انتهى ديربي الإخوة البيضاويين الرجاويين والوداديين بتعادل منطقي (2/2) وهي النتيجة التي أراحت المدينة والسلطات الأمنية بعد حالة استثنائية له قبل إجرائه تحسبا لنتيجة الغالب أو المغلوب، خاصة وأن تذاكر الدخول إليه نفذت في اليوم الأول من طرحها بنقط البيع بالمدينة وهو ما جعله يلعب بشبابيك مغلقة وأدخل تذاكر الدخول للسوق السوداء وحتم على الكثير من محبي الفريقين الذين لم يتمكنوا من الدخول للمركب من الرجوع من حيث أتوا والاكتفاء بمشاهدة المقابلة عبر الشاشة الصغيرة بالبيوت أو المقاهي التي فتحت أبوابها لاستقبالهم كما أن السلطات الأمنية التي أحكمت التنظيم داخل وخارج المركب جندت حوالي 3000 رجل أمن بمختلف أطيافها لضبط الأمور والتي شرعت في عملها بداية من السابعة صباحا ولم تنهه حتى الساعات الأخيرة من المساء بعد أن قامت ليلة الجمعة صباح السبت كما علمنا بحملة تمشيطية بفضاءات المركب لتمنع المتسللين من المبيت به، ورغبة في إطفاء حلة جديدة على هذا العرس الكروي البيضاوي لم تدخر جماهير الفريقين التي ملأت مدرجات المركب محمد الخامس لما يناهز 70 ألف متفرج حوالي الساعة الواحدة زوالا فقد تفننت في رفع تيفوات جميلة علاوة عن الشهب النارية الحمراء والخضراء وهو ما أبهر حوالي 15 صحفيا أجنبيا تتبع اللقاء من دول ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وتونس وبولونيا، ناهيك عن أعداد الصحفيين الوطنيين الذين ناهز عددهم 200 بين محررين ومصورين وتقنيين، مع حسن تنظيم بمنصة الصحافة ولأول مرة توضع أسماء الصحفيين المشتغلين بها، لتعرف المدينة أمام كل هذا فراغا ملحوظا بالشوارع بقلة الجولان بها من فرط اهتمام البيضاويين بالديربي وتتبع المقابلة لمعرفة مآل نتيجته . شوط الفرص الضائعة على إيقاع سريع أعلن الحكم جيد الذي كان موفقا في تحكيمه، وفيه بادرت المجموعة الودادية لخلق فرصتين للتسجيل بعد أن ردت عارضة الحارس العسكري قذفة إيفونا والذي كان وراء فرصة أخرى أمام نفس الحارس، ليكون رد الرجاء من رجل ما بيدي الذي أفلت التسجيل ومن بعده أوصاكونا ودون هذه الفرص المهدرة فاللعب ظل سجالاً في وسط الميدان وتدخلات دفاع الفريقين مما جعل التكافؤ سمة الشوط الأول الذي انتهى بالأصفار. شوط الأهداف الأربعة تميز السيناريو الذي طبع أطوار هذا الشوط بالإثارة على أن دقائقه الأخيرة يمكن وصفها بالهيتشكوكية خاصة بعد أن اتضحت نوايا الفريقين لتكسير نتيجة البياض من خلال اللجوء للعب الهجومي الذي أثمر بالنسبة للرجاء بهدف أوصاكونا في الدقيقة 62 ليرد عليه الوداديون بهجوم كاسح في الدقيقة 73 أحدث ارتباكا في دفاع الرجاء سجل على اثره بلمقدم ضد مرماه. وبعد اعتقاد الجميع أن نتيجة (1-1) سينتهي بها اللقاء إذ باللاعب الودادي الشاب مرتجي البديل لأصباحي يسجل هدف الامتياز للوداد في الدقيقة 88 ليشعل به فرحة عارمة بمدرجات الجمهور الودادي، إلا أن عمر هذه الفرحة لايتعد الدقيقة، عند تمكن اللاعب الرجاوي العقال من تسجيل هدف التعادل الذي أنهى المقابلة بلا غالب ولا مغلوب ليكون هذا التعادل هو 57 منذ موسم 57/56 حتى الآن، فيما يظل امتياز الفوز بلقاء الديربي رجاويا ب 33 مقابل 28 للوداد ولتغادر جماهير المرغب شبه مقتنعة بالنتيجة لكن بسيل من التعليقات من هذا الفرجة أو ذاك. نهاية الكلام اعتبار للحذر الذي طبع تحركات لاعبي الرجاء والوداد والهالة الإعلامية التي سبقت هذه المواجهة والحظور الجماهيري الغفير الذي زاد من الضغط على اللاعبين والمدربين فقد كان من المنطق أن نشاهد مقابلة محكمة الخطط التكتيكية والتي لم تعكسها غير الجزئيات الصغيرة التي جاءت عن طريق هفوات أثمرت عن أربعة أهداف حولت نتيجته من الأصفار إلى أربعة أهداف