دروس وعِبر للمستقبل.. الكراوي يقارب 250 سنة من السلام بين المغرب والبرتغال‬    أخنوش: فقدنا 161 ألف منصب شغل في الفلاحة وإذا جاءت الأمطار سيعود الناس لشغلهم    طنجة.. توقيف شخص بحي بنكيران وبحوزته كمية من الأقراص المهلوسة والكوكايين والشيرا    عمره 15 ألف سنة :اكتشاف أقدم استعمال "طبي" للأعشاب في العالم بمغارة الحمام بتافوغالت(المغرب الشرقي)    "المعلم" تتخطى مليار مشاهدة.. وسعد لمجرد يحتفل        الإسبان يتألقون في سباق "أوروبا – إفريقيا ترايل" بكابونيغرو والمغاربة ينافسون بقوة    انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل    أخنوش: حجم الواردات مستقر نسبيا بقيمة 554 مليار درهم    الجديدة.. ضبط شاحنة محملة بالحشيش وزورق مطاطي وإيقاف 10 مشتبه بهم    استطلاع رأي: ترامب يقلص الفارق مع هاريس    هلال يدعو دي ميستورا لالتزام الحزم ويذكره بصلاحياته التي ليس من بينها تقييم دور الأمم المتحدة    النجم المغربي الشاب آدم أزنو يسطع في سماء البوندسليغا مع بايرن ميونيخ    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا الخميس والجمعة المقبلين    حصيلة القتلى في لبنان تتجاوز ثلاثة آلاف    سعر صرف الدرهم ينخفض مقابل الأورو    البحرية الملكية تحرر طاقم سفينة شحن من "حراكة"    استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب    الجفاف يواصل رفع معدلات البطالة ويجهز على 124 ألف منصب شغل بالمغرب    المعارضة تطالب ب "برنامج حكومي تعديلي" وتنتقد اتفاقيات التبادل الحر    «بابو» المبروك للكاتب فيصل عبد الحسن    تعليق حركة السكك الحديدية في برشلونة بسبب الأمطار    في ظل بوادر انفراج الأزمة.. آباء طلبة الطب يدعون أبناءهم لقبول عرض الوزارة الجديد    إعصار "دانا" يضرب برشلونة.. والسلطات الإسبانية تُفعِّل الرمز الأحمر    الجولة التاسعة من الدوري الاحترافي الأول : الجيش الملكي ينفرد بالوصافة والوداد يصحح أوضاعه    رحيل أسطورة الموسيقى كوينسي جونز عن 91 عاماً    مريم كرودي تنشر تجربتها في تأطير الأطفال شعراً    في مديح الرحيل وذمه أسمهان عمور تكتب «نكاية في الألم»    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    مصرع سيدة وإصابة آخرين في انفجار قنينة غاز بتطوان    عادل باقيلي يستقيل من منصبه كمسؤول عن الفريق الأول للرجاء    الذكرى 49 للمسيرة الخضراء.. تجسيد لأروع صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي لاستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية    أمرابط يمنح هدف الفوز لفنربخشة        متوسط آجال الأداء لدى المؤسسات والمقاولات العمومية بلغ 36,9 يوما    "العشرية السوداء" تتوج داود في فرنسا    إبراهيم دياز.. الحفاوة التي استقبلت بها في وجدة تركت في نفسي أثرا عميقا    بالصور.. مغاربة يتضامنون مع ضحايا فيضانات فالينسيا الإسبانية    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    مدرب غلطة سراي يسقط زياش من قائمة الفريق ويبعده عن جميع المباريات    عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم    تقرير: سوق الشغل بالمغرب يسجل تراجعاً في معدل البطالة    "فينوم: الرقصة الأخيرة" يواصل تصدر شباك التذاكر        فوضى ‬عارمة ‬بسوق ‬المحروقات ‬في ‬المغرب..    ارتفاع أسعار النفط بعد تأجيل "أوبك بلس" زيادة الإنتاج    استعدادات أمنية غير مسبوقة للانتخابات الأمريكية.. بين الحماية والمخاوف    الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي: للفلسطينيين الحق في النضال على حقوقهم وحريتهم.. وأي نضال أعدل من نضالهم ضد الاحتلال؟    عبد الرحيم التوراني يكتب من بيروت: لا تعترف بالحريق الذي في داخلك.. ابتسم وقل إنها حفلة شواء    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البداية كانت إحتلال العراق وبعدها بدأ تقاسم النفوذ على حساب المنطقة العربية.. هل تستغل الولايات المتحدة الحرب في اليمن لتطبيق خطة كيسنغر؟ بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 30 - 03 - 2015

شكل العراق وخاصة منذ سنة 1980 وحتى الغزو الأمريكي سنة 2003 سدا منيعا ضد محاولات إيران لمد نفوذها في المنطقة العربية وخاصة الخليج العربي، ففي سنة 1988 أجبرت طهران بعد حرب استمرت ثمان سنوات على قبول السلام بشروط بغداد حتى أن الزعيم الإيراني في ذلك الحين الخوميني قال: "كأني أتجرع كأس سم". لم تكن كلمة الخوميني مجرد تعبير أدبي في وقت فورة، لكنها كانت تعبيرا عن غصة استراتيجية مثلها إفشال العراق للمشروع الإيراني للتوسع في كل منطقة الخليج العربي.
