بدء إغلاق صناديق الاقتراع في أمريكا    مشاريع مهيكلة بسيدي إفني ومير اللفت            29 برلمانيا بمجلس المستشارين يصادقون على مشروع قانون إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار وثلاثة يمتنعون        وهبي يتهم جمعيات المحامين ب"الابتزاز" ويُكَذب تصريحات بشأن قانون المهنة    مشروع الميزانية الفرعية لوزارة الداخلية برسم سنة 2025 يندرج في إطار مواصلة تفعيل مخططاتها وبرامجها الهيكلية (لفتيت)    نتنياهو يقيل وزير الدفاع جالانت بسبب "أزمة ثقة"    منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تطلق بباريس مراجعة سياسات الاستثمار في المغرب    الرباط.. إطلاق العديد من مشاريع التسريع المدني للانتقال الطاقي    حكومة إسبانيا تعلن خطة مساعدات بعد فيضانات خلفت 219 قتيلا    ذكرى استرجاع أقاليمنا الجنوبية    وقفة تستنكر زيارة صحفيين لإسرائيل        عندما طلب مجلس الأمن وقف «المسيرة « وأجاب الحسن الثاني : لقد أصبحت مسيرة الشعب    بنك المغرب يكشف حقيقة العثور على مبالغ مالية مزورة داخل إحدى وكالاته    الوداد يواجه طنجة قبل عصبة السيدات    "يوسي بن دافيد" من أصول مغربية يترأس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط    "الأطفال وكتابة الأشعار.. مخاض تجربة" إصدار جديد للشاعرة مريم كرودي    18 قتيلا و2583 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعاً بريدياً تذكارياً بمناسبة الذكرى العاشرة لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر        أخنوش: خصصنا في إطار مشروع قانون المالية 14 مليار درهم لدينامية قطاع التشغيل    الأحمر يغلق تداولات بورصة الدار البيضاء        جدل في البرلمان بين منيب والتوفيق حول الدعوة ل"الجهاد" في فلسطين    مرحلة ما بعد حسم القضية..!    التجمع الوطني للأحرار يستعرض قضايا الصحراء المغربية ويشيد بزيارة الرئيس الفرنسي في اجتماع بالرباط    قرض ب400 مليون أورو لزيادة القدرة الاستيعابية لميناء طنجة المتوسط    بن صغير يكشف أسباب اختياره للمغرب    تحقيقات جديدة تهز كرة القدم التشيلية    كَهنوت وعَلْموُوت    التساقطات ‬المطرية ‬أنعشت ‬الآمال ..‬ارتفاع ‬حقينة ‬السدود ‬ومؤشرات ‬على ‬موسم ‬فلاحي ‬جيد    رئيس الحكومة يستعرض إنجازات المغرب في التجارة الخارجية    "روائع الأطلس" يستكشف تقاليد المغرب في قطر    مستشارو فيدرالية اليسار بالرباط ينبهون إلى التدبير الكارثي للنفايات الخضراء و الهامدة بالمدينة    "متفجرات مموهة" تثير استنفارًا أمنيا في بولندا    فن اللغا والسجية.. المهرجان الوطني للفيلم/ جوائز المهرجان/ عاشت السينما المغربية (فيديو)    الأرصاد الجوية تتوقع ارتفاع الحرارة خلال الأيام القادمة في المغرب    غير بعيد على الناظور.. حادث سير مروع يخلف عشرة جرحى    حقيقة انضمام نعية إلياس إلى الجزء الثالث من "بنات للا منانة    أولمبيك أسفي يوجه شكاية لمديرية التحكيم ضد كربوبي ويطالب بعدم تعيينها لمبارياته    القفطان المغربي يتألق خلال فعاليات الأسبوع العربي الأول في اليونسكو    وزيرة التضامن الجديدة: برنامج عمل الوزارة لسنة 2025 يرتكز على تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي    دقيقة صمت خلال المباريات الأوروبية على ضحايا فيضانات فالنسيا    صاعقة برق تقتل لاعبا وتصيب آخرين أثناء مباراة كرة قدم في البيرو    تصفيات "كان" 2025.. تحكيم مغربي المباراة نيجيريا ورواندا بقيادة سمير الكزاز    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توزيع الأدوار في معركة تقاسم منطقة الشرق الأوسط الكبير: التحالفات الجديدة ما بين نووي إيران والحروب بالوكالة.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 06 - 04 - 2015

عندما تم الكشف في سنة 1986 عن عملية تزويد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل لإيران بالسلاح خلال حربها ضد العراق التي بدأت سنة 1980 وتوقفت رسميا سنة 1988، وهي التي سميت في ذلك الحين بفضيحة إيران غيت أو قضية إيران كونترا، قدر مراقبون ومحللون أن هذه العملية التي عقدت بموجبها إدارة الرئيس الأمريكي ريغان اتفاقا مع إيران لتزويدها بما يقارب 3000 صاروخ "تاو" مضادة للدروع وصواريخ هوك أرض جو مضادة للطائرات وأسلحة ومعدات أخرى لم تكن سوى جزء من جبل الجليد الطافي في البحر والذي يختفي تسعة أعشاره تحت الماء. الكثير من المصادر الموثوقة أكدت أنه طوال الحرب العراقية الإيرانية حصلت طهران على دعم عسكري متواصل من واشنطن وتل أبيب وأطراف أخرى يفترض حسب الخطاب العلني أنها في خصومة مع إيران بعد إسقاط نظام الشاه وتولى الخوميني السلطة.
