انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي و"طرد البوليساريو".. مسارات وتعقيدات    بايتاس يُشيد بالتحكم في المديونية    محنة النازحين في عاصمة لبنان واحدة    هل تغيّر سياسة الاغتيالات الإسرائيلية من معادلة الصراع في الشرق الأوسط؟    هاريس وترامب يراهنان على المترددين    مشفى القرب بدمنات يواجه أزمة حادة    طرائف وحوادث الإحصاء    "النملة الانتحارية".. آلية الدفاع الكيميائية في مواجهة خطر الأعداء    بايتاس: الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الجالية المغربية المقيمة بلبنان    بذل عمل جديدة لعناصر الجمارك "توضح تراتبية القيادة" شبه العسكرية    الشرطة توقف مروج كوكايين في طنجة    فاتح شهر ربيع الآخر 1446 ه يوم السبت 5 أكتوبر 2024    غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت وتقارير إعلامية تتحدث عن استهداف هاشم صفي الدين    المياه المعدنية "عين أطلس" لا تحترم معايير الجودة المعمول بها    رسميا: فيفا يعلن عن موعد انطلاق مونديال كرة القدم سيدات تحت 17 في المغرب    الحسيمة.. عائلة من افراد الجالية تتعرض لحادثة سير خطيرة على طريق شقران    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    إسبانيا على وشك خسارة استضافة مونديال 2030 بعد تحذيرات الفيفا    المنظمة العالمية للملاكمة تقرر إيقاف الملاكمة الجزائرية إيمان خليف مدى الحياة    الملك يهنئ رئيس الحكومة اليابانية الجديدة    أسعار النفط العالمية ترتفع ب 5 في المائة    "مجموعة العمل من أجل فلسطين": الحكومة لم تحترم الدستور بهروبها من عريضة "إسقاط التطبيع" ومسيرة الأحد تؤكد الموقف الشعبي    مومن: قائمة المنتخب المغربي منطقية        بايتاس: الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الجالية المغربية المقيمة بلبنان    مشروع هام لإعادة تهيئة مركز جماعة "قابوياوا"    "درونات" مزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة جودة البناء    الركراكي: الانتظام في الأداء أهم المعايير للتواجد في لائحة المنتخب المغربي    فتح باب الترشيح لجائزة المغرب للكتاب 2024    الركراكي يساند النصيري ويكشف هوية قائد المنتخب        أخبار الساحة    أعترف بأن هوايَ لبناني: الحديقة الخلفية للشهداء!    مهرجان سيدي عثمان السينمائي يكرم الممثل الشعبي إبراهيم خاي    قراصنة على اليابسة    مقاطع فيديو قديمة تورط جاستن بيبر مع "ديدي" المتهم باعتداءات جنسية    عبد اللطيف حموشي يستقبل المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا    استدعاء وزراء المالية والداخلية والتجهيز للبرلمان لمناقشة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات    "جريمة سياسية" .. مطالب بمحاسبة ميراوي بعد ضياع سنة دراسية بكليات الطب    بسبب الحروب .. هل نشهد "سنة بيضاء" في تاريخ جوائز نوبل 2024؟    جائزة نوبل للسلام.. بين الأونروا وغوتيريس واحتمال الإلغاء    إطلاق مركز للعلاج الجيني في المملكة المتحدة برئاسة أستاذ من الناظور    مؤتمر علمي في طنجة يقارب دور المدن الذكية في تطوير المجتمعات الحضرية    الذكاء الاصطناعي والحركات السياسية .. قضايا حيوية بفعاليات موسم أصيلة    القطب الرقمي للفلاحة.. نحو بروز منظومة فلاحية رقمية فعالة        وقفة أمام البرلمان في الرباط للتضامن مع لبنان وغزة ضد عدوان إسرائيل    مندوبية طنجة تعلن عن منع صيد سمك بوسيف بمياه البحر الأبيض المتوسط    المغرب يشرع في فرض ضريبة "الكاربون" اعتبارا من 2025    مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    مغربي يقود مركزاً بريطانياً للعلاج الجيني    الرياضة .. ركيزة أساسية لعلاج الاكتئاب    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    دراسة: التلوث الضوئي الليلي يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من القاعدة إلى داعش عملية معقدة لبسط السيطرة وتبرير التدخل الأخطار تتجمع لتوسيع دائرة الدول الفاشلة والمقسمة بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 08 - 09 - 2014

خلال صيف سنة 2014 استطاع الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أن يختصر سياسيا وإعلاميا كل مشاكل منطقة الشرق الأوسط في التهديد الذي يشكله تنظيم داعش، وبدأ في العمل على فرض تحالف عسكري من أجل التنسيق لحرب طويلة على أرض المنطقة، حرب مرشحة للامتداد إلى تخوم آسيا الوسطى وحدود روسيا والصين.