من سنة 1990 وحتى الإحتلال الأمريكي لبغداد يوم 9 أبريل 2003 ورغم حصار غربي استمر 12 سنة ظل العراق قوة موازنة للقوة الإيرانية ولهذا لم يكن غريبا أن ساسة طهران ساندوا بكل الأشكال الغزو الأمريكي البريطاني وكلهم تطلع لضم بلاد الرافدين إلى مناطق نفوذهم وبعدها إبتلاع مزيد من الدول.
رغم سقوط البوابة الشرقية للأمة العربية تحت الإحتلال المتعدد الأطراف واجهت القوات الغازية ولمدة تزيد على الثمان سنوات مقاومة بطولية خسرت خلالها الولايات المتحدة 4474 قتيلا و33 ألف جريح حسب الأرقام الرسمية وأنفقت حوالي تريليون دولار وهناك من يتحدث عن 3000 مليار دولار. ومع الإعلان الرسمي عن إنسحاب القوات المقاتلة الأمريكية يوم الأحد 18 ديسمبر 2011 عندما عبرت آخر عربات مدرعة في قافلة تابعة للفرقة الثالثة في الجيش الأمريكي الحدود البرية من الأراضي العراقية باتجاه الكويت، بدأ المحللون العسكريون والسياسيون الأمريكيون عملية تقييم لتلك المغامرة العسكرية في بلاد الرافدين.
حطمنا القوة الرادعة
الدكتور أنتوني كوردسمان، الخبير العسكري بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن في تقييمه لتلك الحرب التي ساند إنهاءها حوالي خمسة وسبعين في المائة من الأمريكيين قال: "لقد خاضت القوات الأمريكية تلك الحرب في عام 2003 لأسباب خاطئة، وكل ما حققته الغزوة الأمريكية هو تدمير قدرات القوات المسلحة العراقية على ردع إيران دون أن يكون لدى الولايات المتحدة أي خطة واضحة لاستعادة الأمن والنظام من خلال نظام حكم ديمقراطي لا يستهدف عزل وتهميش السنة".
الواقع أن البيت الأبيض بدل سياسته واستبدل اسلوب الحرب المفتوحة بما وصف بعد ذلك بالحرب الناعمة التي لا تتطلب الإستخدام المباشر للقوات الأمريكية وذلك عن طريق العمل عبر أطراف ثالثة محلية أو أقليمية في الدول المستهدفة للوصول إلى تنفيذ مخططاته، كما طبقت الإدارة الأمريكية نظرية الفوضى الخلاقة من أجل تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقضي بتقسيم دول المنطقة إلى ما بين 54 و 56 دولة على أسس عرقية ودينية ومناطقية.
بعد تدمير القوة العراقية قال عدد من المحللين أن المنطقة العربية ستدفع ثمنا غاليا لأن ساستها لم يعارضوا جديا الغزو الأمريكي.
موازاة مع الإنسحاب الأمريكي المعلن شرعت واشنطن في ركوب حركات التطور والتحول في المنطقة العربية لتحولها إلى فوضى خلاقة، وهذا ترعرعت وتضخمت الحركات الإرهابية في العراق وسوريا وليبيا، وأخذت توجه ضربات في مصر وتونس وتحاول التمدد إلى مناطق أخرى ممهدة الطريق عمليا لتحقيق مخطط التقسيم الذي وضعه المحافظون الجدد. في اليمن استطاع الغرب عبر ركوب حركة التحول السياسي نشر الفوضى الخلاقة وخلخلة موازين القوى وهو ما فتح الباب للتدخلات الخارجية من جانب القوى الطامعة.
الأمريكيون لا يخفون كثيرا مخططاتهم تجاه المنطقة العربية، وعبر عدد من دراساتهم وتصريحاتهم يمكن كشف الكثير من الحقائق.
