يبدو أن كريم غلاب لم يفقد الأمل في الاحتفاظ برئاسة مجلس النواب رغم اتفاق الأغلبية على أن يحل محله التجمعي رشيد الطالبي العلمي، مما جعل تحركاته تزعج بعض الأطراف التي تخشى أن يكون مدعوما من خارج المؤسسة التشريعية يسعى كريم غلاب، رئيس مجلس النواب، إلى الترشح لولاية ثانية لرئاسة المجلس، متحديا الأغلبية الحكومية. مصدر مقرب من غلاب أكد أنه يجري اتصالات مع أحزاب المعارضة، من أجل أن يكون مرشح المعارضة الوحيد في مواجهة مرشح الأغلبية رشيد الطالبي العالمي المنتمي إلى حزب الأحرار. ورغم أنه لا يوجد شيء يمنع ترشيح غلاب لهذا المنصب إلا أن تحركاته بدأت تقلق بعض نواب الأغلبية. وفي هذا السياق، هاجم عبدالعزيز أفتاتي، برلماني العدالة والتنمية بشدة ترشيح غلاب، وقال ل« اليوم24»: «نخشى أن يكون وراء ترشح غلاب تحركات للدولة العميقة»، مضيفا «كان على غلاب أن يغادر منصبه بعد استقالة حزب الاستقلال من الحكومة»، معتبرا «أن استمراره سُبّة للديموقراطية». وتشير التوقعات إلى أنه في حالة انضباط برلمانيي الأغلبية في عملية التصويت السري، التي ستجري خلال افتتاح دورة أبريل المقبل، فإن مرشح الأغلبية رشيد الطالبي العلمي، سيفوز بسهولة، حيث يبلغ عدد نواب الأغلبية 213 برلمانيا (العدالة والتنمية 106، الأحرار 54، الحركة 33، وفريق التقدم الديموقراطي 20) من أصل 395، الذين يشكلون أعضاء البرلمان، فيما يبلغ عدد نواب المعارضة مجتمعين 170 برلمانيا (الاستقلال 60، البام 47، الاتحاد الاشتراكي 38، والاتحاد الدستوري 23). أي أن الفرق بين نواب الأغلبية والمعارضة هو 43 مقعدا. في حين أن مجموع مقاعد المجموعات النيابية الصغيرة لا يتعدى 12 مقعدا (تحالف الوسط5، مجموعة الحزب العمالي 4، ومجموعة المستقبل3). وحتى لو افترضنا أن المجموعات النيابية ستصوت لصالح المرشح الوحيد للمعارضة، فإن هذا لن يغير من النتيجة شيئا، حيث سيبقى الفرق هو 31 صوتا، علما أن مجموعة المستقبل التي يتزعمها ميلود الشعبي، دأبت على التصويت لصالح الأغلبية الحكومية. لكن عوامل أخرى قد تؤثر على عملية التصويت، وقد تخدم مصالح غلاب، ومن ورائه حزب الاستقلال، وهي في حالة ترشح مصطفى المنصوري، الرئيس السابق لمجلس النواب، الذي احتج على انفراد صلاح الدين مزوار رئيس الحزب، باختيار الطالبي العلمي وفرضه على الأغلبية. وفي هذا الإطار، تجري بعض قيادات حزب الاستقلال (خاصة نورالدين مضيان رئيس الفريق) اتصالات مع المنصوري لإقناعه بالترشح، بحيث يكون بمثابة أرنب سباق لغلاب. وتشير مصادر إلى أن الرهان يجري على بعض برلمانيي حزب الأحرار المتعاطفين مع المنصوري، والمتحفظين على الطالبي العلمي الذين قد يصوتون عقابا لمزوار لصالح المنصوري، مما يؤدي إلى تشتت أصوات أحزاب الأغلبية، ويستفيد من ذلك غلاب. أما بخصوص برلمانيي البيجيدي، فيقول مسؤول في الفريق إن «مجموع النواب ال106 سيصوتون على العلمي). ولكسب هذا الرهان سيكون على غلاب أن يكسب أولا، ثقة جميع أحزاب المعارضة، وهي مهمة ليست بالسهلة، خاصة بالنسبة إلى الفريق الاشتراكي الذي يقوده أحمد الزايدي، والذي قال ل»أخبار اليوم»، إنه لا يعلم بنية غلاب الترشح، نافيا أن يكون الأخير اتصل به لدعمه، علما أن الزايدي وتياره يتحفظون على تقارب الكاتب الأول إدريس لشكر مع حميد شباط زعيم حزب الاستقلال.