يتساءل المواطنون عن مدى تقدم أشغال وملفات المشاريع السكنية الخاصة بالقضاء على الأكواخ القصديرية والدور الآيلة للسقوط هل تسير في مجراها الطبيعي أم أنها شبه متوقفة أو هي في مراحل حرجة أم أن أمر التعثر الحاصل حاليا يتعلق بالدخول في فترة للتأمل إلى حين لجمع الأوراق وإعادة النفس ليكون الإقلاع والنهوض بطريقة مقبولة أم ماذا؟ إذ حسب ملاحظة بعض المتتبعين للأمر السكني في مدينة الدار البيضاء الذين كانوا ينتظرون المزيد من المشاريع السكنية الجديدة تبين أن هذه الأخيرة لا تسير في مجراها الطبيعي أو تكاد أن تكون متوقفة وأن عملية إعادة الإسكان أو الإيواء أو إعادة الهيكلة الخاصة بتسوية الوضعية السكنية للمواطنين الذين يعيشون في الأكواخ أو القابعين تحت مقابر الموت في الدور الآيلة للسقوط لا تسير بالطريقة المشجعة على المضي إلى الأمام بل هي في تراجع ملحوظ وتسير ببطء شديد وليس في الأمر أي جديد يدفع في الاتجاه الأمامي لإخراج أخرى مقارنة مع ما كان عليه الأمر في السنوات الماضية من الألفين التي نشطت فيها أوراش المشاريع السكنية وعلى ما يبدو أنه بعد تقسيم وزارة الإسكان بين نبيل بن عبد الله ومحند العنصر وبين التعمير وإعداد التراب الوطني والسكنى وسياسة المدينة في النسخة الثانية لحكومة عبد الإله بنكيران مع دمج الأحرار والخروج الاضطراري لحزب الاستقلال والزيادة في عدد الوزراء تعثرت في المجال السكني مجموعة من المشاريع السكنية وهي التي كانت أشغالها نشطة وفي تقدم ملموس وفي حركة دائبة تشكل ثورة أو نهضة سكنية واضحة وكأني بها كانت عبارة عن قافلة سكنية متنقلة زارت كل المناطق وبطريقة ثابتة جابت المغرب كله حتى أصبحت بعض المدن بدون صفيح أما اليوم فهناك تراجع وفتور في هذه المجال حيث لم يبق من التحركات المدبرة لهذه المشاريع والمواكبة لها إلا تلك التي تقوم بها السلطات المكلفة بالإحصاء مع وجود مؤسسة العمران وبالتأكيد والإشارة إلى أن العمال والقواد هم الكل في الكل ولا معقب لما يقومون به وما يقدمونه في هذا الإطار ومصير كل الأسر مربوط بهذه المصالح ومن لم يمر من قنوات العمال والقواد والشيوخ والمقدمين لا تسوى وضعيته ناهيك عن وجود النصابين والمحتالين والرائشين الذين يشوشون على السلطات وعلى المستفيدين ما يعكر صفو العمليات ويعرقل مأمورية المواطنين ولا سيما أصحاب المشاكل والملفات العالقة في الاستفادة الذين يجدون صعوبة في تسوية الوضعية وفي حالة ما إذا حالف بعضهم الحظ بالنظر في وضعيتهم الاجتماعية بعين الاعتبار فلن يتم ذلك إلا بصعوبة أو بشق الأنفس أو حتى يخرج من حجرة مولاي بوعزة وبالتالي فلا حيلة لهم في إعداد ملفاتهم السكنية وقد يكون من نصيب بعضهم الحرمان ولو شملهم الإحصاء وهذه طامة أخرى لا داعي للنبش في قبورها النتنة الآن وفي ظل هذا الارتباك وهذه الزحمة غابت المشاريع الجديدة وانطفأت أضواؤها وبقيت القديمة المقامة تدور في نفس المكان ولا يلوح في الأفق أي علامة للتقدم