إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرب الأمريكية في العراق والعبور إلى سوريا: أوباما يحاول إيجاد بدائل وتجنب إرسال جيشه إلى بلاد الرافدين.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 01 - 09 - 2014

توحي التصريحات الأمريكية خاصة الصادرة خلال شهر أغسطس 2014 بأن هناك إرتباكا في سياسة البيت الأبيض تجاه الأحداث الدائرة في كل من العراق وسوريا حول ما يسمى دولة الخلافة المنبثقة عن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". البعض يفسر ذلك بتضارب التوجهات داخل الأجهزة الأمريكية بشأن التكتيك الذي يجب إتباعه لإستغلال الإضطرابات المتسعة في بعض أرجاء المنطقة العربية من أجل تنفيذ المشاريع الأمريكية وخاصة ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير والذي يقضي بتقسيم المنطقة إلى ما بين 54 و 56 دولة على أساس طائفي وديني ومناطقي. الخلاف داخل الدوائر السياسية الأمريكية زاد حدة نتيجة النكسات التي لحقت ببعض القوى السياسية العربية التي تحالفت مع البيت الأبيض، وكذلك عجز الرئيس أوباما على الحد من قدرة روسيا على التحرك في شرق أوروبا وخاصة المناطق التي كانت تشكل جزء من الإتحاد السوفيتي.
أوكرانيا وسوريا
واجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يوم الاحد 31 أغسطس، انتقادات من أعضاء بالكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السواء بسبب سياساته الخارجية بينما يؤكد مساعدوه أنه يبذل جهودا مضنية بشأن أزمات في العراق وسوريا وليبيا وأوكرانيا.
وانتهز اعضاء جمهوريون بالكونغرس فرصة تصريحات أدلى بها أوباما يوم الخميس 28 أغسطس عندما قال "ليس لدينا استراتيجية بعد" لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية قائلين بأن ذلك ينم عن تردد.
ووجه ديمقراطيون بارزون انتقاداتهم لسياسات أوباما الخارجية ووبخوه بسبب "تحفظه الزائد" بشأن الملف السوري وحثوه على ان يضاعف جهوده لمساعدة أوكرانيا على مقاومة تقدم الروس. والواضح أن سياسيين في واشنطن يريدون من الرئيس أوباما عدم الإكتراث بتحذيرات موسكو من التدخل ضد سوريا لإسقاط النظام القائم وإستغلال قضية داعش لشن عمليات عسكرية واسعة ضد سوريا.
وقالت ديان فاينشتاين، رئيسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لبرنامج أذاعته محطة "ان بي سي" ردا على تصريحات اوباما بشأن التعامل مع الدولة الاسلامية "ادركت شيئا واحدا عن هذا الرئيس وهو انه متحفظ للغاية".
وحذر عضو مجلس النواب ادم سميث، زعيم الديمقراطيين بلجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، من ان أي إجراء بشأن سوريا يتعين التفكير فيه مليا لتجنب دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد دونما قصد.
إلا انه انضم الى الجمهوريين في حث اوباما على تقديم المزيد بدلا من مجرد المعونات غير القتالية لحكومة أوكرانيا وهي تقاوم القوات الروسية.
تجيء هذه الانتقادات فيما تواجه حكومة اوباما عددا لا يحصى من الأزمات في شتى أرجاء العالم ومنها الانباء الخاصة بتعرض ملحق بمبنى السفارة الامريكية في طرابلس بليبيا لهجوم.
وردا على انتقاد تصريحات اوباما بشأن الافتقار الى الاستراتيجية، قال مسؤولو البيت الابيض ان ذلك يبين ان وزارة الدفاع "البنتاغون" لاتزال تعكف على تجهيز الخيارات بشأن عمل عسكري محتمل في سوريا.
وأكد مسؤولون أمريكيون ان الادارة لديها استراتيجية اوسع نطاقا وان الخطة العسكرية مجرد عنصر منها.
