أفادت بعض وسائل الإعلام الإسباني مؤخرا ونقلا عن المهندس السويسري «لومباردي جيوفاني» المكلف بإعداد تصميم الربط القاري بين المغرب وإسبانيا أن موعد انطلاق أشغال هذا المشروع الضخم المحدد في أواخر سنة 2010 ستعرف بعض التأخيرات بسبب الصعوبات التقنية التي تعترض المشروع، موضحا أن الفرق كبير بين نفق المانش الرابط بين فرنسا وبريطانيا ونفق مضيق جبل طارق الذي سيربط المغرب بإسبانيا المزمع إنشاؤه، خاصة فيما يتعلق بمستوى عمق البحر وكذلك فيما يتعلق بالمعطيات الجيولوجية، حيث سيمتد مشروع الربط على مسافة 38,5 كيلومتر، وسيتكون النفق من ثلاثة أروقة، اثنان رئيسيان وثالث إضافي خاص بحالات الطوارئ بين منطقة «بونطا مالاباطا» بطنجة و «بونطا بالوماس» بمدينة طريفة. وأكدت مصادر مطلعة للعلم أن العمق الذي كان مقررا لإنجاز المشروع صادف وجود منطقة طين جد شاسعة، ومادة الطين لا تستحمل تحميل مشروع من هذا الحجم، ورجحت هذه المصادر، تأجيل الموضوع الى حين التفكير في بديل تقني أو ضمان تمويل جديد لإعادة الدراسة والذي يصل الى مستويات قياسية. وحسب الدراسات المنجزة مؤخرا بوزارة التنمية الاسبانية أكد الوزير المتتبع لهذا الملف في حكومة خوسي لويس رودريغيز زاباطيرو «فرانسيسكو أباريس كالسوس» أن الربط القاري بين المغرب وإسبانيا سيؤمن نقل أزيد من تسعة ملايين شخص، خلال السنة الأولى من تشغيل النفق، وسيتضاعف العدد في حال ربط النفق بشبكة السكك الحديدية المتواجدة بمنطقة الأندلس (جنوبإسبانيا). وحسب وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي» فإن المسؤولين المغاربة والإسبان وعلى هامش أشغال الدورة التاسعة للجنة المغربية الاسبانية المشتركة التي احتضنتها العاصمة مدريد يومي 15 و 16 من الشهر الجاري ناقشوا موضوع مصادر تمويل مشروع النفق الرابط بين الضفتين بهدف التحديد الدقيق لطبيعة الإمكانيات المالية والتقنية واللوجيستيكية التي يتطلبها هذا المشروع الأضخم من نوعه على المستوى العالمي. وفي نفس السياق أشارت بعض المصادر الحكومية الإسبانية المطلعة إلى أن هذا المشروع ستفوق تكلفة إنجازه ثلاثة ملايير أورو. تبقى الإشارة في الختام الى أن مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا الذي سيقلص مدة السفر بين طنجة ومدريد إلى أربع ساعات سيشكل خلال القرن الواحد والعشرين اضخم مشروع في العالم على غرار ما شكله إنجاز قناة «السويس» في القرن التاسع عشر، وقناة «بانما» في القرن العشرين.