امريكا وإحتلال حقول النفط
يوم الأحد 29 مارس قال بوب باير، محلل الشؤون الاستخباراتية لدى شبكة "سي إن إن" والعميل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية، إن الغارات الجوية التي تقودها دول الخليج ضد الحوثيين لا تبدو فعالة بالقدر المطلوب، مضيفا أن مدينة عدن قد تكون بطريقها للسقوط، واستبعد تدخل القوات المصرية برا، كما ألمح إلى إمكانية أن تضطر أمريكا إلى تنفيذ "خطة كيسنغر" باحتلال منابع النفط بحال امتداد شرارة الحرب للخليج.
ولدى سؤاله عن إمكانية عودة الاستقرار إلى اليمن على الأمد المتوسط قال باير: "لا أتصور ذلك، الحوثيون يواصلون الزحف نحو عدن، ثاني أكبر مدن البلاد، وأتصور أنها ستسقط بأيديهم رغم القصف الجوي، وما يحصل حاليا هو أن البلاد تتشظى وتتفتت إلى دويلات صغيرة، فلدينا جماعة الحوثي من جهة ولدينا التنظيمات السنية المتشددة في شبوة والقبائل في مآرب وتشكيلات أخرى في كل محافظة".
وتابع باير بالقول: "اليمن يسقط أمام أعيننا ولهذا يشعر السعوديون بالقلق حيال حالة الفوضى عند حدودهم الجنوبية ويخشون انتقال العدوى إليهم، وعلينا تذكر أن هناك مليون يمني في السعودية على الأقل، كما أن أسامة بن لادن نفسه كان من أصل يمني، وبالتالي فالمشكلة بالنسبة إليهم مشكلة وجودية".
وعن التحالفات التي ترسمها السعودية بالمنطقة قال: "هم يحاولون إدخال المصريين في المواجهة، هم لا يحبذون التدخل المصري ولكنهم الآن يرحبون بأي حليف ممكن وسيرحبون بالتأكيد بأي دور أمريكي، ولكن من وجهة نظري فإن فرص دول الخليج لاستعادة السيطرة على اليمن إن صح التعبير وإعادة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي إلى السلطة شبه معدومة".
وحول أهمية استقرار اليمن بالنسبة للمنطقة قال باير: "اليمن هو الخاصرة الرخوة للسعودية والخليج، والخوف الأكبر في السعودية والخليج وأمريكا هو انزلاق الشرق الأوسط نحو حالة من الفوضى".
وتابع بالقول: "هناك خمس أو ست حروب أهلية مندلعة الآن، وبحال امتداد شرارة الأحداث إلى دول الخليج التي تمتلك 60 في المائة من احتياطات النفط في العالم فإن الأمور ستنعكس علينا. ورغم استبعاد هذا الخيار حاليا إلا أن الاحتمالات قائمة بأن نضطر لتطبيق خطة كيسنغر التي تنص على تنفيذ تدخل عسكري لحماية آبار النفط وإنقاذ الاقتصاد العالمي، الأمر يبدو مستبعدا الآن ولكنه قد يصبح أمرا واقعيا، فمن كان بمقدوره التنبؤ قبل خمسة أعوام بأن الشرق الأوسط سيشهد خمس حروب أهلية كبيرة في وقت واحد".
وعما إذا كان الاستقرار في اليمن سيحتاج لتدخل بري رد باير بالقول: "بالتأكيد، فالغارات وحدها لن تكون مجدية، سلاح الجو السعودي جيد، ولكنه ليس بقوة سلاح الجو الأمريكي، وبالتالي فلن يكون باستطاعته القضاء على جماعة الحوثي من الجو، من جانب آخر تبدو القوات المصرية منشغلة بالوضع في سيناء وبالمشاكل في ليبيا".
وختم بالقول: "بالتالي فأنا أشك بقدرة القاهرة على إرسال جيشها إلى اليمن، هناك فقط حالة من الدعم الرمزي، لقد اجتمعت الدول السنية لتقف مع السعودية وتقر بأن الأحداث في اليمن تشكل خطرا أمنيا عليها، ولكن هل باستطاعتها فعل شيء؟ لا أظن ذلك".
رعاية المصالح
قبل خبير المخابرات السابق بأربع وعشرين ساعة صرح سفير أمريكا السابق باليمن ستيفان سيش، لمحطة "سي إن إن" يوم السبت 28 مارس: لا يجب ترك العرب يقاتلون وحدهم وعلينا التدخل والتفاوض على مصالحنا. وأضاف إن ما كانت الإدارة الأمريكية تردده في السابق عن نجاح استراتيجيتها باليمن كان "غير واقعي" معتبرا أن الفشل السياسي في اليمن كان السبب في ظهور القاعدة والحوثيين أيضا، ورأى أن أمريكا لا يمكنها البقاء خارج إطار المواجهات بالمنطقة باعتبار أنه لا ينبغي ترك أحد يتصرف نيابة عنها برعاية مصالحها.
