أبان لقاء للرابطة المغربية للمكونين التربويين عن غياب علاقة الود بين الجامعة الوطنية للتخييم ووزارة الشباب والرياضة. فزوال السبت الماضي التأم برحاب كلية العلوم بالرباط حشد من المهتمين بمجال التربية والتخييم بمناسبة الذكرى الاولى لتاسيس الرابطة المغربية للمكونين التربويين التي ارتأت الوفاء لروح عبد القدوس بربيش. ووجه محمد مكسي باسم الجامعة الوطنية للتخييم سلسلة انتقادات بلغت حد اتهام وزارة الشباب والرياضة بقرصنة مشروع مرسوم حول التخييم والمحال حاليا على الامانة العامة للحكومة حيث قال المتحدث ان المضمون الذي انبنى عليه المشروع هو ثمرة جهود ومقترحات وتصورات الجامعة الوطنية للتخييم دونا عن تغييب المقاربة التشاركية في هذا المجال داعيا مصالحها الى سحبه. كما سجل التسرع والارتجالية في عمل الوزارة على مستوى التكوينات الشتوية والربيعية ما يؤثر على المضامين، ووجود عقلية لا تؤمن بالعمل التشاركي، دون ان يعني ذلك حسب تعبيره وجود عناصر ذات نوايا حسنة لها غيرتها على الطفولة. وقال ان المضمون اساسي ومركزي في العملية التربوية التي يجب ان يطبعها الاستمرار والاسترسال، على اعتبار ان القطاع دائم الحركية ومتغير مع المتغريات السوسيوديمغرافية والسوسيوثقافية وبالتالي يصعب التحكم فيه بعقلية معينة. وسجل ان التداريب تتم بقوانين بائدة تعود للاربعينيات، داعيا بالمناسبة ذاتها الى تدقيق الاستهداف واستحضار اهمية المساحات الزمنية في التكوينات للقطع مع ثقافة الكوكوت مينوت. وقدم جملة مقترحات يتم الاشتغال عليها من قبيل تتويج التكوين بدبلومات ذات قيمة مضافة تعد مرجعا قانونيا وتعطي وضعا اعتباريا للحائز عليها. متحدثون باسم الرابطة المغربية للمكونين التربويين وقفوا مليا عند اللحظة لما تعكسه من ارادات الانخراط في العمل التربوي، مشيرين الى رمزية احتضان فضاء اكاديمي في شخص كلية العلوم بالرباط لهذا اللقاء، ما يجسد رسالة قوية على ارتباط العملية التربوية التخييمية ببناء الانسان وانتاج المعرفة. ومن ثم دعت الرابطة في قراءة لتصوراتها قدمها محمد نعيم الى ضرورة ان تسترجع المخيمات وهجها ودورها لاجل الطفولة، مقدمة عشرة مقترحات نذكر منها تطوير رؤية جديدة للتخييم تقطع مع المقاربة المحضة للترفيه وقضاء العطلة لاجل العطلة، وتحديد اهداف التخييم بدقة واعتبار النماء وتعلم الحياة في العملية التربوية، والابتعاد عن اي انتهازية او توظيف خارج مقومات التربية، والعمل على اسس نفسية تنمي حاجيات الطفل موازاة مع اسس معرفية واسس منهجية، والارتقاء نحو عمل فريقي يترك بصمة مرور الطفل عبر المخيم وتفادي الحشو بالمعلومات، واعتماد رخصة ثقة (permis de confiance) في منظومة التخييم، واختيار المكونين من الذين يتوفرون على المهارات المعرفية والتخصص. جمال السحيمي ممثل وزارة الشباب والرياضة اوضح ان المخيم فضاء لاشباع رغبات الطفل ومنبت للتربية والترفيه، وتطرق الى خطة العمل الوطنية للطفولة التي تنص على الحق في التعليم والصحة والترفيه والحماية والمشاركة، وابراز رأي الطفل وملاحظاته حول البرامج والمضامين التي تستهدفه، ولخص بعض المرتكزات في جعل الفضاءات تستجيب لما يساهم في الرقي بالمنظومة التربوية وتفعيل دور المتدخلين الرسميين واستقطاب الشركاء، واعطاء الاطفال فرصة عيش داخل فضاء ملائم، وتربية تمكنهم من الاندماج داخل الجماعة واكتشاف المحيط واحترام البيئة. وذكر ان البنية التحتية من فضاءات الاحتضان ثم الموارد البشرية المؤهلة والمكونة والتي تمتلك اليات العمل التربوي والمضامين المحينة هي بمثابة ثلاثي اضلاع يجب ان يتكامل لتحقيق الاهداف . من جهته اشار متحدث باسم الرابطة المغربية للمكونين التربويين ان اللقاء يروم مساءلة واقع المنظومة التربوية التخييمية في سياق نقد موضوعي يتغيا رصد الاختلالات والقفز على السجالات العميقة والنظرة القاصرة، داعيا كل المكونات الى وضع عمل اصلاحي مواكب للمستجدات والمتغيرات في اطار حوار وطني صريح وجدي، واعتماد المكاشفة حول ما آلت إليه المنظومة التي لا تحتمل التجزيء ولا يجب ان تخضع للكم الذي ارتفع ب400 في المائة. ونبه الى ان الرهان هو مجتمع المعرفة والاتصال والبعد الهوياتي، وجعل فضاء التخييم مستوعبا للاختلاف، ولم يفته ان يعبر عن قلق الرابطة من حالة العنف التي تستشري في المجتمع والاستمرار في ابقاء الايادي مكتوفة حيال الفراغ الذي تعيشه الاجيال الصاعدة وما ينتج عن ذلك من منزلقات، ليجدد التاكيد على اهمية التخطيط الاستشرافي والانتصار لثقافة التكامل والبعد المعرفي في منظومة التخييم. عبد الكبير بلاوشو عضو هيئة التدريس بكلية العلوم ومحاضر ومؤطر جمعوي انطلق في تدخل مقتضب من دلالة انفتاح الجامعة على الذين اسسوا للرابطة لكونهم اصحاب روابط ولهم سوابق، ويراد لهم امتداد لاحتضان أجيال كي لا تموت، واضاف انه من خلال بعض الادوات التحليلية والاستقراء السريع للمضامين يتضح ان الرابطة تضع استراتيجية لاجل العنصر البشري تكرس وظائف علاجية ووقائية ونمائية. ونبه ان السياق صعب تصطدم فيه المنظومات بعدة مخاضات، وفيه تحديات تستوجب انتاج آليات تصاحب الوظائف التربوية في كل تفرعاتها ومجالات اشتغالها بما في ذلك المجال التخييمي، وقال ان مدخلات الجامعة ومخرجاتها كانت وستظل العنصر البشري، وهو ما يمنحها المساحة لاستيعاب كل فعل منخرط فيما هو تربوي، وفي ضوء وعيها بهذا الدور تنفتح الجامعة والرابطة على الفاعلين قصد تدارس سبل التشارك والتشبيك.