عرف إقليمالرشيدية هذه السنة موسم صيف قاس بامتياز، تكالبت فيه عوامل طبيعية وأخرى بشرية لتجعل ساكنته تحس بالغبن، ومن بين مراكزه التي عانت ساكنتها الأمرين، نجد منطقة الجرف. فقد اجتمعت عوامل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وغياب البنية التحتية لتجعل من فصل الصيف هذه السنة بالجرف موسم معاناة بامتياز. المنطقة معروفة بشح الأمطار في مواسم، وانعدامها في أخرى، مما يجعل الجفاف ظاهرة بنوية تستدعي التعامل معها من هذا المنطلق. إضافة إلى أن درجات الحرارة عرفت هذه السنة ارتفاعا مهولا جعلت الساكنة ترى فيها درجات استثنائية. إلا أنه وفي غياب فضاءات الترويح عن النفس من مسابح ومناطق خضراء زادت من حجم معاناة سكان المنطقة. وجرت العادة أن تكون السواقي التي توفر مياه السقي للضيعات المجهزة بمضخات لجلب المياه من الآبار، متنفسا لسكان الجرف الذين يقضون فيها جل وقتهم صيفا هروبا من حرارة الشمس بين أحضان الطبيعة الخضراء والأشجار المثمرة، إلا أنه ونظرا من ندرة المياه وتضرر الفرشة المائية نتيجة موسم جاف، جعل هذه المشاهد تغيب عن صيف هذه السنة بالجرف. هذه الظروف، تنضاف إليها القرارات اللاشعبية المتخذة من طرف الحكومة والمتمثلة في الزيادة في أثمنة العديد من المواد الأساسية. جعلت المدينة تعرف ركودا اقتصاديا تجلت مظاهره في الأساس في تراجع مبيعات التمور بشكل ملحوظ. وفي سياق حديثنا عن الجفاف الذي ضرب ويضرب المنطقة، لا بد أن نشير إلى الوضعية المزرية الني أصبحت عليها السواقي والخطارات باعتبارها تراثا إنسانيا وحضاريا وثقافيا، وذلك بعد أن جفت عيونها وتأثرت سلبا بزحف الرمال،وخاصة بمناطق الزركية ولبريكة والبوسحابية...