وقال سيش، ردا على سؤال حول أسباب تدهور الأوضاع في اليمن رغم حديث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن اعتباره اليمن بين الملفات الناجحة التي عالجتها إدارته: "الحكم بنجاح أو فشل سياستنا في اليمن يجب أن ينظر إليه ضمن السياق العام للأوضاع في اليمن، فالقول إننا نجحنا لأننا أبقينا القاعدة تحت السيطرة لعدة أشهر أمر غير واقعي، إذ يجب أن يكون لدينا نجاحات سياسية واقتصادية".
وأضاف: "أظن أن عجزنا عن رؤية النتيجة العامة لسياساتنا ينعكس في عدم قدرتنا على رؤية الصورة العامة لمقاييس النجاح أو الفشل في اليمن، ففشل العملية السياسية في اليمن هو سبب ظهور القاعدة وهذا الفشل أيضا هو سبب قوة الحركة الحوثية التي استغلت حالات احتقان طائفي في اليمن".
وعن رأيه بالدعوات التي تحض على عدم التورط في المعارك الدائرة بالمنطقة وترك العرب يحلون الأمور بأنفسهم قال سيش: "أظن أن المدرسة التي ترى بضرورة ترك العرب يتصرفون بأنفسهم هي المدرسة السائدة اليوم، وما يفعله العرب حاليا هو تشكيل تحالف يقولون إن مهمته دعم حكومة هادي وتمتين وضعها".
وتابع بالقول: "أنا لا أعرف مدى إمكانية نجاح ذلك ولا أعرف ما إذا كان هناك بالفعل من حل عسكري للأزمة، وسنرى ما إذا كان هناك إمكانية للضغط على الحوثيين عسكريا ودفعهم للرضوخ، وإن كنت أرى ذلك خيارا صعبا... لدينا مصالحنا ويجب أن نكون على الأرض بأنفسنا ويجب أن نشارك في الحوارات وفي المفاوضات مع الجميع في تلك الدول والتأكد من أن مصالحنا محترمة".
ورأى سيش أن الموقف المتقلب حيال أمريكا بالمنطقة وعدم رضى حلفائها عنها سواء في قتال داعش أو في مفاوضة إيران أمر طبيعي قائلا: "لدينا وضع خاص ليس له شبيه في العالم بسبب قوتنا الهائلة، ولكن هذا يعرضنا أيضا للانتقاد، الأمر الإيجابي بالنسبة لنا يتمثل في قدرتنا على تحديد المسارات السياسية المستقبلية في العديد من الدول إذا عملنا بجد وحرفية، وهذا ما نفعله في الكثير من دول العالم، ولكن المهمة ليست سهلة، فهناك الكثير من المعارضة والعنف والفوضى بالعالم".
تحالفات أمريكا
يوم 28 مارس صرح المقدم المتقاعد في القوات الخاصة الأمريكية، جميس ريسي، مستشار الشؤون الدولية لدى شبكة "سي إن إن"، إنه لا ينبغي على أمريكا البقاء على الحياد في المواجهة الدائرة حاليا باليمن بين التحالف العربي والحوثيين، مضيفا أن الخلافات بين السنة والشيعة بالمنطقة كبيرة، ولكنها غير مرتبطة بالكامل بمشكلة الحوثيين التي قال إنها تتعلق بانقلاب فئة على رئيس شرعي.
وقال ريسي، ردا على سؤال حول سبب التحالف مع قوى شيعية وإيران ضد داعش التي تضم عناصر سنية بالعراق والتحالف مع قوى سنية ضد قوى شيعية مدعومة من إيران باليمن: "المهمة معقدة في الشرق الأوسط ولا يمكن تلخيصها بالتحالف مع الشيعة هنا والسنة هناك، بل علينا تقسيم هذه المهمة المعقدة إلى مهام أصغر وأبسط".
وأضاف ريسي: "في العراق، يقاتل الجميع ضد عدو مشترك واحد، وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية كان من الرائد رؤية فيلق القدس وهو يقاتل في تكريت بالعراق، ولكن في اليمن، علينا تجاوز مسألة الانقسام بين السنة والشيعة، والتحدث عن الحوثيين فحسب، فهم الذين هاجموا الرئيس وحكومته. وبالتالي فعلينا تذكر أن الحوثيين رغم أنهم شيعة إلا أن المشكلة معهم هي مهاجمتهم للرئيس".
ولدى سؤاله حول ضرورة تدخل واشنطن في القتال الدائر باليمن رد ريسي بالقول: "هناك من يريد أن يوقف دور أمريكا كأطفائي في الشرق الأوسط، وهذا يحصل بالفعل، فالسعودية ومصر ودول صاحبة قوة إقليمية قررت دخول الميدان وتوجيه الضربات بنفسها، وقد فعلوا ذلك في العراق أيضا حيث لدينا تحالف دولي لا نلعب نحن الدور الأبرز فيه".