يقول المحللون أن هناك ثوابت في علاقات الدول والقوى الإقليمية وحتى الدولية لا تتبدل بتغيير حكامها، وأن هذا أمر طبيعي وشبه ثابت وقد تأكد مرارا على مر التاريخ.
الإتفاق الذي تم الكشف عن فحواه بإسم إيران كونترا عقده جورج بوش الأب عندما كان نائبا للرئيس رونالد ريغان في ذلك الوقت، وذلك عند اجتماعه برئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن بني صدر في باريس، اللقاء حضره أيضا مندوب عن المخابرات الإسرائيلي الخارجية "الموساد" "آري بن ميناشيا"، الذي كان له دور رئيسي في نقل تلك الأسلحة من إسرائيل إلى إيران، والذي لعب كذلك دورا رئيسا في إعداد ضربة الطيران الإسرائيلي على مفاعل تموز النووي العراقي شمال بغداد يوم السابع من شهر يونيو عام 1981.
إيران غيت جديدة
يوم الخميس 20 فبراير 2014 كشفت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية وبعد إعلان صحف يونانية عن كشف خطير يتعلق بتعاون بين تل أبيب وطهران، أن تجار أسلحة إسرائيليين قاموا مرتين بإرسال قطع غيار للطائرات المقاتلة إلى إيران.
وقالت الصحيفة إن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تحقق في الشحنات العسكرية بعد اعتراضها في اليونان، وذلك في وقت كان قد تم فيه استئناف القوى الست الكبرى المفاوضات مع إيران في فيينا بهدف التوصل إلى اتفاق طويل المدى حول برنامجها النووي.
وأضافت أن قطع غيار المقاتلات التي صادرتها وحدة الجرائم المالية في اليونان على متن سفينة وأرسلتها إلى الولايات المتحدة، تشمل أجهزة استشعار مصمم لمقاتلات "إف 14"، ومحركات سرعة ثابتة لمقاتلات "إف 4".
واشارت الصحيفة إلى أن شركة ناقلة في إسرائيل أرسلت قطع غيار أخرى للمقاتلات على متن شحنتين الأولى في ديسمبر 2012 والثانية في ابريل 2013 دون أن يتم ضبطها، وتبين لاحقا بأنها شركة وهمية ومسجلة باسم مواطن بريطاني مقيم في اليونان لم يتم العثور عليه.
وقالت الصحيفة إن وزارتي الدفاع والخارجية الإسرائيليتين رفضتا التعليق على عملية تصدير قطع غيار المقاتلات التي جاءت من مخازن الجيش الإسرائيلي، وكان مصدر قضائي في أثينا قد أكد أن هذه المعدات "مدرجة على لائحة أمريكية للمعدات العسكرية المحظور تصديرها دون الحصول على إذن مسبق من واشنطن، وقد تم شحنها من إسرائيل في مناسبتين باتجاه إيران".
وكانت قضية أخرى للتعامل بين إسرائيل وإيران قد كشفتها مصادر أوروبية سنة 1996 وتتعلق بتصدير وبيع معدات تستخدم في صنع أسلحة كيميائية إلى إيران. من أجل التغطية على القضية قضت إحدى المحاكم الإسرائيلية عام 1998 بسجن رجل الأعمال، ناحوم منبر، لمدة 16 عاما بعد أن أدانته في هذه القضية وقد غادر الرجل السجن بعد فترة وجيزة واختفى عن الأنظار وتم طمس تشعبات القضية.
تقاسم الكعكة
منذ سنوات عديدة تشير تقارير عديدة أن مصالح الولايات المتحدة في المنطقة العربية جعلتها وبقيادة المحافظين الجدد تضع مشروع الشرق الكبير أو الجديد، الذي يقضي بتقسيم دول المنطقة إلى ما بين 54 و 56 دولة على أساس ديني وعقائدي ومناطقي بحيث يمكنها التحكم في ثروات وخيارات كل المنطقة وتأمين إسرائيل. من أجل ذلك شكلت طهران وتل أبيب محور قوتين إقليميتين يمكن بهما تأمين تنفيذ هذا المشروع. وكان من الضروري التوصل إلى تفاهم على تقاسم الأدوار أو توزيع مناطق النفوذ وما يسميه البعض تفريق الكعكة أو الغنائم.