الا ان اوباما ربما يكون لايزال يواجه مصاعب في كسب تأييد من الكونجرس المنقسم على نفسه بشدة بشأن القيام بعمل عسكري ضد الدولة الاسلامية.
وقال مايك روجرز، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب "سياسته الخارجية تمثل فشلا ذريعا". وأضاف أن جمود سياسة أوباما تجاه التصدي لتنظيم "داعش" هو جزء من فشل السياسة الخارجية الأمريكية الذي زاد من قوة الدول المنافسة أمثال روسيا والصين وكوريا الشمالية وغيرهم.
وأضاف روجرز في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية الأمريكية إن العالم يشهد حاليا انسحاب الولايات المتحدة ، مشيرا الى أن بطء مواجهة الولايات المتحدة أو عدم مشاركتها الواضحة في الأحداث جعل الصين تعترض طائرات أمريكية وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يتحرك نحو شرق أوكرانيا غير مبال بأي عواقب.
وأعلن عضو الكونغرس الأمريكي أنه تم طرح عدد من الخيارات العسكرية على أوباما منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 وهي اللحظة التي أدت الى صعود تنظيم داعش، غير أن الرئيس الأمريكي لم يرغب في المواجهة، وهذا كان القرار وهذه هي السياسة الخارجية الأمريكية على حد قوله.
وأعرب رئيس لجنة الإستخبارات بالكونغرس عن اعتقاده بأن خطة بناء تحالف للتصدي لتنظيم داعش ليست خاطئة ولكنها جاءت متأخرة إذ أن الولايات المتحدة لديها الآن خيارات أقل لمواجهة التنظيم الإرهابي.
وذكر السناتور الجمهوري جون مكين إن قيام واشنطن بعمل ضد الدولة الاسلامية يستلزم قوات أمريكية خاصة للعمليات ومزيدا من المراقبين الجويين والمستشارين لتدريب الجيش العراقي الذي شارف على الانهيار مع مشاركة دول أخرى.
لكنه قال إن اوباما يواجه مأزقا في تشكيل تحالف للقيام بعمل ضد متشددي الدولة الاسلامية بعد تراجعه عن توجيه ضربات ضد سوريا عام 2013.
صعوبات في الكونغرس
ورغم تعهد الرئيس أوباما باستشارة الجهاز التشريعي قبل اي عمل عسكري موسع ضد "داعش" في كل من العراق وسوريا فمن المستبعد أن ينال دعما سريعا من الكونغرس المنقسم إذا قرر ذلك.
ويحجم الجمهوريون بصفة عامة عن التصديق على مبادرات أوباما السياسية في حين يخشى عدد كبير من الديمقراطيين أن تتورط الولايات المتحدة في اي عمل عسكري خارجي بعد الحرب في العراق وافغانستان اللتين استمرتا أكثر من عقد.
وإذا كان أوباما ليطلب من الكونغرس الموافقة على عمل او تمويل عسكري طويل الأمد فمن المرجح ان يأتي ذلك في وقت حساس من الناحية السياسية اي قبل أسابيع قليلة من انتخابات الكونغرس في الرابع من نوفمبر.
ويأمل الجمهوريون الفوز بعدد أكبر من المقاعد في الانتخابات المقبلة.
واذا رأت الإدارة حاجة لتمويل أكبر لشن عمليات موسعة ضد الدولة الإسلامية فسيتطلب ذلك تحركا سريعا من الكونغرس او ستضطر للانتظار لما بعد الانتخابات.
وظهور أوباما والكونغرس كبجهة موحدة سيسهل على الرئيس نيل دعم دول اخرى والشعب الأمريكي.
وذكر مايكل اوهانلون من معهد بروكينغز إن مساندة الكونغرس ستساعد على منح اوباما "غطاء لمعسكره السياسي" من خلال "تحرك لم يقره هو ورفاقه الديمقراطيين فحسب ... ويتحملان مسؤوليته اذا من حدث خطب ما".
وقال السناتور الامريكي بوب كوركر من تنيسي وهو من أبرز الاعضاء الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إن لجنته طلبت من مسؤولي الإدارة المثول أمامها في سبتمبر لطرح خططهم لمحاربة تنظيم داعش.