وختم بالقول: "ربما يتوجب علينا فعلا الوقوف جانبا وترك القوى المحلية تتحرك، لا أظن أننا نلعب دور الإطفائي الآن، بل نكتفي بتقديم الدعم لحلفائنا، ولكنني لا أوافق على أن نجلس هنا في أمريكا دون حراك ونكتفي بالتفرج على الدول العربية وهي تتحرك بمفردها".
يشار أن مصادر في واشنطن ذكرت أن البيت الأبيض يقدم مساعدة كبيرة للقوات التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، حيث يساعد الجيش الأمريكي السعوديين برسم خارطة للأهداف من خلال المعلومات المأخوذة من الأقمار الصناعية إلى جانب طائرات المراقبة وطائرات التزويد بالوقود.
حرائق السياسة الأمريكية
يوم 28 مارس قالت هيلاري مان لافيريت، الباحثة بشؤون الشرق الأوسط سابقا لدى وزارة الخارجية الأمريكية والمشاركة بتأليف كتاب "رحلة إلى طهران"، إن السياسة الخارجية الأمريكية تعاني من سقوط تام في الفترة الراهنة، محذرة من أن تفرض صراع إقليمي شامل على خلفية الأوضاع في اليمن، ورأت أن لأمريكا مشكلة مع حلفائها وخصومها في المنطقة، داعية واشنطن للكف عن لعب دور "الأطفائي".
وقالت لافيريت، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" حول الأوضاع في اليمن: "نحن نتحدث أولا عن صراع داخلي في اليمن، وهي دولة بالغة الأهمية لأمريكا، ليس لأنها غنية بالنفط والغاز، بل بسبب موقعها الجيوستراتيجي، والجدير بالانتباه في هذه الحرب هي أننا قد نكون أمام بداية صراع إقليمي، فالسعودية تتولى قيادة الحلف وتقوم بدعوة دول سنية كبيرة أخرى لمشاركتها القتال، مثل مصر والسودان، رغم أن رئيس السودان نفسه كان عرضة لملاحقة دولية، إلى جانب تركيا، وهي عضو بحلف الناتو".
وأضافت: "هذا قد يؤثر بشكل جدي على مصالح أمريكا في المنطقة لأننا أمام إمكانية حصول حريق إقليمي، والأمل الوحيد لنا هو إمكانية التوسط لتحسين العلاقات بين إيران والدول المحيطة بها عوض المخاطرة بتورطها في حرب جديدة.
ولدى سؤالها حول مفارقة قصف أمريكا للمليشيات السنية في العراق بالتحالف مع الشيعة وإيران، ودعم السعودية بقصف المليشيات الشيعية باليمن، وهي مليشيات متحالفة مع إيران قالت لافيريت: "الأمر الدراماتيكي في المشهد القائم هو أن السياسة الأمريكية في حالة من السقوط الحر، فلدينا فوضى في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ونحن أمام حالة من الشلل الكامل والسقوط التام في السياسة الأمريكية".
وتابعت بالقول: "علينا أن ننظر بشكل جذري في سياستنا وخاصة ما نقوم به من أجل عقد صفقة مع إيران، يجب تقييم الموقف، لأننا كنا نظن أن أمريكا بحاجة لإعادة التوازن إلى المنطقة لا أن تكون الإطفائي الذي يتقدم دائما لإطفاء الحرائق، ولكن خلال عملنا على هذا الصعيد لاحظنا أن ذلك أدى إلى اضطرام حرائق كبيرة في المنطقة، ما جعل الوضع أكثر خطرا بالنسبة لأمريكا".
وحول ما إذا كان موقفها يعني بوضوح أن إيران تسلك سلوكا تخريبيا في المنطقة ردت لافيريت بالقول: "المشكلة أن البعض يوجه اتهامات مماثلة إلى حلفائنا في المنطقة، فالبعض يرى أن الرئيس هادي لم ينتخب بشكل حر، بل كان الشخصية التي رشحتها السعودية، كما أن أمريكا نفذت في عهده عمليات جوية تستند إلى الطائرات العامة دون طيار، وقد أثار ذلك الكثير من الاحتجاجات باليمن".
وأضافت: "أما السعودية، فهناك شائعات عن مسؤوليتها عن تدريب وتمويل جماعات متشددة أو تنظيمات تحولت لاحقا إلى أذرع للقاعدة، وهذه مشكلة حقيقة. الحل لا يكون بالتخلي عن التحالف مع السعودية، وإنما إعادة التوازن إلى المنطقة عبر جلب إيران إلى طاولة المفاوضات".
