ما أن حصل الرئيس الجزائري المقعد على أعلى نسبة من التصويت لفائدته في انتخابات رئاسية الأكثر شهرة في التاريخ البشري حتى عادت الجزائر الرسمية لتقوم بالدور التقليدي المعتاد في تقفي ما أقدم عليه المغرب في مجال تدبيره للسياسة الخارجية. وهكذا طار وزير الخارجية القديم / الجديد السيد رمطان لعمامرة إلى نواكشوط والتقى لفترة طويلة مع الرئيس الموريطاني محمد عبد العزيز، والهدف طبعا يكمن أساسا في بحث سبل تكثيف التعاون بين البلدين بما يحقق ضمان محاصرة المغرب شرقا وجنوبا، علما أن السلطات الجزائرية كانت من أشد المعارضين لمن كانت تصفهم بالانقلابيين في موريطانيا، لكنها استغلت بعض حوادث السير التي وقعت في العلاقات المغربية، الموريطانية للتسلل إلى عمقها وتبث ما يكفي من السموم اللازمة، وكان أهم حادث سير هو ترشح المغرب وموريطانيا في نفس الوقت لكسب العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن قبل بضع سنوات. رئيس الديبلوماسية الجزائري أكد أن هذه الزيارة تمثل محطة أولى في جولة ستقوده إلى العديد من دول الساحل الإفريقي. العالمون بخبايا الأمور يرون أن المسؤولين الجزائريين مسكونون بهوس إسمه المغرب، وأن جولة المسؤول الديبلوماسي الجزائري كان من المفيد أن يقوم بها الرئيس الجزائري شخصيا لكن السيد رمطان لعمامرة سيبلغ قادة الدول المشمولة بهذه الجولة عذر الرئيس الجزائري الذي لا يقدر على الوقوف، خصوصا وأن العالمين بخبايا أهداف هذه الجولة يدركون أن هذه الجولة جاءت بعد الزيارات الناجحة التي قادت جلالة الملك إلى العديد من الأقطار الإفريقية، وأنها تهدف إلى الرد على ما قام به جلالة الملك في العمق الإفريقي. على كل حال، إنه فأل خير، ويأمل الرأي العام أن تتنافس الجزائر الرسمية مع المغرب في إعطاء مضمون جديد للتعاون الإفريقي- الإفريقي.