وذكر احد معاوني عضو ديمقراطي في الكونغرس "إذ كان ثمة عمل عسكري فمن غير الواضح ما هو دور الكونغرس. ستلعب الاعتبارات السياسية لعام الانتخابات دورا كبير".
واظهر استطلاع لرويترز ابسوس يوم الاثنين 25 أغسطس أن ما لا يزيد عن 12 بالمئة من الامريكيين يؤيدون تدخلا متعدد الاطراف في العراق.
وذكر تيم كين وكريس مورفي عضوا مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي إن الدستور الامريكي يلزم اوباما بالحصول على اذن الكونغرس قبل اي عمل عسكري موسع في العراق أو سوريا.
وكتب عضوا مجلس النواب الديمقراطيين جيمس مكجفرن وباربرا لي والعضو الجمهوري والتر جونز رسالة لرئيس المجلس جون بينر وطلبوا مناقشة التحرك ضد الدولة الاسلامية والاقتراع على مثل هذا العمل.
واستبعد ستيفن فلاديك استاذ القانون بالجامعة الأمريكية ان يواجه أوباما عقوبات قانونية اذا تحرك من تلقاء نفسه ولكنه سيتعرض لضغوط سياسية متزايدة اذا احتدم الصراع.
وأضاف "إذا انغمسنا أكثر في عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ستشتد الضغوط السياسية على الكونغرس والبيت الابيض للتوصل لاتفاق ما".
وذكرت وزارة الدفاع إن العمليات الحالية في العراق تتكلف 7.5 مليون دولار يوميا أي اكثر من نصف مليار دولار إلى الآن ولكن هذه التكلفة ستترفع في حالة التوسع في العمليات العسكرية.
من جانبه ذكر جوردون آدمز الاستاذ بالجامعة الامريكية الذي عمل في مكتب الميزانية خلال ادارة الرئيس الاسبق بيل كلينتون انه مع تكثيف الطلعات الاستكشافية والضربات الجوية يمكن ان تقفز النفقات في العراق الى خمسة مليارات دولار أو أكثر كمعدل سنوي.
وأشارت مكنزي ايجلن المحللة بمعهد امريكان انتربرايز الى ان التدخل العسكري الامريكي في ليبيا عام 2011 شمل الاشراف على منطقة حظر جوي والقيام بضربات جوية لفترة طويلة. وذكرت إن البنتاغون قدر تكلفة عملياته في ليبيا التي استغرقت سبعة أشهر بنحو مليار دولار.
وذكر تود هاريسون المحلل العسكري في مركز تقديرات الميزانية والاستراتيجية وهو مركز ابحاث أن "وزارة الدفاع تنفق تقريبا 1300 مليون دولار في الاسبوع على أفغانستان، أما نفقات العراق فهي أقل نسبيا.
إسقاط الأسد
أقر جون ايرنست المتحدث باسم البيت الأبيض أن "هناك البعض الذين يدعون الرئيس إلى القيام بعمل أو إصدار أمر بالقيام بعمل عسكري في سوريا، "الرئيس لم يتخذ أي قرار ولم يأمر بالقيام بأي عمل في سوريا ولكن إذا إتخذ هذه الخطوة ستكون خطوة يتم دراستها بتأن".
وكان وزير الدفاع تشاك هاغل قد وصف داعش قبل أسبوع بأنها "تتجاوز أي شيء رأيناه." وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إن هذه الجماعة تمثل تهديدا لا يمكن دحره دون معالجة الجزء المتعلق بها الموجود في سوريا.
ويعكس حذر الرئيس مبدأه الثابث مثلما أوضح لبعض مساعديه وهو "لا تفعل أشياء غبية" لتفادي أعمال يمكن أن تكون لها عواقب خطيرة غير متوقعة وتؤثر سلبا على المصالح الأمريكية.
