قال الأستاذ امحمد بوستة رئيس مؤسسة علال الفاسي في الندوة التي نظمتها مؤسسة علال الفاسي في الرباط يوم الخميس 22 ماي 2014 بمناسبة الذكرى الأربعين لوفاة الزعيم علال الفاسي، إن هذه مناسبة للرجوع بالذاكرة الوطنية إلى الأعمال التي قام بها الشعب المغربي وقام بها إلى جانبه صاحب نداء القاهرة من أجل الحرية والكرامة والاستقلال. وأضاف الأستاذ بوستة أن نداء القاهرة بمثابة صرخة للزعيم وألقيت بإذاعة القاهرة يوم الخميس 20 غشت 1953 في الساعة الثانية زوالا أي نصف ساعة بعد اختطاف جلالة الملك، افتتح الزعيم علال الفاسي النداء بالكلمات التالية: »لقد قضى القضاء وبلغت الغطرسة بالفرنسيين إلى حد أن يبعدوا ملكنا الشرعي عن عرشه، نعم لقد توجه الجنرال كيوم اليوم بعد الظهر إلى القصر الملكي بالرباط محفوفا بالجيوش والدبابات الفرنسية وطلب من جلالة السلطان أن يتنازل عن العرش ولكن جلالته رفض بكل إباء، فما كان لممثل فرنسا إلا أن ينفذ الجريمة النكراء فأسر الملك وولي عهده الأمير مولاي الحسن وأخاه المولى عبد الله حيث نقلتهم طائرة حربية . وأكد رئيس مؤسسة علال الفاسي أن الزعيم نكل بهذه الجريمة النكراء، وأكد علال الفاسي »أن النظام المغربي هو النظام الذي سنقره باتفاق مع شعبنا ومع ملكنا محمد الخامس يوم يتم استقلال مراكش وجلاء الجيوش الفرنسية عنها وإنني أهيب بالشعب المراكشي بأن يواصل كفاحه من أجل الغاية الوحيدة التي هي استقلال البلاد«. وقال الزعيم أيضا: »وإنني أؤكد لجميع المراكشيين والمسلمين وللعالم الحر أننا لن نتقهقر عن موقفنا،، إلى أن نحقق أمان الأمة في الحرية والاستقلال وطرد الغاصبين وما دام الله معنا فالنصر لنا«. وختم الأستاذ بوستة كلمته الافتتاحية بتوصيات كان الزعيم علال الفاسي أوصى بها ومنها العمل على توحيد الكلمة ووحدة الصف للقيام بالإنجازات الكبرى التي تهم الوطن، وإذا كان من الطبيعي ومن الضروري في العمل السياسي أن تكون هناك تعددية على مستوى الهيئات والمنظمات الفاعلة من أحزاب ونقابات وجمعيات ثقافية، وإذا كان من الضروري كذلك احترام الرأي الآخر والاستماع إليه وإقناعه بالحوار والحجة فإننا ينبغي كذلك أن نشجب التشتت والبلقنة وينبغي أن نجمع الكلمة ونوحدالصف مع الذين نلتقي معهم في المبادئ والأفكار من أجل القيام بالعمل الإيجابي تلك كانت وصية الزعيم الأخيرة. وألقى خالد القادري باسم مؤسسة أبي بكر القادري كلمة بهذه المناسبة مذكرا بالجوانب الرئيسية في العطاءات والانتاجات الفكرية والثقافية للزعيم علال الفاسي وفي مجالات متعددة من نصوص فقهية ومذاهب فلسفية والدراسات التاريخية والخطاب السياسي. وأكد القادري على بعض الذكريات التي جمعته مع الزعيم علال الفاسي كما قدم بعض الانطباعات التي علقت بذهنه بخصوص بعض المحطات التاريخية التي كتب له أن يجالس فيها الزعيم علال الفاسي. وأشار إلى أمجاد الشعب المغربي ورجالاته. وتقدم محمد بن سعيد أيت إيدر بكلمة تحدث فيها عن آخر لقاء بينه وبين الزعيم علال الفاسي منذ 15 غشت 1972 رفقة علال السي ناصر وكان الهدف آنذاك هو إعادة الارتباط بالماضي وبالحركة الوطنية ومن أجل حوار نقدي للتجربة بالاضافة إلى الوضع الذي كانت الحركة الوطنية توجد فيه وكان لقاء حميميا من أجل إعادة النظر في العديد من الأمور. وأضاف أيت إيدر أن الفضاء كان مهياً للذهاب في خطوات اعتبرها هامة والتي أدت إلى »الكتلة الديمقراطية« والتي خلفت فرصة هامة جدا. وقال إن علال الفاسي كان رمزا من رموز الحركة الوطنية وترك إرثا مهما ثقافيا وسياسيا ونضاليا وعبر عن اعتزازه بالإرث الذي تركه الزعيم وهو قائد من القلائل الذين تطرقوا إلى عدد هام من القضايا في تاريخ المغرب، وكان في الصف الوطني وفي صف المقاومة المسلحة إلى آخر حياته. وألقى عبد اللطيف اليوسفي كلمة باسم مركز ايت إيدر. وألقيت كلمة أيضا باسم مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد ألقاها الأستاذ التناوي حفيد أبي بكر القادري وعبر عن اعتزاز مؤسسته بالمشاركة في هذا اللقاء، وأكد أن التاريخ يسجل أن المرحوم علال الفاسي ازداد سنة 1910 أي سنتين قبل فقدان المغرب لاستقلاله وبذلك قضى القدر أن يعيش الزعيم في صباه ويترعرع في ظرفية حرجة في تاريخ المغرب. وأضاف الشاوي أنه مع بداية الثلاثينيات كان علال الفاسي من المغاربة الأوائل الذي انخرطوا في مقاومة الاستعمار الفرنسي مما جعله يتعرض للعديد من المضايقات والاعتقالات التي توجت بنفيه مدة 9 سنوات في افريقيا السوداء. وألقى عبد الكريم الزرقطوني عضو المكتب التنفيذي لمؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، كلمة أكد فيها عن الكثير من الإيجابيات في تاريخ الزعيم علال الفاسي وكذلك العمل السياسي المجدد لترسيخ المغرب المستقل ثم العمل الفكري والثقافي والتوعوي. وأضاف الزرقطوني أن الحديث عن الزعيم علال الفاسي شكل جوهر مسار الحركة الوطنية والعمل الكفاحي الذي جابه مشاريع الاستعمار خلال عقود من الزمن. وتجدر الإشارة إلى أن الذكرى الأربعين لوفاة علال الفاسي حضرها عدد من الشخصيات الوطنية والسياسية والثقافية والجمعوية.