سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير التربية الوطنية والتكوين المهني يثير زوبعة جديدة: التنصيص على الأمازيغية في الدستور لا يعني تدريسها.. عصيد يرد: بلمختار جمد مشروع تدريس الأمازيغية وتنكر لكل المكتسبات في هذا الصدد
قالت مصادر حضرت ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء يوم الثلاثاء 23 شتنبر 2014 إن رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية الذي حل ضيفا على الوكالة لمناقشة موضوع تحديات الدخول المدرسي أدار ظهره للأمازيغية موضحين أن بلمختار أكد أنه رغم دسترة الأمازيغية لغة رسمية، فإن ذلك لا يعني أن وزارته مسؤولة عن إدراجها في المنظومة التربوية. وأضافت المصادر ذاتها أن الوزير ألقى بالكرة في ملعب المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية الذي لم يخرج إلى حيز الوجود بعد بالرغم من تأكيد الدستور المغربي (2011) على قانون تنظيمي خاص بهذا المجلس حسب الفصل الخامس من الدستور. وأكد أحمد عصيد الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن تصريحات وزير التربية كانت منتظرة لأن توجيهاته منذ توليه على رأس الوزارة واختيارات وأولوياته في حواراته الصحفية الأولى تتحاشى الحديث عن تدريس الأمازيغية بشكل كامل. وأضاف عصيد أن بلمختار كان دائما يركز على اللغات الأخرى دون الأمازيغية، وفي تصريحه الأخير يظهر بوضوح أنه لا يعترف بمسلسل إدراج الأمازيغية في التعليم الذي انطلق منذ 2003. وأوضح الباحث الأمازيغي أن بلمختار قام بتجميد المشروع كله في انتظار القانون التنظيمي للأمازيغية بينما المطلوب الاستمرار في نفس المسلسل إلى حين صدور القانون المذكور. وذكر أن قول الوزير إن وضعية الأمازيغية في التعليم غير واضحة هو إنكار لمنهاج اللغة الأمازيغية في التعليم والذي يحدد كل الأمور بوضوح، فالأمازيغية لغة تدرس في التعليم المغربي بثلاث ساعات في الأسبوع وتدرس كلغة إلزامية لجميع التلاميذ وعلى كل التراب الوطني وبحرفها الأصلي تيفيناغ.. وأوضح عصيد أن التوجهات والاختيارات تحدد بوضوح في المنهاج منذ 2003 ولسنا ندري لماذا يقول الوزير إنها غير واضحة، وهذا يؤكد التوجه الإقصائي الذي نهجه الوزير مع الدخول المدرسي الحالي حيث أعطيت تعليمات بنزع التكليف عن مدرسي الأمازيغية وتوجيههم إلى تدريس لغات أخرى خاصة وأن منهم من يدرس الأمازيغية منذ عشر سنوات. وأشار أنه من الواضح أن اختيارات الوزير تتعارض مع اختيارات الدولة المغربية بل ومع التزامات الحكومة نفسها التي ينتمي إليها الوزير، وما يبدو أن الأفكار التي يروج لها أنه لا يهمه ما قررته الدولة من قبل، وأنه يعتبر نفسه بداية التاريخ ويحقق بذلك ما سبق أن حذر منه جلالة الملك محمد السادس عندما قال في خطابه النقدي حول التعليم إن من السلبيات أن كل وزير جاء يبدأ من الصفر كما لو أن الذين سبقوه لم يقوموا بأي شيء، وهذا ما فعله الوزير بالضبط في موضوع الأمازيغية إنه يتنكر لكل المنجزات والمكتسبات السابقة ولعمل الوزراء السابقين وللمذكرات الوزارية ويضرب بها عرض الحائط.