وبالنسبة لمنتقديه فإن ذلك يعزز مقولة تشير إلى أن حذر أوباما وعدم استعداده لاتخاذ خطوات لازمة لمعالجة أزمة متفاقمة في قلب الشرق الأوسط يؤديان إلى تجمده .
ويرى البعض أن حذر أوباما الناجم عن معارضته لحرب العراق التي بدأها سلفه جورج دبليو. بوش أمر يحترم في علامة على أنه يريد تفادي تكرار لهذا الصراع من خلال عدم إطلاق النار أولا ثم توجيه الأسئلة فيما بعد.
ويريد أوباما أن تكون أي استراتيجية ضد الدولة الإسلامية شاملة بمشاركة من بعض الاطراف الإقليمية وحكومة وحدة في بغداد.
وذكر ويل مكانتس وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد بروكنغز إنه سيكون لزاما على أوباما إتخاذ قرار صعب. وأضاف "أعتقد أنه لا يوجد مخرج هذه المرة.
"فهو إما يتعين عليه اتخاذ قرار بملاحقة داعش وتسليح المعارضين في سوريا أو عليه أن يتخذ قرارا بأنه بامكاننا التعايش مع الأسد".
يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد حذر من ان تنفيذ اي ضربات دون موافقة دمشق سيعتبر عملا عدوانيا وهو ما يحتمل أن يضع اي تحالف تقوده الولايات المتحدة في صراع أوسع نطاقا مع سوريا.
"طبخة" واشنطن
اعلن النائب الديموقراطي وعضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الامريكي دوتش روبرسبرغر يوم الاحد 31 أغسطس ان الادارة الامريكية قد تكشف "خلال الاسبوع المقبل" استراتيجيتها ازاء سبل مواجهة تنظيم داعش في سوريا.
وردا على سؤال لشبكة "سي ان ان" حول ما يجب القيام به في سوريا لمواجهة التنظيم قال هذا النائب "ليست لدينا معلومات بهذا الشأن في الوقت الحاضر، الا اننا قد نعلم الاسبوع المقبل ما قد تكون عليه الخطط" بهذا الشأن.
واضاف النائب الديموقراطي عن ولاية ميريلاند والرجل الثاني في لجنة الاستخبارات "هناك الكثير من المعلومات التي تعتبر سرية ولا يمكن ان تقول للعدو بانك قادم لمهاجمته".
وذكر روبرسبرغر ايضا "اعتقد بانكم ستشاهدون انتقالا الى الافعال حوالى الاسبوع المقبل" مشددا على ضرورة ان يكون التحرك بالتعاون مع حلفاء الولايات المتحدة مثل بريطانيا واستراليا وفرنسا وايطاليا وغيرها من الدول التي شاركت السبت 30 أغسطس في القاء مساعدات بالمظلات على مدينة امرلي في العراق.
وتتضمن مجموعة الخيارات المتاحة لاستخدام القوة العسكرية الأمريكية المباشرة، كما يقول المسؤول، تفويضا مؤقتا بموجب قرار سلطات الحرب، أو صلاحية دستورية باتخاذ إجراء في حالة الطوارئ بهدف حماية مواطنين أمريكيين، أو الدخول في نقاش مع الكونغرس بشأن الحصول على تفويض مفتوح لمحاربة داعش.
وقال مسؤول أمريكي لصحيفة "نيويورك تايمز" إن "بين الخيارات التي تدرسها إدارة أوباما ضربات جوية ضد "داعش" في سوريا، وتسريع وتكثيف الدعم إلى جماعات المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل النظام والمتطرفين، وكذلك بناء شراكات على الأرض مع قوى تستطيع مواجهة "داعش" مثل الأكراد السوريين".
وحسب المسئولين فإن الضربات الجوية يمكن أن تكون بطائرات مقاتلة أو "درون".
واعتبر روبرسبرغر من ناحية ثانية ان "التهديد الاهم" الذي يواجه الولايات المتحدة يتمثل في الامريكيين الذين ذهبوا للقتال في سوريا والذين يحملون جوازات سفر تتيح لهم دخول الولايات المتحدة من دون تأشيرات دخول.