يوم الجمعة 5 سبتمبر 2014 صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وفي ختام اجتماع حلف شمال الأطلسي "نحن مقتنعون بأننا سنمتلك خلال الأيام المقبلة القدرة على تدمير الدولة الإسلامية في العراق والشام. قد يستغرق الأمر عاما وربما عامين أو ثلاثة لكننا عازمون عليه".
تنظيم الدولة الإسلامية الذي عرف سابقا باسم داعش هو جماعة متشددة، تسعي إلى تأسيس "الخلافة" التي يحكمها قائد سياسي وديني وفق تفسيرها الخاص لقواعد الشريعة الإسلامية.
ورغم أن الدولة حاليا محدودة في العراق وسوريا، إلا أنها تتعهد "باختراق حدود" الأردن ولبنان و"تحرير فلسطين" وكل المنطقة العربية والقتال ضد روسيا في الشيشان والجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا.
ويسعى التنظيم للحصول على تأييد المسلمين حول العالم ويدعوهم لمبايعة الخليفة، إبراهيم عوض إبراهيم علي البدري السامرائي، المعروف باسم "أبو بكر البغدادي".
ترجع أصول تنظيم الدولة الإسلامية إلى تنظيم التوحيد والجهاد، الذي أسسه الأردني أبو مصعب الزرقاوي عام 2002 وحاول ضرب النظام العراقي برئاسة الرئيس صدام حسين دون أي نجاح يذكر. وبعد اجتياح الولايات المتحدة للعراق عام 2003، تحالف الزرقاوي مع أسامة بن لادن ليؤسس تنظيم القاعدة في العراق.
وبعد إعلان واشنطن عن مقتل الزرقاوي عام 2006، دخل التنظيم تحت مظلة أكبر عرفت باسم "الدولة الإسلامية في العراق". لكن التنظيم الجديد ضعف بفعل استهداف القوات الأمريكية له وتأسيس مجالس الصحوة، التي ضمت رجال العشائر السنة الرافضين للتنظيم.
وبعد تولي البغدادي قيادة التنظيم عام 2010، عمل على استعادة قدراته القتالية. وبحلول عام 2013، عاد التنظيم إلى تنفيذ العشرات من الهجمات في العراق كل شهر. كما انضم إلى جماعات المعارضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد وأقام ما يسمى ب"جبهة النصرة"، ورغم العداء المفترض مع الولايات المتحدة حصل التنظيم على دعم كثيف من واشنطن تضمن التدريب والتسليح والمد بالمعلومات من أجل تسهيل الإطاحة بالنظام القائم في دمشق. وذكرت تقارير مصادر رصد أوروبية أن البغدادي أطر من طرف المخابرات الأمريكية خلال إعتقاله في العراق.
وفي أبريل 2013، أعلن البغدادي دمج قواته في العراق وسوريا في تنظيم واحد، هو دولة الإسلام في العراق والشام. ورفض بعض قادة جبهة النصرة والقاعدة هذا الدمج. وانشق المقاتلون الموالون للبغدادي عن جبهة النصرة، مما ساعد على بقاء داعش في سوريا.
وبنهاية ديسمبر 2013، نقل التنظيم تركيزه إلى العراق مستغلا الصراع السياسي بين الحكومة، التي يقودها أنصار واشنطن وطهران، والقوى الوطنية في العراق. واستطاع التنظيم توهيم العالم أنه سيطر على مدينة الفلوجة في حين أن رجال القبائل هم من قام بذلك.
وفي يونيو 2014، استولت داعش على مدينة الموصل شمالي العراق، وتقدمت جنوبا باتجاه بغداد. وبنهاية الشهر، وبعد تأكيد سيطرة داعش على العشرات من المدن والبلدات، أعلن التنظيم تأسيس الخلافة، وغير اسمه إلى "الدولة الإسلامية".
دور المحفز
يقول هاينر فورتيغ مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في مدينة هامبورغ الألمانية منذ عام 2009 وله العديد من المقالات والكتب حول العراق: يشبه دور "داعش" دور العامل المحفز في التفاعلات الكيميائية، وقد أدى لتحفيز صراعات قائمة منذ قرون وإشعالها بشكل مفاجئ، وهو هنا لا يعتمد في تأثيره على قوته العسكرية فقط، بل يتجاوزها إلى الضغط على النقاط شديدة الحساسية في الصراعات.
