سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحيفة الجنرالات الشروق تتطاول مجددا على حزب الاستقلال وأمينه العام: حزب الاستقلال لا يساوم في مواقفه الثابتة من الوحدة الترابية للمملكة والمصير المشترك للشعوب المغاربية..
نشرت صحيفة الشروق في عددها الصادر أمس خبرا عن قيام الأمين الأمين العام لحزب الإستقلال حميد شباط، بخطوة زعمت أنها استفزازية ضد الجزائر، عبر تنظيمه وقفة احتجاجية بالمعبر الحدودي زوج بغال- في 22 سبتمبر الجاري، للمطالبة بفتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ 20 سنة. وعلى عادتها في التعامل مع مواقف حزب الاستقلال وتصريحات قادته إتهمت الصحيفة المحسوبة على جناح الجنرالات النافذين بهرم السلطة الجزائرية الأمين العام لحزب الاستقلال بالترويج لعدد من "المزاعم" عن وجود أراض مغربية "محتلة من الجزائر" . وتصحيحا لما صدر عن الصحيفة الجزائرية التي تتفنن في مناسبة و في غيرها في تأليب الرأي العام الجزائري ضد نظيره المغربي وتختلق كل السيناريوهات و المؤامرات الممكنة لتعطيل أي أفق للتقارب المغاربي يتعين وضع المبادرة الاستقلالية في سياقها الصحيح . فالأمر يتعلق بنشاط حزبي يندرج ضمن فعاليات تخليد الذكرى الثمانين لتأسيس حزب الاستقلال و يتضمن عدة فقرات تهم الجهة الشرقية من المغرب . ومن الطبيعي أن تركز قيادة و قواعد الحزب على المعطى الحدودي لهذه الجهة التي تزورها قيادة الحزب برئاسة أمينها العام الأخ حميد شباط إبتداء من الخميس المقبل حيث ستشرف على تأطير عدد من الورشات و الندوات التي تضع عنوانا رئيسيا لها تفعيل جميع المبادرات السياسية و المدنية الكفيلة بخدمة الوحدة المغاربية وتسهيل شروط تلاقي و تلاقح الشعوب المغاربية. وضمن نفس المسعى الذي يمثل هاجسا رئيسيا لحزب الاستقلال منذ تأسيسه و يتماهى مع ثوابته التاريخية حول حتمية وحدة مصير الشعوب المغاربية , سيكون لمناضلي الحزب و المتعاطفين مع مبادئه و مواقفه وقفة سلمية بمركز الحدود و بالضبط معبرها الحدودي الذي ما زال يحمل تسمية لا تليق بكرامة و إنتظارات شعوب البلدين الجارين و الشقيقين و ستبعث قيادة الحزب من قلب الوقفة رسالة الى حكام الجزائر و المنطقة للمطالبة بتفعيل الوحدة المغاربية . وعشية الوقفة التاريخية للحزب بالمعبر الحدودي سيكون لأطر الحزب بمركز الدراسات و الأبحاث الاجتماعية بعاصمة الشرق المغربي وجدة موعد مع ندوة علمية سيفصل المشاركون فيها في تداعيات الحدود المغاربية المغلقة و سيقدمون أرقاما و إحصائيات موثقة حول الكلفة االاقتصادية والاجتماعية لواقع اللاإندماج المغاربي . والثابت أن الاستقلاليين ومعهم عموم ساكنة الجهة الشرقية للمنطقة لا ينتظرون من الحكام الجزائريين فتح المعابر البرية المشتركة مع المغرب لاعتبارات إجتماعية ظلت صحف من قبيل الشروق تموه و تخدر بها الرأي العام الجزائري ومفادها أن المناطق الشرقية للمملكة تتشوق لموعد فتح الحدود طمعا في جرعة الانقاذ الجزائرية لوضع مهتز تعيشه. لقد سلكت الأقاليم الشرقية للمملكة منذ أزيد من عقد طريقها للتنمية المجالية في مختلف القطاعات و تعززت بنيتها التحتية بشكل غير مسبوق مما أهلها لأن لا تتحول الى رهينة للواقع السياسي للحدود. الجهة الشرقية التي تواصل مسارها التنموي المسترسل و الحثيث تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك تتعامل مع ملف الحدود المغلقة من منطلق تاريخي و إجتماعي باعتبار إغلاقها المستمر يمثل وضعا إقليميا و عالميا شاذا في سيرورة التاريخ الانساني. وحينما يرتبط الأمر بقضايا سياسية تهم إستكمال المغرب لوحدته الترابية الكاملة فإن مسألة إثارة وضع الثغور المغربية الشرقية المسلوبة يظل ثابتا غير قابل للمساومة من توابث حزب الاستقلال على مدى التاريخ المعاصر و لا يمتلك أحد كيف كان موقعه و مركزه أن يساوم عليه أو يبتز به أجيال حزب الاستقلال التي إستلهمته بطواعية و نضج و وطنية من التراث الفكري الرصين و الثابت للرعيل الأول للحزب و لزعيمه الروحي المرحوم علال الفاسي.