اختتمت مساء السبت الماضي أنشطة الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بحفل اختتامي أقيم بقصر المؤتمرات تم خلاله الكشف عن النتائج التي توصلت إليها لجنة التحكيم بعد مشاهدة الأفلام الطويلة الخمسة عشر المشاركة في المسابقة الرسمية من المغرب، الفيلبين ألمانيا، إسلندا، إيرلاندا، الأرجنتين، الدانمارك، الولاياتالمتحدةالأمريكية، فنلندا، إيطاليا، الصين، بولونيا، روسيا، و فيلم من جنسية أمريكية هندية مشتركة. كانت هذه الأفلام من مختلف المواضيع الإنسانية و الاجتماعية المتناولة بكيفية طريفة أو مأساوية مستعرضة نماذج لثقافات مختلفة لبلدان من الشمال و الجنوب و من الشرق و الغرب، كما كان مستواها العام جيدا على العموم، و هي في أغلبها الساحقة أفلام السينيفيليا التي تروق لعشاق السينما و النقاد، و التي لا تراهن بنوعها و مضمونها على استقطاب الجماهير من أجل الربح التجاري، و من مزايا مهرجان مراكش أنه يقتني هذا النوع من الأفلام التي لا يمكن مشاهدتها في القاعات السينمائية لأنها غير مربحة بالنسبة لأرباب القاعات و الموزعين. المخرج السينمائي والسيناريست و المنتج الأمريكي باري ليفانسون اختير في هذه الدورة رئيسا للجنة التحكيم المتكونة من الكاتبة و الحقوقية الغينية السينغالية "مرياما" و الممثلة الإيطالية "كاترينا مورينو" و الممثلة البلجيكية "ناطاشا رينيي" و الطبيبة و المحللة النفسية المغربية "غيثة الخياط" و الممثل البرتغالي "دي ألميدا" و المخرج السينمائي و السناريست و المنتج الإنجليزي "هيك هيودسون" و الممثل الألماني "سيباستيان كوك" و المخرج و السيناريست الإسباني "أكوستي فيارونكا"، و هي لجنة تجمع بين سينمائيين مقتدرين أكفاء مما يعطي مصداقية و قيمة لنتائجها و للأفلام المتوجة. و عكس ما كان أغلب المشاركين يتوقعونه فإن الجائزة الكبرى لم تكن من نصيب الفيلم البولوني "موعد الحياة" بل منحت للفيلم الروسي الجيد "حقل بري" للمخرج ميخاييل كالاطوزيشفيلي الذي يحكي محنة طبيب شاب اختار أن يمارس مهنته في منطقة قاحلة و نائية لا تخلو من عنف و هموم و مشاكل اجتماعية، وكانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة من نصيب الفيلم الصيني " البئر" للمخرج زهونك شي الذي يستعرض من خلال ثلاث حكايات الحياة اليومية لأسرة مكونة من بنت شابة و إبن مراهق و أب سلطوي يشتغل في المناجم بجبال الصين الغربية. و عكس كل التوقعات أيضا فإن جائزة أحسن دور نسائي لم تمنح للفنانة المقتدرة دانيتا شافلارسكا التي قامت بدور رائع و متميز في الفيلم البولوني " موعد الحياة " بل فازت بها الممثلة ميليسا ليو عن دورها في الفيلم الأمريكي "النهر المتجمد" للمخرج كورتني هانت و التي شخصت فيه دور سيدة وجدت نفسها صحبة إبنيها في ضيق مالي خانق بعد أن استحوذ زوجها المقامر على كل مدخراتها قبل أن يختفي عن الأنظار مما دفع بها إلى تهريب المهاجرين و إدخالهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر النهر المتجمد بطريقة غير شرعية مقابل 600 دولار لكل مهاجر. الممثل الشاب سامولي فورامو نال عن جدارة و استحقاق جائزة أحسن دور رجالي عن أدائه الرائع في الفيلم الفنلندي " دموع أبريل" للمخرج أكو لوهيمييس الذي شخص فيه دور جندي إنساني من الليبراليين البيض لا يستحمل التجاوزات التي يقوم بها زملاؤه في حق الجنديات الحمر مما يجعله يتعاطف مع واحدة منهن قبل أن تنشأ بينهما قصة حب غير مألوفة و محفوفة بالمخاطر، و يصح القول أن هذا الفيلم هو أكثر جودة و إثارة من الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى. بعد الإعلان عن هذه النتائج تم عرض الفيلم الفرنسي " 8" الذي قام بإخراجه ثمانية مخرجين حول موضوع تخفيض إلى النصف نسبة الفقر بالعالم في حدود سنة 2015 كما تعهدت بذلك 191 دولة منذ ثمان سنوات و حددت لنفسها آنذاك ثمانية أهداف للوصول إلى هذا المبتغى، و قد تم اختيار هذا الفيلم الذي يتكرر فيه الرقم 8 لاختتام الدورة الثامنة من هذا المهرجان السينمائي الدولي.