الصراعات تعود لحقبة الاستعمار والتي لها علاقة بالحدود المتنازع عليها أو بقضايا لم تحسم بعد بشأن مسائل عرقية وعقائدية. يروج تنظيم "داعش" لفكرة التخلي عن الحدود التي رسمها الاستعمار ويستخدم ذلك كنوع من الدعاية التي يمكن أن تروق للمرء في المنطقة.
تنظيم "داعش" يتقن استخدام الدعاية على أساس الأسلوب الأمريكي ومن الواضح أن لديهم خبراء تعلموا استخدام الإنترنت بشكل فعال لنشر الأفكار الخاصة بهم، وبهذا يمكنهم أيضا تجنيد أنصار في أوروبا وأمريكا. وهذه هي الطريقة التي توصل أعدادا متزايدة من الشباب الذين تم اقناعهم بهذه الأفكار إلى شمال العراق. تعود قوة "داعش" في العراق حاليا في المقام الأول إلى أن السنة، الذين لم يجدوا لنفسهم مكانا في الدولة بعد سقوطها تحت الإحتلال الأمريكي عام 2003 رغم كافة الوعود. الكثير من هؤلاء الأشخاص المصابين بالإحباط وجدوا في "داعش" وسيلة لفرض قضيتهم، فهم يريدون أن يوضحوا لحكومة بغداد أن مصالحهم يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
النظام يمكنه إستمالة العراقيين إذ اتبع سياسة ذكية. نجح الأمريكيون خلال عامي 2006 و2007 في تحريك السنة بشكل كبير ضد ما عرف ب"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"، بعد تعهدات بدمج المقاتلين ضد القاعدة في الجيش النظامي الجديد للعراق. لكن رئيس وزراء العراق السابق المالكي لم ينفذ هذا الوعد، ليجد المقاتلون أنفسهم وحيدين بعد انسحاب الأمريكيين. ثمة فرصة أمام الحكومة العراقية الجديدة الآن لتمهيد الطريق أمام تحقيق التسامح، من خلال منح مسؤوليات للسنة والإقرار بدورهم".
بعض مستشاري البيت الأبيض يحثون الرئيس أوباما على إلغاء قرار ممثل الإحتلال الأمريكي بريمر سنة 2003 بحل حزب البعث وأجهزة الأمن والجيش ويقولون أن تلك هي الطريقة الوحيدة لوقف الحرب.
تحديث خطة الشرق الأوسط الجديد
مصادر رصد أوروبية وروسية ذكرت أنه بعد تعثر تنفيذ واشنطن لمشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير عبر ركوب حركة التطور في المنطقة العربية أو ما سمي بالربيع العربي، يسعى مخططو سياسة البيت الأبيض إلى إستخدام المواجهة مع داعش للوصول إلى نفس النتائج المتوخاة، وإغراق دول المنطقة في صراعات مكلفة ماديا وبشريا وسياسيا دون التورط بإدخال قوات أمريكية كبيرة في الحرب الجديدة.
قال مسئولون أوروبيون إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند وهما زعيما أكبر قوتين عسكريتين نوويتين في أوروبا أبلغا أوباما في اجتماعات خاصة بأن واشنطن يجب أن تفعل المزيد وألا تكتفي بشن ضربات جوية على أهداف الدولة الإسلامية وأن هناك حاجة لاستراتيجية شاملة. كما أكدا أن الأمر المثالي هو إقناع الدول العربية التي لها جيوش كبيرة على تشكيل قوة مسلحة مشتركة للقتال ضد داعش ليس في العراق وحده بل كذلك في سوريا وهو ما سيساعد على إضعاف النظام السوري تمهيدا لإسقاطه.
مصادر في العاصمة الألمانية برلين ذكرت أن بعض الحلفاء في "الناتو" حثوا الرئيس أوباما على الضغط على إسرائيل لتخفف دعمها لبعض الفصائل التي تقاتل قوات دمشق حتى لا يولد ذلك ردود فعل في المنطقة تعضد نظام الأسد.
مسئول دفاعي غربي مطلع على المحادثات بين زعماء الحلفاء ذكر أنهم أكدوا لأوباما "لا يمكن أن يقتصر الأمر على قول: دعونا نقصف عددا قليلا من الأهداف ونرى ماذا سيحدث".
وأفاد مسئول بريطاني طلب عدم نشر لرويترز اسمه "هناك احساس متنام بأن الأمر سيتطلب أكثر مما يحدث.. لكن يجب أن تتسم الأمور بالحرص والتوازن".
ورغم انه لم يتضح عدد الدول التي ستنضم في النهاية إلى واشنطن في دعم العمليات العسكرية في العراق وضع الوزيران الأمريكيان كيري وهاغل الحدود لمثل هذا العمل في اجتماع تم الترتيب له على عجل في نيوبورت وهي انه لن تكون هناك قوات برية كبيرة.