إلى الأمام وهكذا فلا مشروع كريان سنطرال المرهون بين الحي المحمدي ومنطقة الهراويين استكمل مراحله ولا أسره سويت وضعيتها كما ينبغي ولا مشروع السلام بأهل الغلام أسدل عنه الستار لإعطاء اللمسات الأخيرة الدالة على الإنجاز الكلي ولا أسر سكان دوار السكويلة المشردين المشتتين في بعض الأحياء بدون مأوى ارتاحوا واطمأنوا بعد إزالة أكواخهم ولا سكان دوار طوما الذين هدمت أكواخهم طويت ملفاتهم بالمرة ولا سكان دوار زرابة عينت بقعهم الأرضية ليستفيد الجميع ولا سكان دوار الرحامنة نظر في حالهم بفتح حوار معهم في شأن أمورهم السكنية المتدهورة ولا سكان سيدي مؤمن القديم عرفوا مآل أمرهم في هذا الأمر وهم في حالة سكنية مزرية حرجة للغاية ولا سكان سيدي مؤمن الجديد أعطيت لهم تسهيلات تمكنهم من أداء ما بقي في ذمتهم من مبالغ مالية منذ سنة 1976وهم على استعداد للأداء مقابل التسهيلات المرحلية ولا أكواخ دواوير التقلية نوقش أمرها لاجتثاثها ومحاصراتها ولا كريانات دار بوعزة نظر في أمرها بطريقة فعلية ومباشرة لاتخاذ المتعين ولا سكان المدينة القديمة اتضحت أمامهم الرؤية للاطمئنان على أمرهم ولا الدور الآيلة للسقوط قضي أمرها وهكذا فهناك مجموعات من الكريانات والأكواخ والدواوير القصديرية الموجودة داخل المدينة وفي قلبها ومحيطها وهوامشها ومناطقها وفي مختلف جهاتها لا زالت في مكانها والجهات الحكومية المعنية تكاد أن لا تحرك أي ساكن في هذا المجال كما أنها لم تعط أي إشارة واضحة لمعالجة هذه الوضعية أو تبادر بسن طريقة أو منهجية واضحة لتفكيك هذه الوحدات السكنية غير اللائقة في آجال معينة ومحددة ولوجود هذا التعثر وهذا التراخي والفتور فحتى برنامج مدن بدون صفيح لم ينجح لحد الآن في مدينة الدارالبيضاء التي تعتبر أكبر معقل للأكواخ والدواوير القصديرية ما جعلها تبقى مشوهة ومنظرها بشعا وصورتها قاتمة وهي المدينة الاقتصادية التي تشكل القلب النابض للمغرب. وكان لهذا الطمس أيضا الأثر السلبي على المشاريع المقامة والأخرى المزمع إخراجها إلى حيز الوجود في المستقبل مع العلم أن كل المشاريع السكنية المشتغل بها اليوم والتي تسير حاليا ببطء شديد هي من بقايا الحكومة السابقة ووزارة توفيق حجيرة وحتى الأستاذ نبيل بن عبد الله كان قد أشار إلى جهود الحكومة السابقة التي قامت بأداء خدمات مشكورة في هذا المجال ولست أدري ما سبب هذا الفتور الذي اكتنف هذه المشاريع وكاد أن يجمدها وهو فتور سلبي نتمنى أن يكون موسميا أوأن يكون بمثابة مرور سحابة صيف عابرة وتنقشع ولا شك في أن تقسيم الوزارة المعنية بالسكن أحدث إرباكا في التدبير وأفرز مجموعة من المشكلات الخاصة بالتنازع في الاختصاصات بين الوزارة القديمة والجديدة وبين سياسة المدينة وتهميش القرى والبوادي وكل في فلك يسبحون والحياة هائجة مائجة وتبقى الآمال معلقة على الجهود الملكية التي يقودها سيدي محمد السادس بنفسه بالتعاون مع المصالح الجادة التي تحسن التدبير والمواكبة