قال مسؤولون إن السعودية وحلفاء لها في الخليج بدأوا يوم الخميس عمليات عسكرية في اليمن شملت ضربات جوية لصد المقاتلين الحوثيين الذين تدعمهم إيران ويحاصرون مدينة عدنالجنوبية التي لجأ إليها رئيس البلاد عبد ربه منصور هادي الذي تدعمه الولاياتالمتحدة. وقالت قناة العربية التلفزيونية يوم الخميس إن السعودية تشارك بمئة طائرة حربية و150 ألف جندي في العملية العسكرية في اليمن وإن مصر والأردن والسودان وباكستان أبدوا استعدادا للمشاركة في هجوم بري. ولم يصدر تأكيد من الرياض بشأن هذه الأرقام. وأضافت العربية أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستشارك في العملية بثلاثين طائرة بالإضافة إلى 15 طائرة من كل من البحرين والكويت وعشر طائرات من قطر وست طائرات من كل من الأردن والمغرب وثلاث طائرات من السودان. وأدى انزلاق اليمن صوب حرب أهلية إلى تحوله إلى جبهة حاسمة في المنافسة بين السعودية السنية وإيران الشيعية التي تتهمها الرياض باذكاء التوترات الطائفية في المنطقة كلها وفي اليمن بدعمها للحوثيين. وهناك مخاوف من أن تتحول الأزمة الى حرب بالوكالة تدعم خلالها ايران الحوثيين وتدعم السعودية والممالك السنية الاخرى الرئيس اليمني هادي. ويمكن أن يشكل اتساع نطاق الصراع في اليمن مخاطر على امدادات النفط العالمية. وارتفعت اسعار خام برنت نحو ستة في المئة بعد بدء العمليات. وقال سكان إن طائرات حربية مجهولة شنت في وقت سابق غارات جوية على المطار الرئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء وقاعدة الدليمي الجوية العسكرية. وقال شاهد من رويترز في العاصمة اليمنية إن أربعة أو خمسة منازل قرب مطار صنعاء تضررت. وقدر عمال الانقاذ عدد القتلى من الغارات الجوية بما يصل إلى 13 شخصا من بينهم طبيب انتشلت جثته من تحت أنقاض عيادة أصيبت بأضرار من جراء القصف. وجاءت الضربات الجوية بعد أن أعلن السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة عادل الجبير خلال مؤتمر صحفي في واشنطن أن دولا حليفة من دول الخليج العربية وغيرها انضمت إلى المملكة في الحملة العسكرية في محاولة "لحماية الحكومة الشرعية" للرئيس اليمني والدفاع عنها. وقال الجبير "سنفعل كل ما يلزم من أجل حماية الحكومة الشرعية في اليمن من السقوط." الرئيس روحه المعنوية مرتفعة واتسع نطاق القتال في اليمن منذ سبتمبر أيلول الماضي حين سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وتقدموا صوب مناطق سنية مما اجبر الرئيس على الفرار من العاصمة. وقال الجبير إن الهجوم جاء استجابة لطلب مباشر من هادي الذي أيد الضربات التي تشنها طائرات امريكية بلا طيار على القاعدة في جزيرة العرب وهو جناح التنظيم في اليمن. وقال البيت الأبيض في وقت متأخر الأربعاء إن الولاياتالمتحدة تدعم العملية العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجية في اليمن وإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجاز تقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية. وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن القوات الأمريكية لا تقوم بعمليات عسكرية مباشرة في اليمن. وتحصن هادي مع قوات موالية له في عدن منذ فراره الشهر الماضي من العاصمة صنعاء التي سيطر عليها الحوثيون. وأكد مساعد لهادي أن الرئيس اليمني ما زال في قاعدته في عدن وفي حالة معنوية عالية بعد أن بدأت العملية. وقال محمد البخيتي القيادي في جماعة الحوثي إن الضربات الجوية السعودية تمثل عدوانا على اليمن وحذر من أنها ستجر المنطقة إلى "حرب واسعة". وذكرت قناة المسيرة التلفزيونية التي يديرها الحوثيون أن الضربات الجوية استهدفت منطقة سكنية شمالي العاصمة صنعاء مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا. ووجهت نداء الى العاملين في القطاع الطبي بالتوجه إلى مستشفيات صنعاء فورا. ولم يتسن على الفور التحقق بشكل مستقل من سقوط ضحايا. وبسط الحوثيون ووحدات متحالفة معهم من الجيش سيطرتهم على مطار عدن وقاعدة جوية قريبة يوم الأربعاء وشددوا قبضتهم على مشارف المدينة الواقعة في جنوب اليمن. وقال سكان في وقت لاحق إن اشخاصا دخلوا مقر إقامة هادي ونهبوه بعد ساعات من نقله بعد الظهر لمكان مجهول. وقال وزير الخارجية رياض ياسين ومساعدون لهادي إن الرئيس لا يزال في عدن بمكان آمن دون الخوض في تفاصيل. وكان مسؤولون محليون قالوا إن قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وهو حليف قوي للحوثيين سيطرت على مطار عدن لكن الاشتباكات مع أنصار هادي كانت مستمرة في المنطقة المجاورة. وتم إغلاق المطار وألغيت جميع الرحلات الجوية