"إن دور المغرب بشأن الحراك العربي الذي شهدته المنطقة «ملتبس»، والملك دخل بشكل مباشر في صفقة مع الإسلاميين.. فيما يعتمد الاقتصاد المغربي على عائدات أنشطة الدعارة.. وهذا البلد يحتل ترتيبا متقدما بين الدول المصابة بمرض الإيدز (السيدا)"، تصريحات الصحفية أماني الخياط في برنامجها التلفزي الذي بث على قناة "أون تيفي" المصرية الأربعاء الماضي، أثارت موجة غضب عارمة في أوساط الشعب المغربي، الذي اعتبرها اتهامات خطيرة ومس بكرامة الملك والشعب. وتلا ذلك مجموعة من الاعتذارات للمغرب قيادة وشعبا، بدأتها الإعلامية نفسها، ومالك القناة، نجيب ساويرس، قبل أن يدخل على الخط مسؤولون مصريون، منهم أحمد إيهاب جمال الدين، السفير المصري بالرباط الذي شدد على ضرورة عدم تكرار ما حدث، وكذا وزير الخارجية المصري الذي أبدى رفضه للإساءة للمغرب. ولم تشفع كل هذه الاعتذارات لدى الشعب المغربي، عما بدر من المذيعة اماني الخياط، الامر الذي دفع عشرات المواطنين الى الاحتجاج أمام مقر السفارة المصرية أول أمس، للتعبير عن استياءهم واستنكارهم لهذه الاتهامات، مشيرين أنها ستؤثر لا محالة على مسار العلاقات المغربية المصرية. ورفع المحتجون صورا للمذيعة اماني وشعارات متنوعة، تصفها باللقيطة النكرة التي تبحث عن الشهرة على حساب الشعب المغربي، وشعار آخر كتب فيه أن "المغاربة شرفاء رغم أنفك أيتها اللقيطة"، فيما كانت النساء المشاركات في الوقفة الاحتجاجية، يرددن شعار"بزاف عليك المغربيات"، إضافة إلى شعار آخر خصصن به الحكومة للتدخل في هذه القضية "المرأة المغربية ضحية... و الحكومة ملهية". فيما أقدم آخرون على إحراق صور المذيعة وضربها بالأحذية، مما اضطر عناصر الأمن المحيطين بالسفارة للتدخل لنزع بعض اللافتات التي تهين أماني، وتهدئة الوضع والمحتجين. في ذات السياق، أكد علي بنعلي، مستشار جماعي و ممثل جمعيات المجتمع المدني، في تصريح ل "العلم" أن المجتمع المدني بكل فعالياته يشجب هذه التصريحات، و قال "لن نقبل المس بأعراضنا، وعروبتنا، ووطنيتنا، وحضارتنا، فنحن نستنكر بشدة ما صدر من هذه الصحفية في حق المغاربة ملكا وشعبا، فرغم الاعتذارات التي قدمتها وزارة الخارجية المصرية، و القناة، والمذيعة، نحن كمجتمع مدني و منتخبين نندد و نشجب بشدة هذه التصريحات اللامسؤولة، التي لا تعبر عن مستوى الإعلام المصري، ونطالب بمحاكمة أماني الخياط، ومنعها من الدخول إلى المغرب".