رغم مرور سنوات على ظهور ملامح هذه التحالفات ظلت غالبية الدول العربية وفي الخليج خاصة منكرة لحدوثها، ومقتنعة بأهمية الإلتزامات الأمنية الأمريكية تجاهها. في الفترة الواقعة ما بين سنة 2011 و سنة 2014 وما سمي بالربيع العربي أخذت العديد من الأوساط الحاكمة تشعر بخطورة المخططات الأمريكية وتحاول التحرك لصدها.
جاء في تقرير أعده مصدر خليجي في نوفمبر 2014 أن من أهم ما يقرأ من صفقة "إيران كونترا" أن العلاقات الأمريكية الإيرانية الإسرائيلية تجمعها الكثير من نقاط الوفاق، وهذه النقاط تفرض نفسها بلا اعتبار للصورة العامة التي يظهر فيها العداء بين الدولتين وإيران.
ريغان كان لديه أكثر من عصفور ليسقطه في هذه الصفقة، أهم العصافير قوة صدام حسين التي تنامت بشكل مقلق وبلغت ذروتها حتى كادت تطيح بالجيش الإيراني، وهي معادلة غير متزنة بالنسبة لإسرائيل التي لا تقبل بوجود قوة مكافئة لها في الشرق الأوسط، والعصفور الثاني كان دعم ثوار نيكاراغوا المناهضين للحكم الإشتراكي المدعوم من طرف الإتحاد السوفيتي.
الرأي العام الأمريكي رأى في ريغان بعد هذه الحادثة رجلا وطنيا وليس صاحب فضيحة.. صحيح أنه خالف الدستور وظهر بوجهين، ولكنه حقق مصالح أمريكا وحتى اليوم يظل رونالد ريغان في نظر شريحة غالبة من الأمريكيين من أفضل من سكن البيت الأبيض.
يسجل أنه عندما كان شاه إيران يلعب دور شرطي الولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي لم يكن الدين أحد وسائل قتاله، أما بعد سقوطه فقد استخدم ساسة طهران التباينات الدينية العقائدية وسيلة لنشر النفوذ، وقد ساهمت الولايات المتحدة بعد إحتلالها للعراق سنة 2003 في خلق فتنة طائفية عن طريق إشعال الحرائق بين الشيعة والسنة بعد أن لم يكن لذلك سوابق، وساهم ذلك في توسيع نطاق إنتشار هذه الجرثومة القاتلة، وعمم إستخدامها إعلاميا حتى إن لم يكن لها وجود لتصوير الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط على أنه حرب بين السنة والشيعة. هذه الجرثومة كانت تخدم مخطط التقسيم ليس فقط في نطاق مشروع الشرق الأوسط الكبير بل كذلك في تقاسم النفوذ والكعكة بين القوى غير العربية في المنطقة وبالتالي إنهاء الفكرة القومية والوحدة المصيرية.
يسجل أن منظمات غير حكومية أمريكية وبريطانية خاصة ساهمت في الدفاع عن مجهودات إيران لنشر التشييع في المنطقة العربية وإعتبرته من ضمن حقوق الإنسان، ولكنها لم تفعل نفس الأمر بالنسبة لمحاولات الهيئات الدينية الإسلامية نشر المذهب السني.
مفاتيح العراق
جاء في تقرير نشره في 27 مارس 2015 إيف بونة الرئيس الأسبق لجهاز مخابرات فرنسا على موقع هافينغتون بوست الإخباري الأمريكي: في تواصل محترم لا تزال الولايات المتحدة تعد وتبقى أفضل حليفة لإيران مهما تكن الحكومة التي تحكم في طهران. الولايات المتحدة كانت أفضل صديق ومدافع عن شاه إيران. وقد استمرت واشنطن في دعمها له وخلصته من الحكومة الديمقراطية للدكتور مصدق عبر انقلاب. وإذا كانت قد حثت في آخر السبعينات على تنحي محمد رضا بهلوي عن السلطة فلأنها كانت غير راضية عنه كثيرا حيث لم يكن ينفذ كل ما كانت تأمره به واخذ يريد نصيبا أكبر من الكعكة التي يجري تقسيمها. وبعد ذلك ابتكرت الولايات المتحدة صفقة مع الخوميني. وكان من المقرر أن يوافق الخوميني على بقاء مهدي بازركان في السلطة في طهران ولكن سرعان ما أقاله من منصبه. ومن ثم لعبت الولايات المتحدة دور منقذ للجيش الإيراني الذي كان قد تورط في مشاكل جادة أمام جيش صدام حسين وتم ذلك بفضل عملية "إيران غيت". وكان على الولايات المتحدة أن تكمل سلسلة سياساتها عبر حربين خاضتهما ضد العراق لتقدم مفاتيح هذا القطر العربي ل "حليفها الفعلي" الإيراني.