وتابع "هناك الانتحاري الامريكي الذي زار اهله في الولايات المتحدة قبل ان يعود الى سوريا للانتحار وهذا يمكن ان يحصل في الولايات المتحدة".
من جهته قال رئيس لجنة الاستخبارات النائب الجمهوري مايك روجرز ان "مئات" الامريكيين ذهبوا الى سوريا للقتال الى جانب تنظيم داعش في العراق وسوريا معربا عن "القلق الشديد لاننا لا نعرف كل الامريكيين الذين غادروا وتدربوا وتعلموا فنون القتال" هناك.
وتابع "كما اننا لا نعلم تماما ما اذا كان البريطانيون يملكون مقاربة جيدة لطريقة مواجهة هذه المشاكل فهناك 500 بريطاني وبضع مئات كندي، وهم يحملون جوازات سفر تتيح لهم التحرك بحرية في الولايات المتحدة".
وختم النائب الجمهوري قائلا "انه تهديد كبير وكبير جدا".
عودة القوات الأمريكية
يقدر محللون أن من بين أسباب الجدل الدائر في واشنطن ولندن حول التحرك ضد "داعش" هو أن خبراء البنتاغون يؤكدون أن الإكتفاء بالقصف الجوي وتجنيد المرتزقة وشركات الأمن الخاصة لن يمكن من الحسم وأنه سيكون من الضروري إرسال قوات برية أمريكية خاصة إذا لم تستجب بعض الدول العربية لنداءات البيت الأبيض وتدخلت عسكريا في العراق وسوريا.
مجلة الإيكونيميست البريطانية ذكرت، إن الولايات المتحدة الأمريكية حققت تقدما في الأزمة العراقية بربط إرسال قوات عسكرية بحدوث تغيرات سياسية، لكنها أشارت إلى أن عودة القوات البرية الأمريكية إلي العراق مسألة وقت.
واشارت الإيكونيميست إلى أنه حتى في وجود كل الوسائل المتقدمة في الهجوم من الجو سيصبح الجنود الأمريكيين في خطر عند مواجهة تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن السؤال الأكثر إلحاحا الذي يراود أوباما حاليا، ماذا لو فشلت توقعاته الحالية؟، وماذا لو فشلت بغداد في تكوين حكومة جديدة؟.
وقالت، طموح الجهاديين في تكوين دولة الخلافة لا يمكن التغاضي عنه، وهو ما يجعل تفكك العراق أمرا واردا.
وأضافت، الحل الوحيد أمام أوباما لقتل الجهاديين هو تحقيق الاستقرار السياسي في العراق وسوريا، مشيرة إلى الأمريكيين الذين أنهكتهم الحرب من غير المنتظر أن يكونوا قادرين على تدمير الجهاديين دون التدخل في العراق وسوريا.
وذكرت المجلة إلى أن آخر رئيسين للولايات المتحدة الأمريكية فعلا اخطاء في العراق، مشيرة إلي أن جورج بوش الابن دخل العراق ب 148 ألف جندي في 2003 ونفذ عملية عسكرية كانت تداعياتها كارثية فيما بعد.
بينما فشل أوباما في تحقيق الاستقرار للوضع المعقد في العراق، مشيرة إلى أنه التزم بقرار سحب قواته من العراق دون أن يضع في اعتباره تبعاته.
روسيا تدعو الغرب إلى التحول
بينما تتمسك موسكو بتحذيراتها للغرب من التدخل مباشرة في الحرب الدائرة في سوريا، تسعى لتعديل خطط البيت الأبيض، وهكذا حث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الإثنين 25 أغسطس الحكومات الغربية والعربية على تجاوز ضغائنها إزاء الرئيس السوري بشار الأسد والعمل معه للتصدي لمقاتلي داعش.