بعد إجتماع قادة حلف الناتو في بريطانيا صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن أعضاء رئيسيين في حلف شمال الأطلسي أبدوا استعدادهم للانضمام إلى واشنطن في عمل عسكري لدحر الدولة الإسلامية في العراق وتعهد "باستئصال" قادة التنظيم الذي يشكل تهديدا كبيرا للغرب حسب قوله.
وقال أوباما بعد أن تباحث مع وزراء 10 دول على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي في ويلز لتشكيل ما سمته واشنطن "ائتلافا أساسيا" إن "حلفاء رئيسيين في حلف شمال الأطلسي يقفون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الخطر الإرهابي من خلال العمل العسكري والاستخبارات وإنفاذ القانون وكذلك الجهود الدبلوماسية".
وحضر وزراء من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وتركيا وايطاليا وبولندا والدنمارك واستراليا التي لا تنتمي لعضوية الحلف مع وزيري الخارجية والدفاع الامريكيين جون كيري وتشاك هاغل.
يذكر أنه وفي مقابلة في وقت سابق عام 2014 وضع أوباما الجماعة ضمن فئة من الحركات المسلحة الأجنبية التي كانت تمثل تهديدا محدودا يقارن "باسكواش الناشئين". التقدير تبدل في وقت قياسي.
من المنتظر أن يتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى السعودية والأردن خلال الأسابيع المقبلة لإجراء محادثات مع زعماء الخليج لتحديد ما إذا كانوا مستعدين لربط لغة الخطاب المضادة للمتطرفين بالأفعال.
وفيما أعلن جون كيري عن تشكيل "نواة تحالف" من عشر دول أطلسية لمواجهة داعش رجح مستشار في وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، أن تنجح الجهود الأمريكية في بناء تحالف واسع يتكون من دول الناتو ودول المنطقة العربية، مضيفا أن السعودية قد تشارك في تمويل العمليات، متوقعا استمرار المواجهة لسنوات.
وقال المقدم المتقاعد بوب ماغنيس، مستشار وزارة الدفاع الأمريكية، في مقابلة مع شبكة "سي ان ان"، ردا على سؤال حول التأكد من أن أمريكا لن تقوم بالعملية العسكرية بمفردها: "كان الرئيس باراك أوباما يحضر مؤتمر الناتو ويتحدث إلى حلفائنا، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وقد تمكن من جمع الكثير من الدعم، فقد أقر الجميع بخطر داعش، ولدينا الآن زيارة الوزيرين جون كيري وتشاك هاغل إلى الشرق الأوسط لحشد الدعم العربي وتشجيع العرب على القتال على الأرض". وأضاف: "أظن أنه بوسعنا مع حلفائنا في الناتو والمنطقة تشكيل تحالف معقول، ويتوافق مع الاستراتيجية التي يعمل عليها الرئيس".
وحول ما إذا كان تنظيم داعش يريد دخول أمريكا وحلف الأطلسي الحرب للترويج لنفسه على أنه يقاتل "جبروت واشنطن" قال ماغنيس: "هجوم مماثل سيساعد التنظيم بالفعل على تجنيد المزيد من العناصر، ولديهم في الأصل نشاط واضح عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
ولكن ماغنيس أضاف أن سعة التحالف الذي تهدف واشنطن لبنائه سيساعد على مواجهة ذلك "مع وجود كيري وهاغل بالشرق الأوسط للتحدث مع الدول العربية إذ يقال إن السعودية ستقدم بعض التمويل إلى جانب العمل عن كثب مع قوى معتدلة داخل سوريا" على حد قوله، مرجحا أن يعلن أوباما خلال الأيام المقبلة قراره حول ضرب بعض مقرات داعش في سوريا، بينما تستمر الغارات في العراق.
وقلل ماغنيس من أهمية ما يقال حول وجود خلافات داخل الإدارة الأمريكية قائلا: "ربما كان هناك بعض الانقسام في الآراء بالإدارة ولكن الأمور تتجه نحو التوحد الآن، سيكون لدينا استراتيجية لواضحة لخوض هذا النزاع الطويل الأمد الذي اضطرت أمريكا للأسف إلى خوضه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وستواصل خوضه لسنوات مقبلة".
حروب الآخرين
مشروع البيت الأبيض لجعل الجيوش العربية رأس حربتها في الصراع الدائر واجهت عثرة مباشرة بعد الاعلان عنه. رئيس الحكومة الأردنية عبد الله النسور صرح إن الأردن لن يكون عضوا في التحالف الذي أعلنت عنه قمة حلف شمال الأطلسي، وأن الأردن" لا تخوض حروب الآخرين".