اوباما والتفاهم "التاريخي"
يوم الخميس 2 أبريل 2015 اشاد باراك اوباما بالتوصل إلى تفاهم "تاريخي" حول البرنامج النووي لإيران بعد 12 عاما من المفاوضات، وقال في تصريح للصحافيين في البيت الأبيض، توصلت الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها إلى تفاهم تاريخي مع إيران".
وأشار أوباما إلى الجهود التي بذلتها إيران من اجل التوصل إلى اتفاق في لوزان "فقد وفت بكل التزاماتها وتخلصت من مخزونها من المواد النووية الخطرة وازداد عدد عمليات تفتيش البرنامج النووي الإيراني ولقد واصلنا المفاوضات لنرى ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق اكبر".
في نطاق الحكم على الإتفاق قال الخبير السياسي حسني عبيدي مدير مركز دراسات وابحاث العالم العربي والمتوسطي في جنيف ان هذا "سيسمح لإيران بتحسين سمعتها" على الساحة الدبلوماسية "وليس لدى واشنطن فحسب".
على الصعيد الاقتصادي، ستستفيد إيران على الأمد الطويل على الأقل، من رفع للعقوبات التي تضربها بقسوة منذ سنوات.
اما الخبير في شؤون الجمهورية الإيرانية برنار اوركاد من المركز الوطني للبحث العلمي في باريس فيرى أن هذا الاتفاق يكرس هيمنة لاعبين "فاعلين كبيرين على الساحة الاقليمية هما ايران والسعودية".
واضاف ان دول الخليج ستنظر إلى الاتفاق على انه "قلب الموازين كما لو أن الولايات المتحدة انتقلت إلى صف إيران".
لكن اوركاد تابع ان الاتفاق "سيجبر ايضا المتنافسين الرئيسيين أي الإيرانيين والسعوديين على الجلوس على طاولة للتفاوض أي انه سيكون له نتائج ايجابية".
واشار إلى ان إيران "كانت حتى الآن تفرض نفسها بدون دعوة على الساحة الإقليمية وهذا يؤدي إلى الحرب. بهذا الاتفاق يمكن لإيران التحرك على الساحة الدبلوماسية ويمكن أن تبدأ عملية جيدة".
ويشار أنه رغم ما يسمى حصارا غربيا تمكنت طهران خلال 35 سنة من التحرك على الأرض في إطار توسيع نفوذها السياسي والعسكري دون أن تواجه مقاومة جادة من أعدائها النظريين وخاصة واشنطن وتل أبيب.
وقال المحلل العبيدي أن "نزعة ايران إلى التدخل خارج حدودها جعلتها بلدا فاعلا لا يمكن تجاوزه ويخشى بأسه".
ويتساءل الخبراء خصوصا عن انعكاسات رفع العقوبات التي تضرب إيران على المنطقة إذا وقع اتفاق نهائي.
وقال عبيدي أن "رفع العقوبات سيؤدي إلى الإفراج عن ودائع مالية لإيران"، متسائلا "ألن يستغل هذا البلد ذلك لتعزيز ضغوطه العسكرية في المنطقة وبرهنة مزيد من النزعة التدخلية ؟ أم العكس، سيجعله الاعتراف الدولي اقل عدوانية ويدفعه غلى تخفيف الضغط ؟".
والرأي نفسه عبرت عنه المجموعة البحثية الأمريكية سوفان غروب للدراسات الاستراتيجية ومقرها نيويورك، التي قالت أن "حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يرون أن رفعا للعقوبات ولو تدريجيا سيسمح لإيران بتقديم مزيد من المساعدة عسكريا وماليا إلى خصومهم".
اما ديفيد هارتويل مدير مجلة "ميدل ايست اينسايدر" في لندن فصرح ان "الأوضاع تغيرت في منطقة الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة وحتى في الأسابيع الاخيرة إلى درجة ان ما كنا يمكن أن نأمل به، اي ان نرى إيران تتعاون بشكل أفضل حول قضايا أخرى غير النووي يبتعد أكثر فاكثر".
واضاف "من الصعب ان نتوقع أن يحسن اتفاق حول النووي الامن الإقليمي بينما هناك ثلاث حروب في ثلاث دول ودولة داعش في كل مكان وإيران تتدخل في دول عدة".
حروب الظل
صدر مؤخرا كتاب تحت عنوان "حروب الظل الحروب السرية الأمريكية الجديدة" من تأليف "مارك مازيتي" الحاصل على جائزة "بوليتزر" للصحافة، ويعمل مع صحيفة "نيويورك تايمز".
