يحرص حزب العدالة والتنمية كل مرة شعر فيها بضيق التنفس على إطلاق الحبل إلى آخره لما تسميهم بعض المنابر الإعلامية صقورا، ينبشون في أعراض الناس ويمارسون القذف والسب في مسعى لترهيب الآخرين، إنه المنهاج الإخواني في كبت الديمقراطية. هذا ما حدث هذه المرة بمناسبة انتخاب رئيس مجلس النواب حيث خرج المتخصصون من الجحور العميقة ليمارسوا الترهيب الفكري، من خلال السب والقذف من جديد. انظروا إلى الشخص المجذوب السيد أفتاتي الذي يصف مرشح المعارضة الأستاذ كريم غلاب (كركوزاً للدولة العميقة) واعتبر سيادته ترشح غلاب خطوة بئيسة لما سماه حكم العائلات التي ابتلي المغرب بها ووصفه بمنتوج العائلات المتواطئة مع الدولة العميقة. أما المتخصص الثاني السيد بوانو فقد كان أكثر رأفة بالأستاذ كريم غلاب، واكتفى بدعوته للإفصاح عمن مون له حملته الانتخابية الخاصة برئاسة المجلس قبل أن يدعوه إلى أن يمكث في البيت. شطحات السيرك هذه تفرض الرد عليها بما يكفي من النضج، فمن غير الأخلاق أن نسمي الأستاذ أفتاتي بالكركوز أو البهلوان أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن نتساءل بدهشة وغرابة ونوجه سؤالنا إلى السيد أفتاتي، بالله عليك، ألم تصوت أنت وفريق حزبك على كريم غلاب وهو نفس الشخص ليتولى رئاسة مجلس النواب قبل سنتين ونصف؟ ألم يكن آنذاك كركوزا للدولة العميقة، ألم يكن حينها ممن سميتهم اليوم بحكم العائلات، لماذا صوتت عليه رفقة أعضاء حزبك؟ ألم تكونوا بتصويتكم متواطئين مع الدولة العميقة لأنكم صوتم آنذاك على كركوزها، أولم تكونوا متحالفين مع حكم العائلات وأنتم ترفعون كريم غلاب فوق الأكتاف لرئاسة مجلس النواب؟! دعنا سيدي من كريم غلاب، ولنتساءل هل يتذكر السيدان بوانو وأفتاتي ما كانا يملآن به فضاء مجلس النواب من عبارات السب والقذف في حق الأستاذ رشيد الطالبي العلمي، هل نعيد التذكير بالتهم الثقيلة التي أطلقوا العنان لها وكلها تتعلق بالفساد ونظافة الذمة، وظل الرجل صامتا لم يجبهما واعتبر آنذاك كلامهما، مجرد عياط وصراخ، هو اليوم نفس الشخص الذي أضحى طاهرا وصالحا للتصويت لفائدته ليشغل ثالث منصب في الدولة. هل نعيد سرد ما فاهت به قيادة حزب بوانو وافتاتي في حق الطالبي العلمي وحزبه إبان فترة معينة؟ نعتقد أن لهذا الشعب ذاكرة، وأن أفتاتي (المجذوب) وبوانو المنزعج يستغفلان الرأي العام ويحتقران ذكاء المغاربة، الذين يتذكرون اليوم من كان مع غلاب البارحة ومن أصبح يطبل ويزمر ويرقص لترشيح الطالبي العلمي. لا نملك إلا أن نحتقر الزمان السياسي الذي أنتج هذه النماذج التي تقوم بدور (الحياحة) في عملية صيد الخنزير. ونكتفي بالقول: «إن لم تستحي، فاصنع ما شئت».