وقال لافروف في تعليقات من المرجح أن تغضب واشنطن إن الولايات المتحدة ارتكبت مع الدولة الإسلامية نفس الخطأ الذي ارتكبته مع القاعدة التي ظهرت في الثمانينات حين كان مقاتلون إسلاميون تدعمهم الولايات المتحدة يقاتلون لإنهاء التدخل السوفيتي لأفغانستان.
وأضاف "أعتقد أن ساسة الغرب يدركون بالفعل خطر الإرهاب المتنامي سريع الانتشار" مشيرا إلى تقدم داعش في سوريا والعراق.
ومضى قائلا "وسيتعين عليهم قريبا أن يختاروا أيهما أهم: تغيير النظام السوري لإرضاء ضغائن شخصية مجازفين بتدهور الوضع وخروجه عن أي سيطرة أو إيجاد سبل عملية لتوحيد الجهود في مواجهة الخطر المشترك".
وأضاف لافروف "في البداية رحب الأمريكيون وبعض الأوروبيين "بالدولة الإسلامية على أساس أنها تقاتل بشار الأسد. رحبوا بها كما رحبوا بالمجاهدين الذين أنشأوا لاحقا القاعدة ثم ارتدت ضرباتها إليهم في 11 سبتمبر 2001".
وتابع "نفس الشيء يحدث الآن" مضيفا أن الولايات المتحدة لم تبدأ في قتال الجماعة إلا بعد أن بدأ المتشددون يجتاحون العراق ويقتربون من بغداد.
وأكد لافروف إنه إذا كانت هناك خطط "لقتال الدولة الإسلامية على أراضي سوريا ودول أخرى فلابد وأن يكون ذلك بالتنسيق مع السلطات الشرعية" هناك.
وبعد الإدانات التي وجهتها واشنطن وغيرها لروسيا لحمايتها الأسد أوضح لافروف أن بلاده تشعر الآن بأن ساحتها برئت. وقال "في وقت ما صوبت إلينا الاتهامات بدعم بشار الأسد ومنع الإطاحة به... أما الآن فما من أحد يتحدث عن هذا".
ومضى قائلا إن الأمريكيين والأوروبيين بدأوا الآن يعترفون "بالحقيقة التي كانوا يقرون بها في أحاديثهم الخاصة.. وهي أن الخطر الأساسي على المنطقة وعلى مصالح الغرب لا يتمثل في نظام بشار الأسد وإنما في احتمال استيلاء الإرهابيين في سوريا ودول أخرى بالمنطقة على السلطة".
عقبات هائلة
يقر مسئولون أمريكيون حاليون وسابقون إن القوات الأمريكية تواجه تحديات هائلة في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس باراك أوباما إمكانية شن هجوم جوي على مقاتلي تنظيم داعش في سوريا.
ومن هذه التحديات عدم كفاية معلومات الاستخبارات عن الأهداف المحتملة ومخاوف من احتمال استخدام الدفاعات الجوية السورية ومن احتمال امتلاك المتشددين أسلحة مضادة للطائرات.
ويقول مسؤولون إن مداولات فريق الأمن القومي الذي يعمل مع أوباما حول توسيع نطاق الضربات الجوية الموجهة لداعش لتشمل سوريا أيضا إلى جانب العراق تزايدت في الأيام الأخيرة.
ومن غير الواضح موعد بدء الهجمات لكن موافقة أوباما على إجراء عمليات استطلاع جوي فوق سوريا رفعت التوقعات أنه سيوافق على الهجمات ولن يتراجع مثلما حدث في عام 2013 بعد أن هدد بمهاجمة قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
ومن المرجح أن يتركز أي هجوم جوي على قيادات الدولة الإسلامية ومواقعها حول مدينة الرقة الواقعة في معقل التنظيم في شرق سوريا وكذلك المناطق الحدودية التي سهلت لقوات التنظيم اجتياح ثلث مساحة العراق.
لكن كل خيار يحمل مخاطر في طياته.
وذكر ارون ديفيد ميلر المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديمقراطية "توجد كل أنواع المحاذير والمخاطر التي تشير إلى أن الضربات الجوية في سوريا قد لا تكون فكرة عظيمة. لكن هذا لا يعني أنها لن تحدث".