يرصد الكتاب لجوء السلطات الأمريكية إلى نوع جديد من الحروب لمواجهة الخصوم، فإلى جانب حربها في أفغانستان وحربها في العراق خاضت حربا ثالثة، خفية، حدثت في الظل وعن بعد، وفي أغلب مناطق العالم.
وبدلا من الحروب التي تكلف الكثير من المال والأرواح الأمريكية، إعتمدت الإدارة الأمريكية هذه الحروب الجديدة الموصوفة بالنظيفة وغير المكلفة والموضعية، بحيث تمكنت من القضاء على أعدائها عن بعد وبعمليات خاصة وبطوابير خامسة وبثورات وصفت بالبرتقالية وغيرها من الألوان، واختارت عناصر ودربتهم لتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير واستخدمتهم في إقامة شبكات سرية للتجسس، وتحالفت مع أحزاب وقوى سياسية لفرض أوضاع مناسبة لمخططاتها. وشنت عبر شبكات إعلامها حملات لتشويه صورة خصومها ونشر مسلسلات أكاذيب لتؤلب الجماهير وتدفعها نحو تفعيل الفوضى الخلاقة، تحت غطاء البحث عن الديمقراطية.
إيران شرطي الولايات المتحدة
يوم السبت 4 أبريل نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية مقالا للكاتب روبرت فيسك ناقش فيه امكانية ان تصبح إيران القوية شرطي الولايات المتحدة في الخليج العربي.
وقال فيسك إن إيران ستبرز كقوة في الشرق الأوسط بموافقتها على الحد من طموحها النووي. وعلى الرغم من أن الحرس الثوري الإيراني قد يحاول عرقلة الاتفاق، إلا أن الاتفاق المبدئي الذي عقدته يمكن أن يجعلها قوة عظمى في المنطقة كما كانت أيام الشاه، وكما جاء على ال"بي بي سي".
ويضيف الكاتب إن تلك الصداقة الناشئة بين واشنطن وطهران هي التي تغضب السعوديين الذين يخشون أن تهدد الأوضاع الجديدة تحالفهم المتميز مع واشنطن. ويضيف الواقع إن سياسة الرياض، يجعلها حليفا غير طبيعي لواشنطن.
إذا التزمت إيران بتعهداتها يمكن أن يتبدل انعدام الثقة بينها وبين الولايات المتحدة، وسيكون هذا تحولا سياسيا هائلا في الشرق الأوسط. فيمكن لإيران أن تصبح مع مرور الوقت شرطي الولايات المتحدة في الخليج كما كانت تحت حكم الشاه. ويصف الكاتب هذا التحول بالزلزال في الشرق الأوسط. آنذاك ستعيد الولايات المتحدة تقييم علاقاتها مع السعوديين.
وينتقل الكاتب إلى سوريا حيث يقول إن الاتفاق يمثل نبأ سعيدا لبشار الأسد، وربما أعتقد الكثيرون من العرب الآن أن بشار يمكن الآن أن يبقى في السلطة عمرا طويلا مثل أبيه حافظ الأسد.
مزايدات إسرائيلية
يقدر بعض المحللين أن الهجوم الذي قابل به رئيس وزراء إسرائيل الإتفاق النووي مع إيران ليس أكثر من مزايدة للحصول على مزيد من الدعم العسكري والإقتصادي الأمريكي، كما أنه في نفس الوقت تعبير عن عدم الرضا عن نصيبه من عملية تقاسم النفوذ التي وضعتها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط الكبير.
يوم الجمعة 3 أبريل كتب المحلل الإسرائيلي تسفي بارئيل في صحيفة هأرتس "توجد ميزة واحدة لامتداد المحادثات بين إيران والقوى العظمى. فطالما كان الرفاق يجلسون في الفندق في لوزان، فان أجهزة الطرد المركزي لا تنتج اليورانيوم المخصب".
ان الخطاب العام في إيران يشبه الخطاب العام الذي يدور في إسرائيل: هل الاتفاق جيد أم سيء؟ هل نوقع على الاتفاق الذي هو اقل جودة لإيران ام نترك طاولة المباحثات؟ ولكن هذا بالأساس خطاب النخب الذي يتبادل فيه الحرس الثوري الضربات مع النظام الذي لا يخشى أو يتردد من رد الحرب بالمثل. وبالتوازي، تسمع أصوات من البرلمان الإيراني تطالب، مثلما في مجلس النواب الأمريكي بان يؤتى بالاتفاق لإقرار البرلمان. ومن هنا القلق المزدوج لظريف وكيري حين يكون كل منهما مطالبا بان يحقق نتاجا يمكنه ليس فقط أن يقف فيه امام برلمانه هو بل وايضا أمام خصومه، مثلما تقف أمام اوباما وكيري جبهة جمهورية، فان روحاني يكافح ضد جبهة الحرس.
