أدان البرلمان الأوروبي تركيا في جلسة عقدها لمناقشة حملة حكومة العدالة والتنمية على الصحافة الحرة بالبلاد والمداهمات والاعتقالات التي نفذتها السلطات ضد مجموعة من الصحفيين وممثلي المؤسسات الإعلامية في الرابع عشر من ديسمبر الماضي. وذكر الموقع الإليكتروني لصحيفة حرييت التركية اليوم أن قرار الإدانة صدر في بيان بأغلبية ساحقة من البرلمان الأوروبي، وأكد البيان أن التطورات الأخيرة في مجال الصحافة والإعلام بتركيا تثير تساؤلات وعلامات استفهام حول سيادة القانون وحرية الإعلام اللتين تعدان من المبادئ الأساسية للديمقراطية. وكان تقرير نشرته صحيفة آيدنلك اليسارية مؤخرا قد أكد فصل 300 صحفي يعملون في وسائل الإعلام الرئيسية بتركيا و500 آخرين يعملون في مجال الإعلام المحلي من وظائفهم خلال عام 2014، ليصل إجمالي عدد الصحفيين الذين فصلوا من وظائفهم خلال الأعوام ال 12 الماضية إلى 2354 صحفيا. وأوضح التقرير أنه لم يسلم من هذا الضرر سوى الصحفيين العاملين في وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية، وعلى رأسها هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية (تي.آر.تي) الحكومية ووكالة أنباء الأناضول الرسمية التي أصبحت تمثل لسان حال حكومة العدالة والتنمية بعد أن فقدت حياديتها. كما أكدت منظمة "فريدوم هاوس" الأمريكية من مقرها بواشنطن فى تقرير لها أن حرية الصحافة قد شهدت انتكاسة كبيرة، حيث حصلت تركيا في عام 2013 على 62 نقطة واحتلت المرتبة ال134 من 192 عالميا كأقل الدول حرية فى مجال الصحافة. وأشارت المنظمة إلى أن تصنيف تركيا تراجع من موقع الدول "الحرة نسبيا" إلى موقع الدول "غير الحرة" لتنضم إلى دول مثل أرمينيا والإكوادور وليبيا وجنوب السودان وكوريا الشمالية، مشددة على أن تركيا مارست العديد من الضغوط على الصحفيين خلال 2013، وخاصة الذين قاموا بتغطية الاحتجاجات التى شهدها متنزه "جيزى بارك" باسطنبول، حيث تم طرد العديد منهم من وظائفهم وتعرض الآخرين لضغوط لتقديم استقالاتهم.