يوسف بوغنيمي طالما علقت بذهني وأنا طفل صغير مجموعة من المفردات والكلمات التي تحوي حمولات زجرية , اذ تجرم الغريزة البشرية وتعاقب عليها ولو بفصل مستوحى من دساتير وقوانين لم تدون بعد ... عبارة من قبيل " كل من تبول عل الحائط غرامة 100 درهم " بخط عريض طويل وبألوان قوس قزح المختلفة .هذه الغرامة التي قد تقل وترتفع سومتها حسب السلطة التقديرية والهوى الجامح لكاتبها ليس إلا ...كلمات نحثث عل الأسوار والحيطان ,تجرم التبول والتغوط بالأماكن العامة ,وتصنفه في خانة الجرائم والجنح الأخلاقية والبيئية حتى ... عبارات على أسوار المؤسسات العامة والخاصة والأزقة الشاسعة والضيقة ووو..بالمقابل أجزم القول أن لا أحد قد ينجو لاقدر الله من هذه اللحظة الغريزية المحظورة رجلا كان أو امرأة ,والتي قد يختلف التعامل معها باختلاف ثقافة المراحيض التي نكتسبها و تجدرت في كل منا ,والتي قد تضطر المرء أحيانا إلى قطع مسافات عله يحظى بلحظة راحة عضوية يفرغ فيها أحشاءه المتصلبة ,موقف قد يضع المرء في مواقف تجعله يقلب عينيه ذات اليمين وذات الشمال باحثا عن مراحيض عمومية أو خاصة بمواصفات قد ترقى إلى مستوى رقي القاموس اللغوي الذي نستعمله في دلالتنا على مسمى ينعث ب المرافق الصحية ...ضنك وضيق وقلة حيلة قد تحملك إلى اقرب مقهى ,لتجد أبواب مراحيض موصدة ويضطرك الأمر لإخبار الناذل الذي يضع المفتاح في جيب محصلته النقدية مما يفضي بك لتفصح له عن رغبة في قضاء حاجة شخصية لاتريد إخطار الغير بها ...لكننا لم نسائل أنفسنا حقيقة هل نمتلك ثقافة المراحيض ؟ فمقدار رقي الأمم وتحضرها يقاس أحيانا بمقدار تفكيرها في إشباع حاجات مكونات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية . بالمقابل هل وصل الأمر بساستنا ومسؤولوا جماعاتنا إلى التفكير في اشباع حاجاتنا من المراحيض العمومية مما تجود غلينا ميزانيتهم وكم من جماعة خصصت مرافق صحية بشكل يكفل للمرء كرامته ويغنيه حاجته إلى تسول أماكن لقضاء حاجاته البشرية ؟.لكن الرقم الآخر في المعادلة يفضي بنا الى التساؤل : هل نملك ثقافة مراحيضية ؟ ... حتى ولو استوردنا مجالس وحكومات شقراء تفكر في إشباع حاجاتنا المراحيضية بآخر صيحاتها التكنولوجية ,لاغرو أنها ستعود لتعقد صفقات التدبير المفوض لتنظيف قادواتنا الغريزية لأننا لامحالة قد نفقد اللمسة الأخيرة في الضغط على زر صنبور الماء وتنظيف مخلفات طبيعتنا البشرية .شخص جلس القرفصاء بالشارع العام والناس جيئة وذهابا ولم تسمح لي اخلاقي بقنص لحظته الطبيعية والتفتت يمينا ويسارا الى شارع طويل عريض لا اشارة لامن قريب ولامن بعيد لمرحاض عمومي فالتمست للرجل العذرعلى مضض... واقتنعت اننا نفتقد حقا الى ثقافة المراحيض ...