قبل نحو عشرة أشهر وصف روحاني الحرس الثوري دون أن يذكر اسمه ك "اخواننا المهربين" و "الأبطال الفاسدين". في أبريل 2014 شدد روحاني على أن "الجيش الإيراني هو المخول بالدفاع عن حدود الدولة" – الجيش الإيراني وليس الحرس الثوري. وعلى ذلك رد عليه محمد فكفور، مندوب خامينئي في الحرس الثوري بان "يوجد من يتلقون أوامرهم من جهات أجنبية.
هذه تهمة توجه كثيرا لروحاني، الذي يصفه خصومه كمن يخدم مصالح الولايات المتحدة. وعندما اشتعل الانتقاد ضد المفاوضات فقد روحاني صبره وأعلن لخصومه "يمكنكم أن تذهبوا إلى الجحيم، حيث ستجدون مكانا دافئا ومريحا. الله خلقكم جبناء". ما يخفى في هذه الادعاءات هو أن الانتقاد على روحاني في الموضوع النووي هو ايضا انتقاد ضد خامينئي الذي منح حتى الان اسنادا كاملا للفريق المفاوض. وهنا يكمن الفخ الذي يوجد فيه الزعيم الأعلى: فقد اتخذ القرار ببدء المفاوضات على النووي مباشرة مع الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت عليه أن يعرض انتصارا يحافظ على شرعيته أمام المحافل الراديكالية ولا يحدث شرخا مع الحرس الثوري. وبالتالي، على خامينئي أن يسير بحذر بين مصالح الحرس، ولا سيما تلك الاقتصادية، وبين ما يصفه ك "مصالح ايران" – الحفاظ على طريقة النظام التي يمكن للاتفاق أن يضمنها.
المفارقة الأخرى هي أن للحرس الثوري مصلحة في رفع العقوبات وذلك لأنه رغم أنهم يسيطرون على أكثر من نصف الاقتصاد الإيراني من خلال مشاريع مدنية تحت سيطرتهم مثل المطار وقسم من منصات النفط فان العقوبات تعرقلهم جدا في تحقيق الطاقة الاقتصادية الكامنة لهذه المشاريع. وبالمقابل، فان مالهم الكبير نجحوا في جمعه بالذات في فترة العقوبات تحت رئاسة احمدي نجاد، حين نجحوا في تسويق النفط بوسائل تلتف على العقوبات وجني الأرباح المباشرة إلى جيوبهم.
إن رفع العقوبات سيفتح مسارات التجارة الحرة للنفط وغيره من البضائع، قنوات الدفع والربح ستصبح علنية وستكون تحت رقابة حكومية، استيراد البضائع قد يسلم إلى جهات تجارية خاصة لا ترتبط بالحرس الثوري، وكل هذا حين يكون على رأس الدولة روحاني، خصمهم السياسي. من هنا أيضا الأهمية الكبرى التي توليها إيران للجدول الزمني لرفع العقوبات.
وحسب جدول المواعيد، فمخطط التوقيع على الاتفاق النهائي حتى نهاية شهر يونيو 2015. بعد سبعة أشهر من ذلك ستجرى الانتخابات للبرلمان وبعد سنة الانتخابات للرئاسة. اذا ما نفذ هذا الجدول الزمني، ستبقى لروحاني فترة زمنية طويلة ما يكفي حتى الانتخابات للبرلمان كي يثبت بان المسار الدبلوماسي الذي اختاره يحقق منفعة اقتصادية كبيرة للدولة. صحيح أن مبنى النظام في إيران يسمح للجنة حفظة الدستور ترتيب المواعيد وتحديد تشكيلة البرلمان بالتالي، ولكن في الصراع السياسي المرتقب فان الاتفاق النووي والتحسن الكبير في الوضع الاقتصادي سيخدم حركات الإصلاح جيدا.
أمام الأرباح السياسية التي سيحققها الاتفاق لروحاني يسعى الحرس الثوري الآن إلى تعزيز مكانته في الجبهة العسكرية في الساحة العربية. وفي الأشهر الأخيرة تمتلئ وسائل الإعلام المقربة من الحرس بالتقارير من العراق وسوريا. وفيها جميعها يوصف عمل قائد قوة القدس قاسم سليماني. صورته وهو يتحدث، يتعانق او يوجه المقاتلين العراقيين والسوريين تزين الصفحات الأولى في الجرائد، وكل يوم ينشر نبأ عن انتصارات الحرس في الحرب ضد داعش.