تنازلات واشنطن لطهران أغضبت الرياض
علقت مجلة "فورين بوليسي" في تقرير أعده كل من يوتشي دريزن وجون هدسون، إن هذه الغارات الجوية على اليمن تعد أول امتحان للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي ورث من أخيه الملك عبدالله مملكة محاطة بالأعداء.
ويجد التقرير أن على السعودية في هذه الحالة تحديد ما تريد عمله من هذا التحرك، الذي جاء بعد تطورات درامية في اليمن، وبعد اقتراب الحوثيين والمتعاونين معهم من ميليشيات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من السيطرة على البلاد.
وتساءلت المجلة عن المدى الذي ستدفع فيه السعودية من أجل مواجهة الحوثيين، وإن كانت العملية دفاعية لمنع الحوثيين من التقدم نحو الحدود مع السعودية.
ويرى الكاتبان أن أحداث يوم الأربعاء 25 مارس هي التي دفعت المملكة لاتخاذ قرار شن الغارات، فقد تم استهداف مقر الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور، الذي لجأ من صنعاء إلى عدن، وتقدمت قوات موالية للحوثيين نحو لحج والضالع، بعد استيلائها على مدينة تعز، وهي ثاني أكبر المدن اليمنية.
وتورد المجلة تأكيد السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير أن الغارات جاءت بدعم من دول مجلس التعاون الخليجي، من أجل حماية الحكومة الشرعية في اليمن، ولمنع الجماعة الحوثية الراديكالية من السيطرة على اليمن. ودافع السفير عن القرار قائلا إن الحوثيين طالما استخدموا العنف. مشيرا إلى أنهم متحالفون مع إيران، وقاموا بالسيطرة على السلاح من الجيش اليمني، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، مبينا أن "هذا وضع خطير".
ويقول الكاتبان إن على الرياض أن تقرر فيما إن كان الهدف من الغارات هو منع الحوثيين، الذين يسيطرون على أنحاء مختلفة من اليمن، من التقدم نحو حدود المملكة، أو أنها، أي الغارات، جزء من عملية عسكرية واسعة تهدف إلى الإطاحة بالحوثيين وإضعافهم.
وتنقل المجلة عن دبلوماسي بارز في منطقة الخليج قوله: "لو كنت مكان السعودية لشعرت بالقلق العميق، فالسعوديون يراقبون تطورات الملف النووي، الذي يقترب من نهايته وبتنازلات جيدة من جانب أمريكا لإيران، ويشاهدون صعود تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وصعود الميليشيات الشيعية في العراق بدعم إيراني عسكري مباشر، والحضور الإيراني هناك، بالإضافة إلى أن الحوثيين المدعومين من إيران يزحفون في اليمن". ويقول دبلوماسي آخر: "لو كنت سعوديا لشعرت بالحصار".
ويلفت التقرير إلى أن دبلوماسيا توقع قيام السعودية بشن غارات، وإن بشكل محدد، من أجل حماية ما تبقى من الحكومة التي تحظى بدعم من الغرب. ويقول الدبلوماسي إنه من المحتمل أن تعتمد السعودية على الغارات الجوية، واستهداف وحدات الحوثيين ومراكز قيادتهم، التي من السهل العثور عليها، خاصة أن معظمها يرابط في معسكرات الجيش اليمني، التي تمت السيطرة عليها، فقد تفكك الجيش اليمني بقوات غادرت مواقعها، أو انضمت إلى قوات الحوثيين.
ويضيف الدبلوماسي أنه لو مالت السعودية نحو خيار احتواء العنف، فهذا يعني دخول اليمن في مأزق الحرب الأهلية، وبطريقة دموية، ما سيمنح الميليشيات المدعومة من إيران الفرصة للسيطرة على مناطق واسعة من اليمن، وفي الوقت ذاته تترك مساحات أخرى خارجة عن السيطرة، ليتحرك فيها تنظيم القاعدة.
وتقول المجلة إن الحوثيين يزعمون أنهم يريدون مكافحة تنظيم القاعدة، لكن من غير الواضح مدى جديتهم في هذا الموضوع.
ويفيد الكاتبان بأن التدخل العسكري يحمل معه مخاطر أخرى، فالسعودية لديها ترسانة عسكرية كبيرة ومعدات متقدمة، لكن الغارات الجوية وحدها لا تكفي للإطاحة بالحوثيين. كما أن إرسال القوات البرية السعودية قد يؤدي في النهاية إلى حالة من الجمود، كما حدث في عام 2009.
وينقل التقرير عن المحلل السابق في الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" بروس ريدل، قوله إن العمليات العسكرية داخل اليمن ستكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة للسعوديين.