وستكون مهمة ضرب الأهداف الصحيحة في سوريا أكثر صعوبة منها في العراق لنقص معلومات الاستخبارات على الارض على النقيض من الوضع في شمال العراق حيث قدمت القوات العراقية والكردية المعلومات.
وحتى الآن لم تصبح المعارضة السورية التي تحظى بدعم أمريكي ويمكن أن تقدم المعلومات المطلوبة قوة قتالية يعتد بها. ومن غير الواضح على سبيل المثال ما إذا كان باستطاعتها أن توفر عناصر رصد متقدمة ضرورية لتوجيه أي ضربات جوية في الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم.
الدفاعات الجوية
تشكل الدفاعات الجوية روسية الصنع في سوريا مصدر قلق آخر للأمريكيين. فما زالت هذه الدفاعات سليمة إلى حد كبير بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب في البلاد.
وربما يقرر الأسد عدم استخدام هذه الدفاعات الجوية اقتناعا بأنه قد يستفيد من الهجوم الجوي الأمريكي على الدولة الإسلامية.
فقد واجه صعوبات في صد تقدم التنظيم الذي خرج من عباءة القاعدة والذي استولى على ثلاث قواعد عسكرية سورية في شمال شرق سوريا في الأسابيع الأخيرة بفضل السلاح الذي استولى عليه في العراق.
كما أنه قد يواجه ردا أمريكيا على أي تدخل من الجانب السوري في الحملة الجوية الأمريكية.
ويخشى المخططون العسكريون الغربيون بدرجة أكبر وجود أسلحة مضادة للطائرات ربما تكون لدى مقاتلي التنظيم.
وقال ايريك تومسون كبير محللي الدراسات الاستراتيجية في مركز التحليلات البحرية الذي يقدم المشورة للجيش الأمريكي "تسيير طائرات فوق سوريا مختلف جدا عنه في العراق. فالدفاعات الجوية أكثر تطورا وبعضها في أيدي الدولة الإسلامية".
وفي تقرير صدر أخيرا وصفت مجموعة أبحاث مستقلة باسم مسح الأسلحة الصغيرة ومقرها جنيف تفاصيل نظم صواريخ تطلق من على الكتف في أيدي المقاتلين المتشددين. ومن الواضح أن بعضها سرق من مخزونات حكومية والبعض الاخر قدمته مصادر خارجية في دول أخرى.
واعترفت وزارة الدفاع الأمريكية علنا أنها لا تملك معلومات كافية عن تحركات مقاتلي الدولة الإسلامية وقدراتهم وقد انعكس هذا في المحاولة الفاشلة التي قامت بها قوات أمريكية خاصة لإنقاذ رهائن أمريكيين في يوليو 2014.
ويفتح نقص المعلومات الباب أمام إمكانية سقوط ضحايا كثر من جراء الضربات الجوية الأمريكية في سوريا لا سيما في ضوء سرعة حركة المقاتلين المتشددين واندماجهم وسط السكان المدنيين في مناطق عمرانية مثل الرقة.
والخيارات المتاحة أمام أوباما في القوة الجوية لتوجيه الضربات كثيرة من الطائرات دون طيار إلى مقاتلات ستيلث بالاضافة إلى إمكانية إطلاق صواريخ من السفن الحربية في البحر أو الطائرات المنطلقة خارج الأجواء السورية.
ومن الممكن استخدام الطائرات دون طيار التي تعد السلاح المفضل لدى أوباما في محاربة القاعدة في باكستان واليمن لكنها ربما تستخدم للاستطلاع أكثر منها في توجيه الضربات الصاروخية.
ويقول مسؤولون أمريكيون على دراية بأساليب تنظيم الدولة الإسلامية إن استخدام قياداته للتشفير في اتصالاتهم متطور جدا ويعرقل محاولات اقتفاء أثرهم.
ونتيجة لذلك فمن المتوقع أن يتعذر الوصول إلى قادة التنظيم مثل زعميه أبو بكر البغدادي.
