كان لي شرف العمل المباشر مع المجاهد الهاشمي الفيلالي عبر عقود كانت كلها عملا متواصلا مثمرا خصوصا بعد التحاقه بالدارالبيضاء وانطلق عمل المجاهد الفعلي سنة 1925 حيث قاد رفقة الزعيم علال الفاسي وزمرة من الطلبة المتنورين مظاهرة ضد محاولة المستعمر لتحويل مياه فاس، كما شارك إلى جانب الزعيم في مظاهرة التصدي لمشروع الظهير البربوي سنة 1930 واهتم بالتعليم الحر كأداة لمحاربة الأمية والتأهيل للمعارك الكبرى وكان أول من اهتم بمحاربة الأمية بالمغرب اعتقل وعذب عدة مرات. ولم تزده السنوات إلا صمودا وقوة، وتعرض لمؤامرات المخبرين الفرنسيين وللتعذيب والاستنطاق والنفي وكان مسكنه بفاس ناديا يجتمع فيه الطلبة للتريب على الخطابة والاستقطاب ساهم في صنع أحداث سبتمبر 1952 بالتعبئة والتوجيه والتنظيم وهي الأحداث التي أخلت بحسابات فرنسا فكانت الفاصل بين عهدين عهد العمل السياسي المنظم ومرحلة الكفاح الوطني المسلح الذي استمر الى أن تحقق الاستقلال. كان له الدور الكبير في المحافظة على مركز حزب الاستقلال إبان مرحلة الانفصال وتميز رحمه الله بالتفكير العميق وصياغة المواقف المناسبة في الأوقات الحرجة. وتعرض للاعتقال سنة 1944 وللتعذيب وكان من المعدين والموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال التاريخية، وعلى مستوى الدارالبيضاء عمل الفقيد على إعداد أجيال من المناضلين والفدائيين فكان يتنقل في كل مكان ليؤدي واجبه الوطني ويعمق أفكاره النيرة والعديد من النجزات التي تحققت بالدارالبيضاء تنظيميا كان للفقيد رحمه الله فيها الفضل الكبير.