لابد أن الرأي العام ومتتبعي القنوات التلفزية المغربية انتبهوا إلى ما انتبهت إليه شخصيا، ذلك أن جميع البرامج الحوارية التي تجريها القنوات التلفزية المغربية (القناة الأولى القناة الثانية ميدي 1 تيفي) والتي تتعلق بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية يقتصر الحضور فيها والمشاركة فيها على ممثلين من حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية عن الأغلبية، بيد أن حزب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية يكادان يغيبان بصفة نهائية عن هذه البرامج، إلا في الحالات النادرة جدا؛ في حين أن أحزاب المعارضة تحرص جميعها على الحضور. هل الأمر صدفة؟ لا أحد يمكنه تصريف هذا، هل أن التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية يفتقدان بصفة مطلقة للأطر التي تشرفهما في البرامج الحوارية التلفزية؟ ولا هذه يمكن أن يصدقها أحد أيضا؟ هل أن القنوات التلفزية المغربية أدارت ظهرها لهذين الحزبين، كما فعلت مع جهات راديكالية أخرى ولا هذه يصدقها أحد؟. المثير أنه حينما يتعلق الأمر بالحديث في غير السياسات العمومية فإن هذين الحزبين يتحدثان بطلاقة خصوصا في الإذاعات الخاصة وفي الصحف الوطنية. الأقرب إلى المنطق أن هذين الحزبين يعتمدان منهجية مختلفة تؤشر على عدم الموافقة على المنهجية الإعلامية التي تدبر بها الحكومة أو لربما هناك من يطلب منهم التزام الحياد.