دور لمؤيدي صدام حسين
في مؤشر على أن جزء ما من التهديد الذي تواجهه واشنطن في العراق نابع عن قوى المقاومة الوطنية التي لا علاقة لها بداعش، قال طارق الهاشمي أحد السياسيين العراقيين الذين دخلوا العراق مع القوات الأمريكية سنة 2003 والذي أصبح بعد ذلك نائبا للرئيس العراقي قبل أن يفر إلى تركيا بعد خلاف مع رئيس الوزراء السابق المالكي، إن حزب البعث الذي كان يتزعمه صدام حسين يجب ان يقوم بدور لأجل التوصل لحل سياسي في العراق وحذر من أن الضربات الجوية الأمريكية لن تجدي نفعا لإنهاء العنف.
وقال الهاشمي لرويترز يوم الإثنين 18 أغسطس في مقابلة في اسطنبول "بلدي على شفا حرب أهلية وعملية تقسيم".
واضاف "تختصر الولايات المتحدة كل المأزق في مهاجمة الدولة الإسلامية فقط. لن يحقق ذلك نهاية للقضية العراقية".وقال إن الميلشيات الشيعية ارتكبت هي الأخرى أعمال إرهاب.
وتابع "لا يجب أن يركزوا على المتطرفين السنة وانما يجب أن يضعوا في اعتبارهم الشيعة أيضا. انهم إرهابيون أيضا وهم يقتلون الناس ويشرودنهم ويتبنون نفس سياسة تنظيم الدولة الإسلامية واستراتيجيته".
واحتشدت جماعات سنية منها حزب البعث في البداية وراء تنظيم الدولة الإسلامية بسبب كراهيتهم المشتركة للحكومة التي يقودها الشيعة لكن توجد علامات متزايدة على اقتتال داخلي وخلاف بشأن رفض التنظيم الذي خرج من عباءة تنظيم القاعدة حدود العراق وأيضا بسبب تفسيره المتشدد للاسلام.
وقال الهاشمي إن "اجتثاث البعث" بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 والذي اطاح بصدام حسين تسبب في فقدان العراق مهنيين مدربين جيدا يحتاجهم الآن بشدة. وقال إن اعادتهم الى العملية السياسية أمر حيوي.
وأضاف قائلا عن الحزب الحاكم السابق المحظور حاليا "انهم مؤثرون سياسيا بل ولديهم جماعات مسلحة على الأرض... انهم نشطون جدا".
وتابع "توجد طريقة واحدة فقط لاحتوائهم بدعوتهم إلى الجلوس للمائدة المستديرة ليكونوا شريكا في احياء العملية السياسية... في صياغة رؤية مقبولة للمستقبل".
ورحب الهاشمي بتعيين العبادي باعتباره "خطوة في الاتجاه الصحيح" لكن قال إنها ليست كافية ودعاه لأن يوقف على الفور عمليات عسكرية مثل الضربات الجوية للفلوجة غربي بغداد والتي قال إنها تقتل مدنيين ابرياء من السنة.
وذكر الهاشمي "إذا اراد أن يبعث برسائل إيجابية للسنة فلماذا يواصل القصف؟" واضاف "يجب ان يضع فورا نهاية للعدوان العسكري الذي بدأه نوري المالكي".
ودعا الهاشمي المجتمع الدولي إلى المساعدة تحت رعاية الأمم المتحدة في الاشراف على احياء عملية سياسية في العراق بدلا من التركيز ببساطة على التهديد من مقاتلي الدولة الإسلامية وهي استراتيجية قال إنها لن تحقق استقرارا على المدى البعيد.
وأضاف إن تنظيم الدولة الإسلامية "مجرد جزء من المأزق. ماذا عن الشيعة.. ماذا عن هذه العملية السياسية التي خطفها المالكي وانحرف بها؟"
وتابع "ستكتشف الولايات المتحدة بعد برهة انها لم تغير شيئا بتلك الضربات الجوية".
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.