وأوضح النسور في تصريحات على هامش ندوة سياسية عقدت يوم السبت 6 سبتمبر حول التعديلات الدستورية، بشأن موقف بلاده من نتائج قمة الأطلسي، إن التحالف الذي أعلنت عنه قمة الناتو يخص الحلف.
وعن دور الأردن المحتمل في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، أردف يقول "لو أراد الأردن أن يكون عضوا بالتحالف لكان على غرار موقف تركيا.. الأردن ليس جزءا من أحلاف، سياسته حيادية".
وقال لعدد محدود من وسائل الإعلام بشأن قلق بلاده من تمدد التنظيم "نحن قلقون من الوضع في الشرق الأوسط والإقليم، ومن كل الذي يجري، الذي يجري في سوريا، وما يجري في العراق، وفي اليمن، وفي ليبيا، وما يجري في فلسطين، كل القلق طبعا نحن قلقون".
وعن اتخاذ أية استعدادات جديدة لمواجهة تحديات المنطقة قال إن بلاده مستعدة "لكن لا نتدخل بشؤون الغير، ولا نخوض حروب الآخرين، ندافع عن بلدنا واستعدادنا قوي بإذن الله سبحانه وتعالى، أجهزتنا الأمنية وأجهزتنا العسكرية على أتم الاستعداد".
وزراء الخارجية العرب لم يقدموا حتى الآن دعما لمشروع أوباما. فبعد إجتماعهم في القاهرة يوم الأحد 7 سبتمبر أدان الوزراء، تنظيم ما يعرف ب"داعش" والممارسات الإرهابية التي يقوم بها، مؤكدين على ضرورة منع الإرهابيين من الاستفادة بشكل مباشر أو غير مباشر من مدفوعات الفدية مقابل إطلاق سراح الرهائن.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية القرارات الصادرة عن الاجتماع والتي تضمت: "منع الإرهابيين من الاستفادة بشكل مباشر أو غير مباشر من مدفوعات الفدية ومن التنازلات السياسية مقابل إطلاق سراح الرهائن تنفيذا لقرارات مجلس الجامعة وقرار مجلس الأمن رقم 2133 في هذا الشأن مع التشديد على رفض ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو حضارة وتعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين الحضارات والثقافات والشعوب".
وأضاف التقرير أن "وزراء الخارجية دعوا الدول العربية التي لم توقع أو تصادق على الاتفاقيات العربية في مجال التعاون الأمني والقضائي على أن تبادر إلى فعل ذلك بأسرع وقت ممكن وبخاصة تلك الاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب".
كما طالبوا "جميع الدول العربية تكثيف تبادل المعلومات عن الوقائع المتصلة بالإرهاب حسب الحاجة وعند الاقتضاء ومواصلة الجهود لإنشاء شبكة للتعاون القضائي العربي في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدين ضرورة قيام الدول العربية بوضع استراتيجيات وطنية وإقليمية للوقاية من الإرهاب".
وفي تغيير لموقف الجامعة العربية دعا البيان ايضا الجماعات المعارضة السورية لإجراء محادثات مع الدولة بهدف تشكيل حكومة مصالحة.
ومع استمرار الصراع في سوريا تراجع التأييد المبكر من الجامعة العربية لخصوم الرئيس بشار الأسد واصبحت الجامعة العربية تتبنى خطا أكثر حذرا.
في منطقة الخليج العربي التي تريد إدارة أوباما أن تكون ممولا للحرب أكد وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الصباح، يوم السبت 6 سبتمبر، ان دول مجلس التعاون الخليجي تنتظر معلومات وتفاصيل اضافية من الامريكيين حول التحالف الذي دعت واشنطن لقيامه. واضاف "نحن بانتظار تفاصيل لمعرفة ما هو المطلوب في المرحلة القادمة"، مؤكدا "ليس لدينا معلومات كافية ولا تفاصيل عما تحدث به الرئيس الامريكي".
مصادر رصد أوروبية ذكرت أن مساعي أوباما لن تلق على الأرجح ردود فعل إيجابية خاصة في السعودية والامارات نتيجة الإمتعاض المسجل لديهما من الضغوط الأمريكية الهادفة لمنع محاسبة قطر على دعمها لجماعة الإخوان وتنظيمات أخرى تسعى لزعزعة الاستقرار في دول الخليج ومصر وغيرها.
خطط أوباما
رغم عدم الترحيب المسجل في أغلب الدول العربية لمشروع واشنطن الخاص بإدماجها في التحالف الأمريكي الأطلسي،
قدم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يوم الأحد 7 سبتمبر 2014، بعضا من ملامح الخطة التي ينوي إعلانها الأربعاء بمناسبة ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن.