ويضيف ريدل أن السعوديين والحوثيين اشتبكوا أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية، وقد يجد الجيش السعودي نفسه متورطا في جبال اليمن. مبينا أن سلاح الجو السعودي يعد خيارا جيدا، ولكنه يترك السعوديين دون قوات برية.
ويذكر الكاتبان أن الولايات المتحدة تواجه مخاطر مشابهة، خاصة أنها سحبت قواتها الخاصة العاملة في اليمن منذ عام 2002، لتدريب القوات اليمنية الخاصة، وهو ما يعرض الولايات المتحدة لمخاطر، خاصة أن الولايات المتحدة تعد تنظيم القاعدة في اليمن الأخطر من بين فروع تنظيم القاعدة في العالم.
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى أن المعركة الدائرة في اليمن تجري على خلفية النزاع بين الرياض وطهران، لتأكيد نفوذهما في المنطقة.
إزدواجية
يسجل الملاحظون إزدواجية الخطاب الأمريكي تجاه الصراع، فيوم الجمعة 27 مارس قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس باراك أوباما تحدث مع عاهل السعودية وأكد له دعمه للعمل العسكري الذي قامت به السعودية ودول الخليج العربية في اليمن.
يوم السبت قال البيت الأبيض في بيان إن مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند التقيا يوم الجمعة واتفقا على أن التوصل لحل سياسي من خلال التفاوض هو أفضل نتيجة للأزمة في اليمن.
وقال البيان إن رايس وهاموند اتفقا على أن النهج العسكري فقط سيؤدي إلى مزيد من المعاناة وعدم استقرار المنطقة.
اتفاق مصلحي مرحلي
جاء في تقرير نشر في العاصمة البريطانية: عندما قصفت الطائرات السعودية مواقع الحوثيين في اليمن الخميس ضربت أيضا قوات موالية لشخص بارز يعتقد كثيرون أنه دبر الأزمة الحالية في الخفاء وهو الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
قاتلت وحدات من الجيش موالية لصالح إلى جانب المسلحين الحوثيين وهم يتقدمون صوب الجنوب عبر مرتفعات اليمن في الأسابيع الأخيرة، للانطلاق إلى ميناء عدن.
وسوف تثبت قدرة صالح المستمرة على نشر قوات وشغل مقعد على أي طاولة مفاوضات دوره المحوري في مستقبل اليمن نظرا لقاعدة دعمه الواسعة في القبائل الموالية له والجيش والهيكل الإداري.
ومع ذلك فإن الأسابيع المقبلة قد تحدد مصير صالح الذي شبه ذات مرة حكم اليمن "بالرقص على رؤوس الأفاعي"، والذي صمد أمام العديد من الأعداء عندما أثبت مرارا للقوى أنه الخيار الأقل ضررا.
وعلى الرغم من إجباره على التنحي في عام 2012 بموجب خطة انتقالية بوساطة خليجية في أعقاب احتجاجات على حكمه الذي امتد لعقود، وظل لاعبا سياسيا قويا من وراء الكواليس.
ويبدو الآن أن قرار السماح لصالح بالبقاء في اليمن قبل ثلاث سنوات كان سوء تقدير كبيرا من دول الخليج التي تقصف قواته الآن، وتتهمه هي ودول غربية بتقويض المرحلة الانتقالية بطريقة ممنهجة.
وقال فارع المسلمي الباحث بمركز كارنيغي للشرق الأوسط "لأن الغارات ضربت قواعد كانت في أيدي موالين لصالح فإن هذا يعد ضربة له، وسيعتبرها رسالة واضحة على أن السعوديين يشعرون باستياء شديد منه".
ويقول محللون إن صالح دعم الحوثيين لعدة أشهر من خلال المساعدة في وقف أي مقاومة جادة للجيش عندما بسطوا سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر، وباستخدام هيمنة حزبه المستمرة في البرلمان لإضعاف حكومة هادي.
ويعتقد المحللون إن هدفه النهائي هو مساعدة الحوثيين في هزيمة الخصوم المشتركين ثم استخدام قاعدته السياسية الواسعة ليسيطر على ميزان القوى قبل التخلص من الحوثيين.
وفي صراع يتسم بالمفارقات التاريخية.. شن صالح ست حروب على الحوثيين منذ 2002 إلى 2009 وكان لسنوات طويلة حليفا للرياض. وعمل هادي نائبا للرئيس صالح لعقدين وكان قياديا بجيشه خلال الحرب ضد حركة الإنفصال في اليمن عام 1994.
