هذه الجملة الموحية بكل معاني الاحترام والعناية بالنساء وجهها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لمن كان يقود هودج أم سليم،وهو"أنجشة الحبشي"الذي كان يثير الإبل بصوته الرخيم،فاسرع جمل أم سليم مما أثارقلق الرسول صلى الله عليه وسلم،فقال:"ياأنجشة رفقا بالقوارير" يعتقد االكثير من المغرضين أن الإسلام ينظر إلى المرأة نظرة دونية لما وصفها بالقارورة،ناسين أو متناسين أن القارورة كانت من أثمن وأفخم الأشياء في الحضارة الفارسية آنذاك،وتشبيه المرأة بالقارورة من هذه الناحية تشريف لها و رفع لقدرها. إن القارورة صنعت من زجاج سريع الكسر،فليس من الرحمة أن تكسر قلب فتاة أحبتك،ليس من الرحمة أن تعلقها بك ثم تتخلى عنها وتتزوج غيرها،وحرام عليك أن تتركها تتزوج من رجل آخر وتظل مشغولة بك طوال حياتها. "رفقا بالقوارير"ما أجمله من وصف من نبي أمي لا يقرأ ولا يكتب،ولكن التعليم الرباني أرشده لهذا الكلام . إن المرأة كالقارورة لا تتحمل العنف والقسوة،وإن حصل ذلك فهي معرضة للكسروالتحطم. فبعض القواريرإذا تحطمت تصدر صوتاخفيفا،ئ وبعضها الآخر يتحطم بصمت،ونوع ثالث يصدر إزعاجا لا مثيل له، فالقوارير إذا تحطمت لاتصلح للاستخدام ،لأنها لا تتجمع وتتلاءم بل تبقى مبعثرة،أما المرأة –وهنا الفرق- فتستطيع أن تلملم جراحها وتجمع أشلاءها،وقد تسامح من تسبب في تحطيمها وذلك لرقة قلبها و عاطفتتها التي لا تضاهيها عاطفة. همسة لك يا من وصفت بالقارورة :أرأيت أن وردة من بين عشرات الورود تتمايل بسبب نسمة هواء تفتن الناظر إليها، فانحنت عليها يد غريبة تداعبها،اطمأنت الوردة وقطفتها اليد الغريبة،ارتاحت الوردة وتخيلت أن الغريب جاء ليمنحها حريتها،لكن سرعان ما بدت عليها علامات الذبول تنذرها بموت قريب ،فلما استنجدت بالغريب أطلق ضحكة استهزاء،ثم رمى بها وداس عليها بقدمه،ومضى في الطريق يبحث عن وردة أخرى. فكوني أنت الوردة، ولكن حذار أن يكون لك نفس المصير. كوني أنت الوردة ولكن حاذري أن تكوني الوردة الساقطة،واعلمي أن الأشواك المحيطة بك هي لحمايتك فلا تفرطي فيها. وإلى كل زوج أقول: اعلم أن الزوجة هي المودة والرحمة والجمال و البسمة، هي شقيقة الرجل،هي نور المنزل، ضهي صانعة الأجيال. كم قاست وتعبت لراحة أولادها وزوجها.الزوجة قلب رقيق وعاطفة جياشة وفؤاد حنون،تظلم الأيام في وجه الرجل فتشرق حياته على ابتسامة الزوجة،تعبس الأحداث في دنيا الزوج فيعزف ألحان الرضى على نغمات الزوجة. إن الزوجة بطبيعتها تأسرها الكلمة الجميلة،وتهزها العبارة الرقيقة، وتسحرها الابتسامة الصافية،وتذيبها المشاعر الصادقة وتسلب لبها المعاملة الحسنة المهذبة. إن كل زوجة على وجه البسيطة تحب أن تسمع من زوجها كلمات المدح والثناء،وأن يصفها بالحسن والجمال والدلال. إن كل زوجة في هذه الدنيا تتمنى أن يكون زوجها قويا في شخصيته وتعامله،فهي تكره الزوج الضعيف المتردد المنخذل، فلا تشعر بكيانها الأنثوي إلا إذا كان زوجها قوي الكيان مستقل التفكير رجلا فذا، لكن لا يعني أن يكون مستبدا ديكتاتورافي تعامله معها،لا هم له إلا إصدار الأوامر وإبداء النواهي. إن الخطأ الجسيم الذي يرتكبه كثير من الأزواج،هو معاملته لزوجته كما كان كان أبوه يعامل زوجته ناسيا أو متناسيا أنه يعيش في زمن أصبح فيه العالم قرية صغيرة،المرأة تطلع وتقرأ وتنخرط وتشارك و تبادر، ولذلك فهي بحاجة إلى الاقتناع بالحجة والحكمة بعيدا عن التسلط والإذلال. أيها الأزواج حدثوني بربكم : من منا يخصص يوما يخرج فيه مع زوجته ليغيرا من جو المنزل و رتابة الحياة؟ من منا يشتري الهدية المقبولة بين الفينة والأخرى فيفاجئ بها زوجته معبرا عن حبه و تقديره وارتباطه بها؟ من منا يتنازل عن رأيه مقابل رأي زوجته معترفا بصوابها وخطئه؟ من منا يتغاضى عن زلات وعيوب زوجته وينبه عليها بطريقة غير مباشرة؟ كم من الأزواج يظن أن المهم الأهم في حياة الزوجة هو الأكل والشرب وتقديم طلباته غضة سريعة. كم منهم يظن أنه بقسوته وغلظته عليها يكسب طاعتها و احترامها. .!رفقا بالقوارير! رفقا!لكل هؤلاء أقول: رفقا