وقال أوباما في مقابلة على تلفزيون "إن بي سي" إن الخطة تتضمن مكونات عسكرية ودبلوماسية واقتصادية، لافتا إلى أن الخطة تقوم على خطوات قامت بها الولايات المتحدة وبدأت بتطبيقها مسبقا، مثل حماية الأمريكيين في العراق ومواقع لبنى تحتية حساسة مثل سد الموصل ومدن استراتيجية مثل أربيل في إقليم كردستان.
وأوضح الرئيس الأمريكي: "إن الخطوة المقبلة سنبدأ فيها ببعض الهجوم،" لافتا إلى أنه "علينا وضع الحكومة العراقية بمكانها وأنا متفائل أنه وخلال الأسبوع المقبل سيكون هذا الأمر قد تم تنفيذه". وتابع قائلا: "نحن لا ننظر إلى ارسال 100 ألف مقاتل أمريكي".
وعلى الصعيد الاقتصادي فإن خطة أوباما تهدف إلى حسب التعبيرات الأمريكية التي تتجاهل أن هناك شعبا عراقيا واحدا "إرضاء القبائل السنية التي شعرت بعدم وجود صلة لها بحكومة بغداد التي كانت بدورها تهمل احتياجاتهم".
وقال أوباما: "ما أريد للناس أن يفهموه هو أنه وخلال شهور سنكون قد تمكنا ليس فقط من خفض زخم داعش بل سنكون قد تمكنا من الحد من قدراتهم وتقليص المناطق التي يسيطرون عليها وفي نهاية الأمر سنتمكن من هزمهم".
بعض المعلقين في واشنطن دقوا ناقوس الخطر بشأن إرسال قوات برية إلى العراق لأن أوباما تحدث عن 100 الف جندي أمريكي.
فرش الورود للغزاة
جاء في تقرير صدر في لندن تحت عنوان: المتطرفون يفرشون الورود للتدخل العسكري في الدول، ويمهدون الطريق للقوى الغربية بغية تجزئة العالم العربي وفق مقاس مصالحهم.
قبل أن تتطور اللحظة السياسية التي يعيشها العالم الآن، يمكن أن نلتقط التطور الحاصل في مستوى تعاطي الغرب مع ظاهرة الحراك العربي الذي أطلق عليه إعلاميا "ربيعا عربيا"، وذلك ضمن تصورات تلك القوى التي تقودها الولايات المتحدة لمراكز النفوذ في العالم وكيفية الحفاظ على قوتها. ولعل الحراك العربي في سياق اللعبة الدولية، أضحى نقطة الارتكاز الأولى في هذه اللعبة، والتي يمثل "الإسلام السياسي" فيها القلب المحرك لدورة المواقف والقرارات بين الدول، فقد أصبحت "المحاور والتحالفات" الدولية هي اللاعب الرئيسي فوق المسرح السياسي العالمي، تحت عنوان "الحرب على الإرهاب" في نسخة ما بعد "الربيع العربي".
يحاكي الغرب الآن بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لعبة فزاعة الإرهاب التي أطلقتها بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وذلك "كي يتسنى للبيت الأبيض وحلفائه فرز المواقف التي ستشكل قطع الرقعة في اللعبة القادمة" حسب مراقبين. وهي الآن بصدد الاستفادة من واقع الفوضى في المنطقة، ليسهل على سياسيي أوروبا وأمريكا تجميع وتقسيم العالم إلى محاور باستغلال غول الإرهاب الجهادي وجماعات الإسلام السياسي.
التطرف لديمومة الفوضى
لن تترك دوائر القرار السياسية الأوروبية والأمريكية منطقة في العالم متكاملة وموحدة، بل إن الهدف الرئيسي لتلك الدوائر هو التجزئة إلى أقصى الحدود لتسهيل الهيمنة وفق الفهم الغربي المركزي للعالم.
فالتمعن في منطقة الخليج العربي منذ ثمانينات القرن الماضي "أي منذ تأسيس مجلس تعاون دول الخليج" يؤدي بنا إلى ملاحظة الشرخ الذي انتاب المنطقة منذ خروج قطر عن الصيغ السياسية المتفق عليها بين دول المنطقة، وذلك عبر تكفل قطر بدعم الجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا والعراق ودول أخرى، ناهيك عن تمويلها واحتضانها السياسي لتنظيم الإخوان المسلمين في الأقطار التي صعدت فيها الجماعة إلى الحكم.