إثارة الفوضى
كانت تلك التحولات الكبيرة في الولاء والتي باتت السمة الأساسية للمشهد السياسي المعقد والمتغير باستمرار في اليمن.ويقول محللون إن تحالف القبائل الشمالية القائم منذ عقود والذي كان يدعم صالح ذات يوم تفكك خلال الاضطرابات ليتحول صالح إلى الحوثيين خصوم الأمس من خلال قضية مشتركة ضد أعداء مشتركين.
ويقول محللون إن هادي حاول تخفيف قبضة صالح على أفرع رئيسية بالقوات المسلحة من خلال تفكيك وحدات الحرس الجمهوري، وإعادة تنظيم الجيش في عام 2013 لكن الرئيس السابق يحتفظ بولاء نحو أكثر من نصف الجيش.
وتلك الوحدات التي دعم بعضها الحوثيين في معارك حول تعز ومأرب هي الأفضل تجهيزا من غيرها في الجيش.
ومع ذلك فإن التحالف التكتيكي بين صالح والحوثيين لا يزال هشا للغاية. ولا يزال الطرفان يتشككان بشدة في دوافع كل منهما الآخر كما لا يوجد بينهما اتفاق أيديولوجي يذكر.
وقال فرناندو كارفاخال من جامعة إكستر "في الوقت الراهن هناك أزمة توحد بين صالح والحوثيين وهي الرئيس هادي. مادام هناك هدف واحد مشترك للاثنين فستبقى العلاقة قوية إلى حد ما".
وفي نوفمبر 2014 فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات تستهدف صالح فضلا عن اثنين من كبار قادة الحوثيين متهما إياه بأنه "وراء محاولات إثارة الفوضى في جميع أنحاء اليمن" وبدعم تمرد الحوثيين.
ونفى صالح ذلك قائلا إن هذه الاتهامات نابعة من محاولة إلقاء اللوم في فشل الحكومة الانتقالية بقيادة هادي على حكمه الذي استمر لعقود ونفى أنه يسعى للعودة إلى السلطة.
ويبدو أن صالح يحدوه الأمل في أن يظهر بمظهر الشخص الوحيد القادر على جمع شتات الفصائل السياسية والإقليمية والدينية في البلاد ليثبت أنه لا غنى عنه للدول التي تشعر بالقلق من فرع تنظيم القاعدة في اليمن.
وفي الوقت نفسه يستخدم أنصاره الضربات الجوية التي تقودها السعودية لحشد اليمنيين حوله.
وقال موقع وزارة الدفاع اليمنية الذي يديره موالون لصالح الخميس إن "أبطال القوات المسلحة" سيتصدون مع الشعب اليمني لهذا "العدوان".
باكستان تحذر من حرب طائفية
باكستان التي تؤكد التزامها بالدفاع عن السعودية تشعر أن واشنطن تحاول الإستفادة من الصراع الحالي لتقسيم المنطقة. وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف صرح أمام برلمان بلاده يوم الجمعة 26 مارس "إن باكستان لم تتخذ قرارا حول ما إذا كانت ستقدم دعما عسكريا للتحالف بقيادة السعودية في حين تعهد بالدفاع عن المملكة ضد أي تهديد.
وقال آصف "لم نتخذ قرارا بالمشاركة في هذه الحرب. لم نقدم أي وعود. لم نعد بتقديم دعم عسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن".
وأبلغ آصف رويترز أنه لا يوجد خطر بأن تجد باكستان نفسها في قلب حرب طائفية. وعانت باكستان من أعمال عنف طائفية لسنوات مع استهداف جماعات متشددة للسنة والشيعية على السواء
وقال لرويترز "الكثير من الأقليات والطوائف تعيش في باكستان. أي ضمانات نقدمها للسعودية هي للدفاع عن وحدة أراضيها لكن أؤكد لك أننا لن نتورط في حرب طائفية".
يؤكد محللون بما أنه لا يمكن فصل ما يجري في اليمن اليوم عن اوضاع المنطقة عموما، فان التدخل المباشر السعودي ضد الحوثيين سيدفع بالمواجهة إلى مرحلة جديدة. ومن الطبيعي أن يتحول هذا الصراع إلى مادة للتجاذب الأقليمي كما هو حال جميع ملفات المنطقة، وبالتالي انسحب الخلاف السعودي الإيراني على هذا الملف أيضا. علما أن موقع اليمن لطالما كان محل اهتمام الدول الاقليمية والكبرى نظرا لحيويته الجيواستراتيجية واطلالته على البحر الأحمر. ما يعني ان الذي يتحكم باليمن يتحكم عمليا بالممر الذي يصل البحر الاحمر بالمحيط الهندي وبطرق الملاحة البحرية المؤدية إلى آسيا وبتدفق النفط في المنطقة.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.