لم نكن نعرف من الورد سوى حكايات الحب والأغاني الورد جميل .. جميل الورد الورد جميل .. وفيه إوراق عليها دليل من المشتاق إذا أهداه حبيب لحبيب يكون معناه وصالو قريب شوف الزهور وإتعلم بين الحبايب تعرف تتكلم! كانت الناس شغوفة بالورود وبمواعيد الحب الجميل وباللهفة المدافة بالأشواق والهيام. واليوم نحن في هذه المساحات العربية التي تسمى أوطاناً ندوس بأقدامنا على ورد الله وورد نبيه، ونستعيض عنه بالكراهية والحقد والموت والنحر، نحر البشر وليس نحر الخراف بدون أضاحي وبأضاحي! من يقف وراء تجسيد الكراهية في النفس البشرية .. ومن ينتج الفاشلين في المجتمع الذين لا يدركون الفرق بين الورد ويباس الصحارى والجفاف المؤدي إلى الموت المفاجئ فتعلموا لغة الموت بدون عواطف وبدون عقل وبدون ضمير. هولندا أكبر دولة وأهم دولة تنتج الورد وهي تربح لإقتصادها من واردات تصدير الورد اكثر مما يجنيه العراق من تصدير النفط! وهم الآن ينتجون الزيوت والعطور من الورد ويدجنون ورود الغابات لحدائق المدينة ويزاوجون ورود المدينة المزروعة مع الورود الوحشية الغريبة والمتنوعة في الغابات، فصارت هولندا بساتين من الورد وعندهم مهرجان للورود يأتيه الناس من أنحاء العالم ليشاهدوا أجمل الورد وأكثر الورود إثارة. وللورود عالم من الصناعات المكملة له في الحدائق، صناعات التأمل والسقاية والسقائف، وهناك ورود الشتاء وورود الصيف والورود الدائمة وهناك ورود الضوء وورود الظل. المرأة الجميلة توصف بالوردة .. لماذا توصف المرأة بالوردة لأنها تكوين حباه الله بالجمال .. وهناك ورود كثيرة تشبه تكوين المرأة .. وقالوا عن الورد "ما لقوش في الورد عيب قالوا يا أحمر الخدين!" إذا كانت المرأة توصف بالوردة وهي مثل الوردة من أخمص قدميها حتى شعرها المسدل، فهل يا ترى يحق لنا أن نغطي الوردة باللحاف الأسود ونحجب عنها نور الشمس، نور الله؟! .. ألا تخافون على الورد من الموت .. نور الشمس هو الذي يهب الحياة للأرض وساكنيها من الرجال والنساء، من الذكور والإناث. نحن نعامل المرأة للأسف بالإزدراء وبعضهم وصل به الأمر أن ينال من المرأة بالضرب .. يا حرام! ثمة مثل يقول: لا تضرب إمرأة حتى بوردة! سينمائي وكاتب مقيم في هولندا [email protected]