وحسب خبراء في السياسة الدولية، فإن تأجيج التطرف والقتل على الهوية ومحاربة الأقليات في المناطق العربية بشكل عام وخاصة تلك المتاخمة للخليج العربي ومصر، إنما الغرض الأساسي منها هي "كسر الامتداد السياسي الطبيعي في تلك المنطقة ومحاولة خلق مساحات جغرافية جديدة تسهل على الغرب التحكم في مصادر الطاقة التي تتميز بها المنقطة الشرقية من الأرض العربية"، والأداة الرئيسية في ذلك هي الميليشيات المتطرفة مثل القاعدة وما يسمى ب"الدولة الإسلامية" الممولة إقليميا بالمال والسلاح والتوجيه الاستخباراتي.
ويقول عماد جاد الخبير في مركز الأهرام للبحوث والدراسات الاستراتيجية إن "الأزمات التي بدأت عام 2011، والتي ساهمت في صعود الجماعات المتطرفة مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس، والدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في سوريا والعراق، وانتشار هذه الجماعات المسلحة بات يهدد وحدة وتماسك منطقة الخليج والعالم العربي". الغرب يؤجج الإرهاب في الشرق الأوسط لفرز المواقف الدولية ورسم محاور التحالف والعداء وفق مصلحته.
تقوم الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الفترة بحملة دولية دعائية "لتشكل تحالف دولي واسع لمحاربة الإرهاب" وخاصة تنظيم داعش. وقد صرح كبار المسؤولين في البيت الأبيض أن الحشد الدولي الذي ستقوم به واشنطن سوف يكون تحت غطاء الأمم المتحدة. وهو ما يؤكد عزم أمريكا استصدار قرار من مجلس الأمن للقيام بضربة عسكرية في دولة ما.
وبالتالي، فإن دور التنظيمات الإسلامية المسلحة في الشرق الأوسط قد بدأ في التكشف شيئا فشيئا، وهو "القيام باستجلاب تدخل عسكري ما في تلك المنطقة وإحلال نظام حليف للغرب على حساب المصالح العربية". ويرجح محللون، أن التقارب بين إيران وأمريكا ربما سوف يؤدي إلى استبدال نظام الحكم في سوريا بآخر يكون مزدوجا بين إيران والغرب تماما كما حدث في العراق. وكل ذلك يكون بزرع ميليشيات إرهابية تجد غطاءها السياسي في جماعات الإسلام السياسي وخاصة الإخوان المسلمين. ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان المصرية جهاد عودة، أن التعاون الخليجي المصري الذي تجمع حول الحراك الشعبي لإسقاط سلطة الإخوان "إنما كان خطوة رئيسية لا بد منها للتمكن من إزاحة أهم جزء من التهديد الوجودي لأمن وسلامة تراب دول الخليج والدول العربية بشكل عام". إذ استشعرت تلك الدول الخطر الوجودي الذي يهددها من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة والتي تجد تمويلها من خلال أجهزة التنسيق مع الغرب بشكل غير مباشر وبتدخل قطري واضح.
إن على القوى الإقليمية العربية الآن أن تتنبه لرهانها الخاسر على الأمريكان وأن تصوغ مشروعا قوميا يقيها تكالب الغرب على ثرواتها.
يقول طارق فهمي الأستاذ والخبير في العلاقات الدولية في الجامعة المصرية إن "واشنطن تمثل أحد عوامل تزايد الصراع والحرب الأهلية في سوريا، حيث فشلت في القيام بمسؤوليتها الدولية المعلنة في تأمين منطقة الشرق الأوسط من المتطرفين". وبالتالي، فعلى القوى الإقليمية العربية الآن أن تتنبه للإخطار المحدقة بها وأن تتوجه نحو "صياغة مشروع أمني قومي عربي تماما كما فعل الغرب عند تشكيله لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
تصدير داعش إلى كل المنطقة
عندما نحلل نظرية الفوضى الخلاقة التي وضعها المحافظون الجدد في واشنطن لإعادة تقسيم دول الشرق الأوسط إلى ما بين 54 و 56 دولة على أساس عرقي وديني ومناطقي، نجد أن تنظيم داعش يشكل أحد الأدوات المتميزة لتحقيق ذلك. التنظيم يعمل حاليا على التمدد من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي، ولكن له تركيز على الدول التي تعثرت فيها الخطط الأمريكية.
يدرب تنظيم "داعش" أخطر جماعة متشددة في مصر معقدا الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار لأكبر الدول العربية سكانا.
وإذا تأكد أن التنظيم وهو أنجح جماعة جهادية في المنطقة حاليا يمد نفوذه إلى مصر فإن ذلك سيدق أجراس الخطر في القاهرة التي تواجه السلطات فيها بالفعل تحديا أمنيا من جماعات متشددة تكونت في الداخل إنطلاقا من الخلايا النائمة لجماعة الإخوان.
