«أحداث «شارلي إيبدو» في فرنسا هي ذات جوانب متعددة، كالاعتداء الصريح على مقدسات المسلمين منذ حوالي 10 سنوات تاريخ ظهور أول رسم مسيء للرسول (ص)، وهذه القضية وصمة عار على جبين دعاة العلمانية في فرنسا وحرية التعبير والإبداع وما إلى ذلك لأن نفس الأشخاص لا يجرؤون على قول معصار ما يقولونه في المسلمين في حق اليهود وإسرائيل والهيلوكوست، فأنا كمتتبع مغربي عندما أشارك ذلك الفنان الساخر «دوني» لمنعه من تقديم عروضه الفنية في جميع القاعات الفرنسية، أنا أتساءل أين هي حرية التعبير؟ أحدهم في فرنسا كتب كلاما في 16 صفحة عبر عن آرائه فكان مصيره الحبس 9 أشهر، ويحق لي أن أتساءل أين هي حرية التعبير في فرنسا؟ أول أمس فقط الثلاثاء هناك محاكمة لشخص قال كلمات في الساسة، إذن هناك قوانين تجرم وتحرم كراهية إسرائيل والنصارى ولكن لا تعير أي بال لعقائد المسلمين ومقدساتهم على هذا الأساس يجب إعادة النظر في ما يسمى حرية التعبير. إذن إننا ندين أفعال الجريدة بشكل مطلق، هذا هو الجانب الأول. الجانب الثاني الاعتداء على الجريدة وأهلها، أي كان الفاعل هو كذلك أمر مرفوض ويجب أن تكون المعركة بين التدافع السياسي والفكري والضغط - الحكومات الغربية عموما والحكومة الفرنسية على الخصوص من أجل سن قوانين تجرم وتحرم المساس بالعقائد ونشر أفكار الكراهية. من ناحية أخرى لا يسعني في هذا المقام إلا أن أسجل النفاق الغربي في أجل صوره وأضرب مثلا بواحد من أكبر الإرهابيين في العالم «نتنياهو» يسير في مسيرة ضد الإرهاب، هذه مفارقة لا أفهمها، فهل أطفال غزة مستباحة دماؤهم ويجوز هدم بيوتهم على رؤوسهم وقتل آبائهم وأمهاتهم طيلة 51 يوما في نسخة الإرهاب الإسرائيلي الجديد. بالمناسبة أحيي الموقف المغربي الشجاع الذي رفض السير في مسيرة تسيء إلى النبي (ص).