تعيش بعض المناطق في المغرب خلال هذه الأيام الباردة جداً على وقع الاحتجاجات بسبب مشكل يتكرر مرة في السنة إسمه حطب التدفئة. فمعلوم أن مناطق مثل افران، أزرو، ايموزار، بولمان وغيرها تتجمد أطراف سكانها البسطاء من شدة البرد والقر، وهم في غالبيتهم يعتمدون أشد الإعتماد على حطب التدفئة كمادة أساسية للحصول على بعض الدفء والسكينة. هذا المشكل ظل مطروحاً منذ سنوات، وكان قد تمت الدعوة إلى تصنيف هذه المناطق باعتبارها أكثر تضرراً من موجات البرد والصقيع.. وتقرر تزويدها بما يكفي من حطب التدفئة وإن بأثمان تفضيلية خاصة وأنها محاطة بشريط غابوي مهم. لكن الأمور لم تسر على هذا المنوال. ومازال سكان هذه المناطق يعانون في الحصول على حطب التدفئة بعد أن أصبحوا بين سندان غلاء أسعار هذا الحطب ومطرقة الذعائر والسجون إن هم تجرأوا وقطعوا بعض الحطب من الغابة. وبعض تجار المآسي نراهم يستغلون هذه الوضعية فيعمدون إلى استنزاف حطب الغابات بشكل غير قانوني وبلا حسيب أو رقيب، ليبيعونه لمواطنين بسطاء ترتعد أوصالهم من شدة البرد، وبأثمان تفوق طاقتهم. توقعات الأرصاد الجوية تفيد أن موجة البرودة تميل إلى مزيد من الانخفاض ونعتقد أن من الواجب مراعاة وضعية سكان المناطق الأكثر تضرراً وعرضة لهذه الموجة عن طريق وضع خطة مستعجلة لتزويدهم بحطب التدفئة ووضع استراتيجية محكمة تستأصل هذا المشكل بصفة نهائية.