لم تعد تفصلنا إلا أيام معدودة عن موسم البرد القارس والصقيع، وهو الامر الذي يعيد طرح سؤال حطب التدفئة بالمناطق الجبلية (الحضرية منها والقروية) باعتباره عنصرا طاقيا ساسا، يتخذ بعدا استراتيجيا في نقطة جغرافية يقدر عدد سكانها بمئات الآلاف، بالنظر لتوقف استمرار حياة الآلاف من سكان هذه المناطق على توافره (أي حطب التدفئة) بالشكل المطلوب، ولانعكاسات فقدانه السلبية، بصيغة أو أخرى، على مردودية المستشفيات أو المستوصفات والمؤسسات التعليمية الموجودة ببعض المناطق كمدينتي أزرو، وايفران... مصادر من مدينة ايفران أوضحت لنا في هذا الإطار أن محنة العديد من المواطنين بالمنطقة، وبخاصة منهم في القرى والمناطق التي تعاني قساوة البرد، تتكرر سنويا بسبب قلة وفقدان حطب التدفئة أحيانا، وضعف القدرة الشرائية لساكنة المنطقة عموما. وقالت بأن ثمن الحطب يصل الآن الى 900 درهم للطن، ومن المتوقع ان يقفز الى 1500 درهم للطن خلال موسم الثلج والصقيع، وهو الامر الذي قد يعيد إنتاج ذات معاناة السكان السنوية، من ذوي الدخل المحدود أو من لا دخل قار لهم مع إمكانية الاستفادة من هذا العنصر الطاقوي الهام بالنسبة لعشرات آلاف السكان. وتساءلت مصادرنا من جهة أخرى عن سبب توقيف الحطب المدعم من طرف الدولة الذي كان يستفيد منه السكان ومؤسسات القطاع العام، مبرزة في هذا الصدد، بأن هذا النوع من الدعم الذي ميز فترة الثمانينات وبداية التسعينات كان له دور الى حد ما في تطويق مخاطر موسم البرد القارس والصقيع على حياة ووجود العديد من السكان. مصادر نقابية كشفت أن موظفي القطاع العام بايفران وازرو وغيرهما يقومون مع كل بداية تساقط الثلوج بحركات احتجاجية للتعبير عن غضبهم واستيائهم مما يعتبرونه تصنيفا سيئا للمنطقة حيث يشتغلون، ذلك أن السلطات المعنية - تضيف - تصنف المنطقة التي تعاني قساوة البرد خلال الشتاء مثلها مثل الرباط والدار البيضاء. واردفت بأن الوزير الاول سبق ان وعد بإعادة النظر في هذا التصنيف في أفق الاستفادة من التعويض المناسب، غير انه لم يتم تفعيل ذلك لحد الساعة بالشكل المأمول. وذكرت بأنه يرتقب في غياب قرارات ملموسة تهم إعادة التصنيف، أن ينخرط العاملون في القطاع العام في حركات احتجاجية جديدة، مشيرا الى أن المدة الزمنية للوقفات تقدر ب 50 يوما تقريبا سنويا، وهو ما يؤثر سلبا على دينامية العمل في العديد من المؤسسات العامة.. مصادر من خنيفرة واجدير أبرزت في الاتجاه ذاته أن من النقاط الاساسية المعنية بحطب التدفئة بالمنطقة ترجيست واجدير، وبومية وايتزر ودعت الى تعبئة الجهود تفاديا لإعادة انتاج كارثة إنسانية مثل كارثة انفكو (موت أربعين طفلا تقريبا بسبب قساوة البرد) ، واضافت بأن العديد من المدارس بالمنطقة لم تتوصل لحد الان بحطب التدفئة والمدفئات المدعم بالرغم من اقتراب موسم الثلوج وهو ما يطرح التساؤل حول أسباب هذا التأخير.