واجه مئات آلاف السائقين الفرنسيين والمغاربة الكثير من الصعوبات خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن أدى موسم العطل إلى أزمات طرقية خانقة امتدت مئات الكيلومترات في مختلف أنحاء فرنسا. فقد تدفقت نحو أربعة ملايين سيارة على الطرق الرئيسية التي شهدت تكدسا للسيارات على طول 620 كيلومتر. وكانت أسوأ الاكتظاظات على الطريق السريعة الأوربية التي يسلكها المغاربة القاصدين جنوبفرنسا في اتجاه إسبانيا. وبدأت طوابير السيارات في التشكل منذ فجر يوم السبت، ثاني غشت، حيث حاول السائقون تجنب ساعة الازدحام ودرجات الحرارة التي وصلت إلى 38 درجة مئوية في المناطق الجنوبية الشرقية، لكنهم اصطدموا منذ الساعة السابعة صباحا باختناق طرقي على طول نحو 340 كيلومترا، انتقل بعد ساعات قليلة إلى 620 كيلومترا ليسجل واحدة من أسوأ الأزمات المرورية التي شهدتها فرنسا خلال العطلة الصيفية السنوية بعد اكتظاظ 2007 الذي تجاوز 700 كلم. وكشف المركز الفرنسي للمعلومات الطرقية، أن الطرق السريعة في دول أخرى مثل ألمانيا والنمسا وسويسرا شهدت تكدسا للسيارات لمسافات بلغت مئات الكيلومترات، ولكنها لم تصل إلى درجة منافسة الرقم الذي تم تسجيله على الطرق الفرنسية، حيث لم تتجاوز السرعة في الطريق الرابط بين جنوبفرنسا وإسبانيا، 15 إلى 20 كلم في الساعة لمدة خمس ساعات كاملة. ودعا وزير النقل الفرنسي الذي انتقل إلى المناطق الجنوبية لتتبع مشاكل الاختناق الطرقي، السائقين إلى توخي الحذر حتى "لا تنتهي الإجازات الصيفية بمأساة"، مشيرا إلى أن عدد قتلى حوادث الطرق في يوليوز ارتفع بشكل مذهل. وتستعد محطات القطارات والمطارات إلى تدفق المسافرين في الأسبوع الأول من العطلة الصيفية، حيث يتوقع مشغلو القطارات أن يتجاوز عدد الركاب المليون ونصف المليون. وفيما سيرتفع عدد القطارات التي سيتم تشغيلها خلال الأسبوع الأول من غشت إلى نحو 4300 قطار، تستعد المطارات لاستقبال نحو مليون راكب في نفس الفترة. أما ميترو الأنفاق الباريسي الذي يعد أكبر خط للنقل في العالم، فيقوم حاليا بنقل نحو خمسة ملايين و500 ألف شخص يوميا بفضل نظام نقل متكامل يغطي باريس وضواحيها 20 ساعة على 24. وخلال أوقات الذروة يمكن جدولة انطلاق قطار كل 55 ثانية، مما يتيح نقل أزيد من 300 ألف شخص في الساعة، كما يمكن بواسطة الحاسوب تخفيض عدد القطارات أو زيادتها بناء على المعلومات الخاصة بعدد الركاب. ومن مميزات ميترو باريس أنه مدينة باطنية بكل مستلزماتها المعيشية والترفيهية، من مطاعم ومتاجر وقاعات للعروض الفنية، ومحلات للألبسة والعطور، ومقاهي، وأكشاك ومكتبات، وأجواق فنية من مختلف الأجناس، ووكالات أسفار وغيرها من المرافق المفتوحة أمام الملايين من الوافدين يوميا. وعلى الرغم من أن نظام الميترو يلبي بشكل جيد مستلزمات النقل الحضري، حيث معدل الانتظار لا يتجاوز 10 دقائق بالنسبة لقطارات الضواحي (التنقل بين المدن)، وأقل من 80 ثانية في المحطات الباريسية، فقد تم الشروع في إنشاء حافلة كهربائية " الترام" في باريس، ستمر حول المدينة بشكل حلقة لربط المحطات النهائية بخطوط المترو الموجود في الضواحي. وقد تم في نهاية 2007، افتتاح القسم الأول من المشروع في المنطقة الجنوبية الغربية للمدينة، ويفترض أن ينتهي العمل بالحلقة كلها في متم السنة الجارية ليتم نقل حوالي 500 ألف مسافر يوميا بواسطة حافلات "الترام". والاكتظاظات الطرقية التي تشهدها فرنسا خلال العطل الصيفية هي برأي المكتب الفرنسي للسكك الحديدية، أمر طبيعي في بلد يتوافد عليه سنويا نحو ثمانين مليون سائح. ومثل هذا العدد المتزايد من الوافدين كان سيصيب البلد بنوع من الشلل والفوضى لولا جاهزية فرنسا التي أعدت على مدى قرن ونصف أضخم شبكة طرقية داخلية وأفضلها في العالم. ويبلغ طولها الإجمالي نحو 90 ألف كلم، منها 16300 كلم من الطرق السيارة. أما الطرق السككية فيتجاوز طولها 43 ألف كلم، فيما يصل عدد المطارات إلى 578 مطارا، أهمها مطار شارل دوغول الذي يستقبل ثلاث طائرات في الدقيقة، ثم مطار أورلي بطاقة استقبال تصل إلى طائرة على رأس كل دقيقة. أما الميزانية المرصودة لقطاع النقل برسم سنة 2014، فقد بلغت 28 مليار أورو (حوالي 300 مليار درهم).