مكنت مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المبرمجة والمنجزة منها برسم السنة المنصرمة ، من تسجيل وتيرة تنموية متسارعة شملت مختلف فئات المجتمع، خصوصا النساء والشباب الذين أضحى بوسعهم الانخراط بفعالية في عجلة التنمية عبر العديد من البرامج والمشاريع المنتجة ذات القيمة المضافة. حيث تم إطلاق مائة وثمانية مشاريع تنموية بكلفة إجمالية تزيد عن 14 ملايين درهم بلغت 14211627.88 درهم ، بلغت مساهمة المبادرة منها 13959127.88 درهم ، شملت قطاعات التعليم والصحة والتنشيط السيوسيو رياضي ، والسوسيوثقافي، إضافة إلى مجالات البيئة وخلق الأنشطة المذرة للدخل والمصاحبة من أجل إنجاز المشاريع ، والنهوض بالبنيات التحتية وفك العزلة عن العالم القروي.وكان إقليم الفقيه بن صالح عرف منذ إحداثه سنة 2010 ،دينامية ملحوظة لعبت فيها برامج ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رافعة أساسية ، حيث عرف الإقليم المحدث خلال الفترة 2011- 2013، إنجاز 213 مشروعا للتنمية البشرية، باستثمار إجمالي قدره 56ر84 مليون درهم. وقد ساهمت المبادرة في هذه المشاريع بما قيمته 69 ملايين درهم. وتندرج هذه المشاريع التي استفاد منها أزيد من 104 آلاف شخص، في إطار برامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، ومحاربة الهشاشة، والبرنامج الأفقي. وقد مكنت هذه المشاريع مستوى ، من الرقي بالخدمات الاجتماعية الضرورية، وذلك استنادا إلى الفلسفة التي يقوم عليها هذا الورش المجتمعي المهيكل ، والذي يتوخى، على الخصوص، استرجاع الثقة في العنصر البشري وإلغاء الفوارق الاجتماعية واجتثاث مظاهر التهميش والإقصاء. وشملت هذه المشاريع قطاعات التعليم (30 في المائة) والانشطة المدرة للدخل (19 في المائة) والتنشيط السوسيو- ثقافي (19 في المائة) ومراكز الاستقبال (12 في المائة) وتجهيز البنية التحتية (9 في المائة) والصحة ( 7 في المائة ) ومواكبة انجاز المشاريع (4 في المائة). وبلغت نسبة مشاركة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تمويل هذه المشاريع 82 في المائة، في حين بلغت نسبة باقي الشركاء 18 في المائة. وفي سياق متصل، مكن تنفيذ مشاريع الأنشطة المدرة للدخل على مستوى إقليم الفقيه بن صالح، بفضل الأولوية التي تحظى بها ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من تحقيق نتائج ملموسة يشهد عليها تحسن مؤشرات التنمية الاجتماعية والإدماج الفاعل لأعداد أكبر من الفئات المستهدفة ضمن النسيج السوسيو- اقتصادي. وشهد تنفيذ المشاريع المتعلقة بالأنشطة المدرة للدخل زخما كبيرا خلال السنوات الأخيرة، كما يدل على ذلك إحداث العديد من البنيات الإنتاجية والمقاولات الصغرى والصغرى جدا، في الحواضر كما في القرى، لاسيما في قطاعات الفلاحة والتجارة والصناعة التقليدية، والتي شملت مختلف فئات المجتمع من نساء ورجال وشباب وأشخاص مسنين، وذلك بفضل الجهود الحثيثة المبذولة من طرف مختلف الفاعلين في هذا المجال. هكذا، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، نجحت في تغيير معالم الجماعات والأحياء المستهدفة بإقليم الفقيه بن صالح بفضل إنجاز العديد من المشاريع التنموية التي شملت دعم الولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية ، ودعم الأنشطة المدرة للدخل ومشاريع التنشيط الثقافي والرياضي، إلى جانب دعم الحكامة المحلية، وفق مقاربة تشاركية تعتمد التشخيص والتخطيط التصاعدي والتتبع والتقييم كآليات لترسيخ الحكامة في تدبير المشاريع المندرجة في إطار هذا الورش المجتمعي الضخم. حيث باتت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لبنة أساسية في صرح التكافل الاجتماعي الذي تتبناه المملكة كخيار لا محيد عنه، هدفها تجسيد قيم التآزر والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص التي تنهل من روح دستور البلاد