أجمع المتدخلون ، جمعويون وتقنيون ومهندسون ينتمون الى العالم القروي بإقليمالرشيدية، على أن الإقليم يحتضر بفعل الجفاف الذي دام لأكثر من ثلاث سنوات ، وأن الدولة لم تقم بأي إجراء لانقاذ الفلاح الصغير الذي تضرر أكثر من غيره ، رغم أن الإقليم اعتبر منكوبا رسميا منذ انطلاق الموسم الفلاحي الأخير. المتدخلون الذين حضروا لقاء تواصليا عقدته الوزيرة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالماء بالرشيدية يوم الثلاثاء 10 يونيو الجاري ، على هامش تنصيب المدير الجديد لوكالة الحوض المائي لزيز- غريس و كير ، أكدوا على أن إقليمالرشيدية يحتضر فلاحيا ، بسبب الجفاف الذي مازال ساريا للموسم الفلاحي الثالث ، كما أن التهافت على أراضي الاستثمار بالإقليم ، حيث ضيعات بآلاف الهكتارات أنشئت ، لتستغل الفرشة المائية للإقليم حتى أصبحت المياه الجوفية غير قادرة على استيعاب كل تلك الضيعات ومعها ضيعات و مزارع الجماعات القروية للإقليم. بلدة الجرف تحتضر حيث يقول (م.د.) ، الخطارات جفت التي يعتمد عليها السكان في الزراعة ، طالبا من الوزيرة إحداث بحيرة للحفاظ على مياه الفيض ، لتطعيم الخطارات ، وإلا ستنتهي الحياة هناك، يضيف المتدخل، الخطر محدق في مجال الماء لأن سواقي الفيض التي انطلق بناؤها منذ مدة لم تكتمل ، حتى يتسنى استغلال فيض وادي غريس . فاعل جمعوي من تنجداد « مزارع واحة فركلة العليا و السفلى ، تستغيث من ندرة الماء ، الواحة تحتضر، لأن الفرشة المائية تم استنزافها بالإقليم ، لذا يجب تفعيل الشرطة المائية لمراقبة طرق السقي ، والخطارات إرث حضاري يؤرخ للعمق التاريخي . الدولة تشجع الاستثمار ، لكن الفلاح الصغير يظل الحلقة الأضعف حتى في ما بات يعرف بمخطط المغرب الأخضر». بورمضان فلاح مسن حضر اللقاء ، وضح بمرارة : «ملي تبنى البراج وحنا نقصين فلما ، راه لما ديالنا » مضيفا ما معناه: أن المسؤولين لم يشاركوا الفلاحين في ما يهم الفلاحة» . وتشكل المياه الجوفية المزود الرئيسي لسكان إقليمالرشيدية بالماء الصالح للشرب، غير أن الاستغلال المفرط لها جراء التزايد المطرد للسكان وتوسيع المساحات المسقية وتوالي سنوات الجفاف، جعلها في الوقت الراهن غير قادرة على تلبية الحاجيات المتزايدة من هذه المادة الحيوية. ولأن إقليمالرشيدية يتميز بمناخ شبه صحراوي قاحل مع جفاف بنيوي ، وجب البحث عن موارد مائية إضافية لتلبية الحاجيات الآنية والمستقبلية من الماء ، لأن ارتفاع الطلب على هذه المادة سيضاعف من حدة الضغط على استغلال الفرشاة المائية بهذه المنطقة التي لا يتجاوز بها المعدل السنوي للتساقطات المطرية 100ملم. ويبلغ عدد السكان القاطنين بمنطقة نفوذ وكالة الحوض المائي :زيز غريس و كير ، التي تشمل ثلاث جهات (مكناس تافلالت ، الجهة الشرقية ، وسوس ماسة درعة ) ، وخمسة أقاليم ( الرشيدية ، فكيك ، ورزازات ، زاكورة ، وتنغير ) ، أكثر من 810 آلاف شخص ، 70 بالمائة منهم ينحدرون من العالم القروي.