قال الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار المقدسة اليوم الأربعاء إن إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي محمد "تؤجج مشاعر الحقد والبغضاء والكراهية بين الناس". وأضاف المفتي في بيان إن إعادة نشر هذه الرسوم "دلالة واضحة على التحدي المتعمد لمشاعر المسلمين والاستهتار بها… هذه الإساءة تمس مشاعر ما يقارب ملياري مسلم في العالم كونها تخص شخص نبيهم الكريم." ونشرت صحيفة شارلي إبدو في عددها الصادر اليوم رسما كاريكاتيريا يصور النبي محمد دامعا على صفحتها الرئيسية في أول عدد تصدره بعد الهجوم الذي تعرضت له الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل 12 شخصا. ورفض المفتي تبرير نشر الرسوم "بحجة تقديس حرية الرأي والتعبير.. فالحرية والديمقرطية تتناقضان مع انتهاك حقوق الآخرين والاعتداء على مقدساتهم." وقتل 17 شخصا في ثلاثة أيام من العنف بدأت بمهاجمة إسلاميين متشددين مبنى الصحيفة وإطلاق النار على رساميها انتقاما منهم بعد نشر رسوم مسيئة للنبي محمد. وقال المفتي في بيانه إنه في الوقت الذين يدين فيه نشر هذه الرسوم المسيئة فإنه يشجب وبشدة "الاعتداء على الأبرياء من الناس ويستنكر الإرهاب الظالم والآثم بكل أشكاله وصوره كافة." وأضاف "فالإسلام ينبذ ممارسة العنف ضد الأبرياء سواء من المسلمين أو غيرهم ويرفض استباحة دماء الناس بغير حق ودون ضوابط مشروعة. والغاية لا تبرر الوسيلة." وطالب المفتي في بيانه "الاممالمتحدة بإقرار قانون يقضي بمنع التطاول على الديانات ورموزها." وقال عزت الرشق القيادي في حركة حماس على صفحته على الفيسبوك "استغلت شارلي إبدو الموقف المتضامن من بعض القادة والمسؤولين العرب لتواصل نهجها المسيء للرسول دون أن تجد موقفا صريحا وجادا ضد تماديها." وأضاف "ندين بشدة الفعل المشين والمتحدي لمشاعر المسلمين في العالم الذي قامت به صحيفة شارلي إبدو من خلال إعادة نشرها صورا مسيئة للرسول الكريم كما نددت ايران بنشر صحيفة شارلي ايبدو رسما جديدا للنبي محمد على الصفحة الاولى من عددها الجديد الاربعاء معتبرة ان الرسم "يسيء الى مشاعر المسلمين". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية افخم "اننا ندين الارهاب في كل انحاء العالم .. لكننا نندد في الوقت نفسه بهذه الخطوة المهينة التي اقدمت عليها الصحيفة" محذرة من انها "يمكن ان تثير حلقة مفرغة من الارهاب". واضافت ان "استغلال حرية التعبير السائد حاليا في الغرب, غير مقبول ويجب ان يمنع". وكان الرئيس الايراني حسن روحاني ندد الاسبوع الماضي ب"العنف والارهاب" سواء كان في الشرق الاوسط او اوروبا او الولاياتالمتحدة معتبرا ان الهجوم على الصحيفة الساخرة الفرنسية سيثير موجة من "معاداة الاسلام". ونشرت شارلي ايبدو على صفحتها الاولى بعد اسبوع على الاعتداءات رسما للنبي على خلفية خضراء وتحت عنوان عريض "مغفور كل شيء" في اشارة تصالح تتباين مع اسلوب الصحيفة الاعتيادي اللاذع. غير ان صورة النبي حاملا الشعار ذاته "انا شارلي" الذي رفعه نحو اربعة ملايين متظاهر الاحد في شوارع فرنسا اثارت بلبلة في العالم الاسلامي. من جهتها انتقدت وسائل اعلام ايرانية نشر الرسم معتبرة ان الصحيفة الفرنسية الساخرة تهين القيم المقدسة للاسلام وتعزز معاداة الاسلام. وفي موسكو قال رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا، المفتي أكبر طلعت تاج الدين إن "نشر أي رسوم مسيئة لرموز الأديان السماوية الثلاثة أمر غير مقبول". ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، اليوم الأربعاء، عن تاج الدين قوله إن "نشر صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية لرسوم من هذا القبيل (…) استفزاز يجب أن يثير استنكار الجميع". واعتبر مسؤول آخر في نفس الهيئة أن قرار إصدار طبعات من الصحيفة نفسها تحتوي على رسم مسيء لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم "غير عقلاني واستفزازي يسيء لمشاعر المسلمين". وأضاف أن إصدار ملايين النسخ من هذه الطبعة، التي كانت سابقا محدودة في 60 ألف نسخة، "يعد تلاعبا بمشاعر المواطنين سواء أكانوا متدينين أو علمانيين، وقد يؤدي إلى إشعال الفتنة الطائفية والعرقية وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه المصري القطري القريب من الاخوان المسلمين يوسف القرضاوي, قد ندد امس الثلاثاء باعادة نشر صحيفة شارلي ايبدو رسوما للنبي محمد معتبرا ان هذه الخطوة "ليست من الحكمة" و"تساعد المتطرفين". وقال الاتحاد الذي مقره الدوحة في بيان ان "قيام مجموعة من الصحف ووسائل الإعلام بإعادة نشر الرسوم المسيئة والأفلام السيئة حول الرسول صلى الله عليه وسلم والهجوم على الإسلام أو المسلمين, ليس من العقل ولا المنطق ولا الحكمة". واضاف الاتحاد "اذا اتفقنا بأن هؤلاء المتطرفين (وهم قلة) لا يمثلون الإسلام والمسلمين, وأنهم يقتلون من المسلمين أكثر من غيرهم, إذن كيف يرد على تصرف هؤلاء المتطرفين بتصرفات ليست ضدهم بل ضد رسول الرحمة للعالمين, ورسول تؤمن به حوالى ملياري نسمة … وهم مستعدون للتضحية بأنفسهم في سبيله". واعتبر الاتحاد ان ذلك "ليس من العدل ولا الانصاف ولا المنطق السليم". كما اعتبر الاتحاد ان اعادة نشر رسوم يعتبرها المسلمون مسيئة هي "تصرفات رعناء تساعد المتطرفين" اذ تعطيهم "المصداقية بأن الغرب أو غير المسلمين هم ضد الإسلام ورسوله وضد المسلمين". كما يساعد هذا التصرف بحسب الاتحاد "التطرف والتشدد ويزيد من الاحتقان الشديد والكراهية وعدم الثقة" و"يسد الطريق على جهود المصلحين المعتدلين لأن عامة الناس لا يصدقونهم وإنما يصدقون هؤلاء الإرهابيين الذين يستغلون نشر هذه الرسوم والأفلام المسيئة لأفكارهم المتطرفة". وبحسب الاتحاد فان السببين الرئيسيين للتطرف هما "الدكتاتورية والاستبداد … منذ ايام الاستعمار" و"القضية الفلسطينية". تنديد المؤسسات الاسلامية تزامن مع اقبال منقطع النظير على اقتناء العدد الاول للمجلة بعد المدبحة التي تعرض لها 6 من رساميها بالاضافة الى عاملين فيها قبل اسبوع مما جعل المجلة تطبع 5 مليون نسخة