المثير للاهتمام هو أن حرب الحرس ضد داعش بالذات تجعلهم حلفاء الولايات المتحدة والتحالف العربي، ذات التحالف الذي يحظى بالشتائم حين يقاتل ضد الحوثيين في اليمن. ورغم التناقضات، فان الدور العسكري للحرس في الساحة العربية يحفظ مكانة إيران كصاحبة القوة الوحيدة في المنطقة التي يمكنها أن تحل النزاعات بشكل لا يسمح للقوى الكبرى العربية بتجاهلها. وهكذا، حتى لو وقع الاتفاق النووي، فان إيران لن تنزل عن جدول الأعمال الدولي والأقليمي. ولكن كي تتمكن من ان تحتفظ بهذه المكانة فانها تحتاج إلى مصادر تمويل جديدة.
وبالتالي فان رفع العقوبات لن يعيد بناء الاقتصاد الإيراني فقط، بل وسيضع تحت تصرف الدولة الرافعة المالية اللازمة لها كي تنافس السعودية ودول الخليج العربي في ساحات النزاع المختلفة. هذه الاعتبارات تدعم هي الأخرى الإسراع في الوصول إلى الاتفاق، ومن هنا التنازلات التي اقترحتها إيران والتي دفعت حتى فرنسا وإن كان على مضض إلى الاعتراف بأنه تبقت "أمتار قليلة" حتى الاتفاق.
لا تهديد لإسرائيل
المحلل يوسي ملمان كتب في صحيفة معاريف تحت عنوان من وجهة نظر إسرائيل كان يفضل ألا يوقع الاتفاق وأن تستمر العقوبات.. ولكن أما وقد وقع الاتفاق فيجب الاعتراف بنزاهة أنه اتفاق معقول.
إيران جددت برنامجها النووي في نهاية حربها مع العراق، قبل أكثر من 25 سنة. قبل نحو 10 سنوات قامت بتسريعه، ورغم ذلك ليس لديها سلاح نووي. دول تملك بنية أساسية، معرفة وتكنولوجيا متطورة أقل مثل باكستان وكوريا الشمالية، استطاعت انتاج قنبلة نووية خلال 5 سنوات. الاستنتاج من ذلك هو أن إيران نفسها خافت وتخاف من أن تنتج قنبلة.
صحيح أنها سعت بدون توقف غلى التحول إلى دولة على شفا الذرة بحيث تكون على بعد خطوة من إمكانية إنتاج القنبلة. لهذا فقد كانت مستعدة لأن تسير على الحافة.
في نهاية الأمر نجحت إيران في المهمة وأقامت جهازا متطورا يضم مفاعلين لتخصيب اليورانيوم ومفاعل لانتاج البلوتونيوم. لقد قامت بتخصيب اليورانيوم بمستوى 20 بالمئة، نفذت سرا محاولة للتخصيب الى مستويات قريبة من 93 بالمئة التي تحول اليورانيوم الى مادة انشطارية لانتاج السلاح النووي. لقد بنت منشآت تحت أرضية يصعب تدميرها ونفذت تجارب سرية مشابهة لسلسلة الانفجار في القنبلة. لقد تحولت ايران قبل حوالي سنتين إلى دولة حافة نووية.
من جهة إسرائيل فان من المفضل لو لم يكن هناك اتفاق واستمرت العقوبات. لكن أما وقد حدث، فيجب الاعتراف بحق بأنه معقول.
المحلل العسكري الصهيوني بن كسبيت كتب بدوره في صحيفة معاريف يوم الجمعة 3 أبريل في الاتفاق بين إيران والدول العظمى عدد من البنود المهمة والايجابية لإسرائيل والاتفاق لا يشكل تهديدا وجوديا عليها.
تحولت إسرائيل إلى معمل للصراخ والتحذير الذي لا يوجد أحد بخلاف الحزب الجمهوري وأسيادها في الولايات المتحدة يأخذونه بجدية. ومن الخسارة أن المعلومات الموجودة في أيدي إسرائيل والخبرة المتراكمة لديها والتفاهمات الخاصة بها كان يمكنها أن تلعب دورا أكثر تأثيرا في المفاوضات بين إيران والدول العظمى لو كان لها موطئ قدم مهم في واشنطن. في اللحظة التي فقدنا فيها الوصول إلى قدس الأقداس تحولنا إلى مبعدين وفي لحظة معينة توقفنا عن استقبال آخر التطورات الداخلية من الأمريكيين، فقدنا قدرتنا على تفعيل أدوات ضغط و"التأثير من الداخل". كل هذه فقدناها بفضل سياسة نتنياهو، الذي بدلا من أن يبيع كلية من اجل أن يحتل مكانا قريبا من الرئيس حاول إزاحته. لكن كل هذا أصبح من التاريخ.
من الواضح أنه كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق أفضل. في الشرق الأوسط يعرف الجميع أنه ليس بالإمكان التجول بدون عصا طويلة في يد واحدة على الأقل. الأمريكيون في عهد اوباما وضعوا العصا في المستودع. الآن يأملون بإحداث تغيير تاريخي بميزان القوة في الشرق الأوسط من خلال هذا الاتفاق مع إيران.
