إذا كان الفقراء هم الكتلة الناخبة ووقود الاستحقاقات الانتخابية فماذا فعلتم لأجل هذه الفئة التي بدأت خلال الآونة الأخيرة ومباشرة بعد الزيادة المهولة في فواتير تبيع أثاثها و ماشيتها ليس من اجل اقتناء لوازم الدخول المدرسي ، أو شراء أضحية العيد ، أو تسديد أثمنة الكراء وقضاء العطلة في فندق أقل بكثير من الفندق الذي أنفقتم فيه ميزانية من أحدى ميزانيات الجماعات القروية بالمغرب العميق أزيلال الذي هو في أمس الحاجة إلى درهم واحد من أجل الماء و المسالك و التطبيب و ....ولكن هذه الأسر تبيع أثاثها و ماشينها من اجل تسديد فواتير الماء والكهرباء قالشموع أصبحت ترعبها و عناء البحث عن مياه الشرب ترهقها. أقول إن هذا الصراع المحموم حول كسب المال بشتى الطرق وبكل الوسائل من اجل سد ثقوب الصناديق المنهوبة على حساب جيوب الطبقة الفقيرة المسحوقة أصلا ، فان ذاكرة هذه الفئة لا تحفى ، وسوف تعاقبكم بكل الوسائل، وخصوصا وان الدعم الذي كنتم تلوحون به من اجل استفادة هذه الفئة أصبح من المستحيلات ،أولا في غياب أي بوادر قانونية وتنظيمية من شانها شرعنة هذا الدعم، ومن جهة أخرى كثرة المعاول التي تريد أن تهد هذه المبادرة وكثرة المتاريس الموضوعة أمامه ، وأمام غياب أي جرأة سياسية من طرفكم كرئيس حكومة في هذا المجال فان نجمكم بدا في الأفول ، أقول هذا من خلال ما استقيته من آراء من خلال أشخاص ينتمون لحزبكم ويدافعون عنه في جميع المحافل ، واللقاءات حتى في الصالونات والمقاهي ، كون مجموعة من هذه الفئة بدأت تفقد الثقة في حزبكم أمام مجموعة من القرارات الغير الشعبية وخصوصا الزيادة المهولة في فواتير الماء والكهرباء . أقول هذا واستحضر ما وقع لأحد الأصدقاء يوم الأربعاء 17 شتنبر 2014 وهو بالمناسبة ينتمي لحزب رئيس الحكومة ، أن هذا الصديق كان خالدا للنوم خلال القيلولة فدق عليه احد الجيران فنهض مسرعا معتقدا ان صديقا له جاء ليعطيه مبلغ 500 درهم كما وعده ، إلا انه تفاجأ بان جاره يعطيه فاتورة الكهرباء تحمل رقما قياسيا لم يسبق له أن أداه منذ ولادته وهو مبلغ 1150 درهم وهو الذي كان لا يؤدي في غالب الأحيان سوى 300 و350 درهم خلال كل شهر ، يحكي هذا الصديق انه أصيب بالصدمة وظل يسب ويشتم ، فهل تنتظرون رئيس الحكومة أن هذا المواطن الذي من صلبكم انه سيعطيكم ثقته وصوته خلال الاستحقاقات المقبلة ؟لقد قالها صراحة انه لن يصوت عليكم ما دامت السموات والأرض، وأقول إن كان هذا حال من خرج من صلبكم فماذا تنتظرون من الفقراء الآخرين الذين كانوا يتعاطفون معكم ؟ خدلتم الشعب ببيعكم له الوهم و تمرير خطابات حكومة قلتم عنها حكومة الأيادي البيضاء على المال العام ، لكن عندما بدأتم تصلون إلى جيوب الفقراء من اجل تسديد الديون المتراكمة والأموال المنهوبة وتتخدون القرارات الانفرادية و تلعبون الجوكير على الأغلبية فقد بدا نجمكم في الأفول ، و من كان يسعى ويصارع من اجل كسب المال وخصوصا على حساب الفقراء لا مجال له في السياسة ؟