هزت حماس الجماهير أما مستواه فلا بأس به فنياً. ويذكر أن فريق الرجاء البيضاوي حقق مداخيل مالية مهمة من الديربي 118 بلغت 277 مليون سنتيم وهو رقم قياسي بالمقارنة مع الديربيات السابقة. تصريحات *اهيلاري كوكو قال لاعب فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، الإيفواري هيلاري كوكو أن نتيجة التعادل التي انتهى بها الديريب كانت منصفة للطرفية. مضيفا أن كانت مباراة مثيرة و قوية بكل المقاييس، وأوفت بكامل وعودها والتعادل كان منصفا لأن الناديين معا آمنا بحظوظهما لغاية الصافرة النهائية". وأوضح كوكو بأنه سيغادر يوما الدوري المغربي لكنه سيظل ممتنا لهذا الجمهور الرائع على كل ما قدمه خلال مباريات الديربي و باقي المباريات الأخرى". وتايع "ما يوقع عليه جمهور الرجاء شئ خيالي و فوق كل الوصف الممكن، كانت المباراة قوية من الناحية التكتيكية و التعادل لن ينال من معنوياتنا لأن الجميع واكب الطريقة التي خضنا من خلالها النزال. * ياسين الصالحي اعتبر ياسين الصالحي لاعب الرجاء أن النتيجة التي انتهى بها الديربي 118كانت منصفة للفريقين ، مضيفا أن المباراة اتسمت في بدايتها بالحيطة والحذر مخافة تلقي هذا الطرف أو ذاك هدفا مباغتا ، لكن في الجولة الثانية كنا سباقين للتسجيل قبل أن يتدارك الوداد النتيجة ، بعدها وقع هدفا ثانيا إلا أن رغبة اللاعبين في إنهاء اللقاء بالتعادل مكنتنا من مفاجأة الفريق الخصم بهدف في الدقائق الأخيرة ، التعادل يمكن اعتباره نتيجة منطقية بالنسبة للفريقين معا . *رشيد حسني قال النقاش بان المباراة كانت كبيرة بما تحمله الكلمة من معنى ، وذلك نظرا للجماهير الكثيفة التي تابعت الديربي ، "كنا نطمح إلى الفوز من اجل تأكيد نتيجة الذهاب ، ولكن الدقائق الأخيرة خاننا الحظ فيها وتلقينا هدفا من الرجاء مكنه من تعديل الكفة ". وأضاف "على العموم قدم اللاعبون مستوى جيد داخل رقعة الملعب .الآن يجب أن نطوي صفحة الديربي والنظر إلى المباراة القادمة ضد المغرب التطواني لربح نقاطها إن أردنا الاقتراب أكثر من لقب البطولة . *النقاش الديربي مر في اجواء من الاحتفالية أكد لاعب الوداد النقاش بان الكلاسيكو مر في أجواء من الاحتفالية بين جمهوري الفريقين ، وقال إن الشوط الأول طبعه بشكل كبير الجانب التكتيكي ن لكن الجولة الثانية كان اللعب مفتوحا ما سمح بتسجيل الأهداف ,مشيرا إلى انه ورغم هدف السبق الذي وقعه الرجاء فإننا تداركنا الموقف وسجلنا هدف الفوز لكن الخصم فاجأنا بهدف التعادل .حاليا يجب التفكير في مباراة المغرب التطواني التي علينا كسب الرهان فيها. اعتقال قاصرين وحجز 180 تذكرة من السوق السوداء مكنت الحملات التي باشرتها السلطات الأمنية بالدار البيضاء قبل بداية الديربي 118بين الرجاء والوداد البيضاويين من توقيف 13 قاصرا بمنطقة أنفا تم وضعهم رهن المراقبة الشرطية من أجل السكر العلني، السرقة وحيازة المخدرات، كما تم توقيف أحد الأشخاص وبحوزته مفرقعات وشهب اصطناعية، كما وصل مجموع الموقوفين بتراب منطقتي مولاي رشيد وعين السبع 36 شخصا تم وضعهم رهن الحراسة النظرية من أجل السرقة بالعنف، السكر والتخدير وحيازة وترويج المخدرات، فيما ضبطت كميات من الشهب الاصطناعية بحوزة سبعة الأشخاص من بينهم فتاتان بحي مولاي رشيد. ومن ناحية أخرى، أسفرت الجهود التي باشرتها مصالح الأمن لمحاربة ترويج التذاكر بالسوق السوداء عن حجز 180 تذكرة معروضة للبيع، حيث تم عرض مروجيها على المصالح المختصة. يشار إلى أنه لم يسجل أي حالة عنف خلال أطوار المباراة التي تمت في ظروف أمنية وتنظيمية عادية، كما أن عملية مغادرة الجماهير بعد نهاية المباراة قد تمت في جو تطبعه الروح الرياضية وذلك في ظل مواكبة أمنية مكثفة.