وقد ذكر قائد كبير في جماعة أنصار بيت المقدس التي تنشط في شبه جزيرة سيناء والتي قتلت مئات من قوات الأمن المصرية خلال أكثر من سنة، إن تنظيم الدولة الإسلامية قدم للجماعة توجيهات بشأن كيفية العمل بشكل أكثر فاعلية.
وقال القائد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لرويترز "يعلموننا كيف نقوم بالعمليات. نحن نتواصل عبر الإنترنت".
وأضاف "هم لا يعطوننا أسلحة أو مقاتلين. لكن يعلموننا كيف نشكل خلايا سرية يضم كل منها خمسة أعضاء. شخص واحد فقط من كل خلية يتصل بالخلايا الأخرى".
والجماعات المتشددة والدولة المصرية عدوان قديمان. وبعض أخطر قادة تنظيم القاعدة ومن بينهم قائدها الحالي أيمن الظواهري مصريون.
وثار القلق في مصر بعد نجاح الدولة الإسلامية في الاستيلاء على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق. وتقاتل السلطات المصرية جماعة أنصار بيت المقدس وأيضا متشددين استغلوا الفوضى في ليبيا خلال مرحلة ما بعد القذافي للتمركز على حدود البلدين.
والدولة الإسلامية هي أول تنظيم جهادي يهزم جيشا عربيا في عملية كبيرة توغل خلالها في شمال العراق في يونيو 2014 دون مقاومة تقريبا من الجيش العراقي.
وعلى نقيض القاعدة التي تخصصت في عمليات الكر والفر والتفجيرات الانتحارية تعمل الدولة الإسلامية كجيش يستولي على الأرض ويحتفظ بها في تحد من نوع جديد للدول العربية.
وقال القائد الذي تحدث إلى رويترز إن هجمات الجيش مثلت ضغطا على جماعة أنصار بيت المقدس وتسبب في فرار أعضاء التنظيم إلى مناطق أخرى بمصر. لكن التنظيم لا يزال يشكل خطرا أمنيا على النظام.
وتابع "قالوا لنا ازرعوا القنابل ثم انتظروا 12 ساعة قبل تفجيرها ليكون هناك وقت كاف أمام من قام بزرعها للفرار".
وذكر إن التفجيرات التي لا تكون من عمل أنصار بيت المقدس تشير إلى ظهور جماعات متشددة جديدة في مصر. وأضاف أن هناك تدفقا للمتشددين في الاتجاهين عبر حدود ليبيا.
وذكر أيضا "هناك آخرون يعملون في مصر. لا نعرف عنهم أي شيء. لنا أفراد ذهبوا إلى ليبيا. فقدنا الاتصال معهم"، "في كل مرة يقتلون واحدا منا ينضم إلينا اثنان أو ثلاثة. في العادة هم اقارب أعضاء قتلوا".
ويقول مسئولون أمنيون في مصر إن الجماعات المتشددة مثل أنصار بيت المقدس تسير على نهج داعش في مجال العمليات الوحشية مثل الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس.
وأعاد الرئيس المصري السيسي بعض الاستقرار السياسي لمصر. وكان وهو قائد للجيش قد أطاح بالرئيس الإخواني محمد مرسي الذي احتشد المصريون في الشوارع للمطالبة بتنحيته. وشن السيسي حملة على جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي بعد الإطاحة به.
لكن الجماعات المتشددة لا تزال تشكل خطرا كبيرا. ويقول المسئولون الأمنيون إن آلاف المتشددين المصريين حوالي 10 آلاف انضموا إلى عمليات الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وتخشى السلطات أن يعودوا إلى البلاد لقتال الحكومة، وسوف يؤدي ذلك إلى زيادة الضغوط على قوات الأمن المصرية.
ويقول المسئولون الأمنيون إن قادة الدولة الإسلامية وقادة أنصار بيت المقدس أقاموا اتصالات فيما بينهم. وفي الوقت نفسه أقام المتشددون الذين يتخذون من ليبيا قاعدة لهم اتصالات مع أنصار بيت المقدس الأمر الذي أدى إلى تكوين شبكة معقدة.
ووصف قائد أنصار بيت المقدس الذي تحدث إلى "رويترز" والذي قال إن جماعته أقامت صلات مع الدولة الإسلامية قطع الرؤوس بأنه رسالة واضحة لأي شخص يتعاون مع أعداء الجماعة مفادها أنه سيلاقي نفس المصير.
ويشير هذا العنف إلى مستوى جديد من التطرف في مصر التي تسببت حملات أمنية وعنف سياسي واحتجاجات شوارع فيها في توجيه ضربة قوية للاقتصاد بعد الأزمة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.