هيمنة على المنطقة
الأكاديمي حسان قصار، الأستاذ المحاضر بالجامعة التونسية، يؤكد فإن ما تشهده المنطقة حاليا من تحركات إيرانية متسارعة "يعكس غزلا إيرانيا للولايات المتحدة بحثا عن مدخل تستطيع إيران من خلاله فرض هيمنتها على المنطقة، عبر الحصول على دور إقليمي يتكامل مع توجهات واشنطن".
واعتبر قصار، أن تصريحات المسئولين الإيرانيين السياسيين والعسكريين الذين توزعوا في المنطقة بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة من شهر مارس 2015، "لم تخرج عن سياق البحث عن هذا الدور الإقليمي، مهما كان الغطاء أمريكيا أو إسرائيليا".
وكان عدد من المسئولين الإيرانيين، قد عكسوا هذا التوجه، على غرار حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني، الذي أعلن أن الولايات المتحدة طلبت من بلاده المساعدة في حربها على الإرهاب، وعلاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني الذي صرح بأن إسرائيل طلبت من إيران، عبر قناة رسمية، عدم التصعيد بعد عملية القنيطرة السورية التي قتل فيها جنرال في الحرس الثوري الإيراني وستة من عناصر "حزب الله" اللبناني.
بالتوازي مع ذلك، بدأ قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي زيارة إلى أفغانستان مثيرة للجدل بالنظر إلى توقيتها، ما دفع الباحث حسان قصار إلى القول "إن ما تقوم به إيران اليوم من تحركات لافتة هو امتداد لتوجهها الاستراتيجي التوسعي منذ تدمير العراق".
وأضاف قصار أن الاستراتيجية الإيرانية "هي نتاج تراكم بدأ مع تدمير العراق، وتحول إلى لبنان بحثا عن دور إقليمي، بدعم من الولايات المتحدة، وهو دور يشمل منطقة الخليج العربي، واليمن وسوريا ولبنان، ولا يستثني بقية الدول العربية التي تأسست فيها جمعيات موالية لإيران منها جمعية "أحباب أهل البيت" المنتشرة في أكثر من دولة عربية".
كما اتهم إيران بأنها تسعى إلى اقتسام "الكعكة العربية مع الولايات المتحدة، وبالتالي تهشيم أسس الخريطة السياسية في المنطقة العربية وإعادة تشكيلها بما ينسجم مع طموحها". وتابع قائلا "إن كل المؤشرات تدل على أن المفاوضات حول الملف النووي ليست سوى غطاء لمفاوضات أخرى، خاصة بعد التأكد من أن إيران حذرت الحوثيين بعدم المس بمنظومة الاتصالات الأمريكية الموجودة في جهاز الأمن القومي بصنعاء، التي كانت تستخدم في توجيه الطائرات دون طيار.
صفقات إقليمية
يؤكد هذا التحذير ما ذهبت إليه مصادر سياسية لبنانية قالت إن الانفراج المسجل على صعيد الملف النووي الإيراني جاء بعد اقتراب طهران وإدارة أوباما من تفاهمات حول جملة من القضايا الإستراتيجية الأخرى، كانت على طاولة مفاوضات جنيف حول النووي الإيراني.
وأكدت المصادر أن الجانبين بحثا على هامش جولة المفاوضات الأخيرة حول الملف النووي، عدة ملفات أخرى مرتبطة بالدور الإقليمي لإيران.
كما تتعلق تلك الملفات بسوريا، ولبنان، وبطبيعة الصراع الإيراني التركي، ومسألة التشيع في مصر، والشأن الأفغاني، وصولا إلى قضية أمن الخليج وكيفية تقاسم مناطق النفوذ هناك بين إيران والولايات المتحدة، وهي قضايا دفعت الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى القول، مؤخرا، "إن الخلافات في وجهات النظر بين بلاده والولايات المتحدة تقلصت".
يدعم الباحث الأمريكي مارك أندري النظرية القائلة إن هناك تفاهمات إقليمية وراء الصفقة النووية.
وفي حال سار كل شيء على ما يرام ولم تنسفها الألغام الكثيرة المزروعة على طريقها، ستعطي الولايات المتحدة فرصة إعادة دمج إيران في النظام الدولي، كدولة طبيعية لا مارقة وفق شروطها، وستعطي إيران، ليس فقط طوق النجاة من الانهيار الإقتصادي الاجتماعي وحسب، بل أيضا دورا إقليميا معترفا به دوليا.
وإذا ما توصل الطرفان إلى مثل هذه "الصفقة الكبرى"، سيكون الشرق الأوسط على موعِد بالفعل مع نظام إقليمي جديد وتحالفات دولية إقليمية، قد لا تخطر الآن على بال أحد.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.