا إنها فرصة للمنتخبين الجدد الذين ستفرزهم اقتراعات 4 سبتمبر القادم للقيام بالواجب اتجاه المواطنين،وثانيا فرصة للسلطات المحلية التي تريد أت تساهم من جانبها لتحويل الدارالبيضاء القطب المالي العالمي،وثالثا وأخيرا للتحسيس بدور المواطن للحفاظ على بيئته وصحته وصحة باقي أفراد المجتمع أو المحيط الذي بجانبه. أحد الظرفاء صرح لنا بأن آخر شئ يمكن أن يفكر فيه المسؤولون عن الشأن المحلي هي المرافق الصحية،فإنهم لايتوفرون على هذه الثقافة،سيما وأن عددا من هؤلاء المسؤولين يدعي بأنه يتوفر على ثقافة أجنبية،ويدعي المعرفة الشاملة والثقافة الشمولية،لكن سلوكياته أمام أفراد المجتمع تبقى ضعيفة وضئيلة جدا.