يتعلق الأمر بالقصر الإيطالي "فيلا سيرطوسا" و الذي اكتسب شهرته ،ليس بسبب هندسته أو لتواجده في موقع جغرافي متميز أو لطابعه التاريخي . لا هذا ولا ذاك. بكل بساطة، لأن الإقامة الفاخرة المعنية ، شهدت على مغامرات رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني مع الجنس اللطيف من مختلف الجنسيات . المشتري المقبل إذن اسمه تميم بن حمد آل ثاني، الذي خلف والده حمد بن خليفة آل ثاني في ظروف غامضة على رأس الحكم في قطر، قبل بضعة أشهر. لا يهمنا في الخبر موقع ولا ثمن القصر الإيطالي ،بقدر ما نتساءل عما إذا كان الأمير القطري يبحث عن موطن يلجأ إليه،و هو ما زال في ريعان الشباب، وعن خلوة وعزلة يتأمل فيها مصير دولته قطر التي أصبحت تعاني من العزلة الإقليمية ، في انتظار عزلة أعم و أشمل قد تطالها عبر الوطن العربي بأكمله، و قد يضيق الخناق عليها على المستوى الدولي ، وذلك بعد أن ركبت الدوحة رأسها، و ناصبت العداء للجيران، و انكب أمراء قطر على تصدير التيارات الإجرامية في مختلف الربوع، و أسبغوا عليهاالرعاية المتواصلة،ووفروا لها المواكبة المسلحة،مثلهم في ذلك مثل شركة تضمن لزبنائها "الخدمة بعد البيع". زبناء الدوحة كثيرون و يتوالدون و يتناسلون من رحم الإرهاب والإجرام : الإخوان المسلمون –النصرة – الحوثيون- داعش – حزب الله - حماس ، و اللائحة قد تطول. أما البيع فيتجسد في مشروع إقامة امبراطورية للخلافة الإسلامية التي لا تحمل من الإسلام سوى الإسم ، و إنما الهدف الحقيقي استكمال ما بدأه في الأحقاب البعيدة التتار و المغول و استكمله في العصور الحديثة الأحفاد الأمريكيون والإسرائيليون و أذنابهم من بعض العرب المتواطئين، خاصة من ذوي القرار في الدوحة ، و الهدف :تخريب مجد الأمة الإسلامية والعربية ، وإحلال أنظمة فوضوية منقطعة الجذور عن الشعوب . و لذلك رأينا كيف أن الشعب المصري تخلص بسرعة من حكم الإخوان، بعد تجربتهم الباهتة في قيادة الدولة. لأن رصيدهم ينحصر في الخطاب الديني المزيف و الوعد السماوي الروحي دون الإنخراط في الإهتمامات الحقيقة و الواقعية للمشاكل الإقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب، أو طرح بدائل لتقويم الأوضاع و إصلاح الظروف المعيشية للمواطنين . فالأجندة الإخوانية التي تحركها الأصابع القطرية والأمريكية والإسرائيلية ،لا يهمها سوى الكلام ثم الكلام و الخزعبلات الإسلاموية ، ولكنها لا تتوانى في التكشير عن وجهها الإرهابي البشع، حينما تنتفض الجماهير و تحاول التصدي لسمومها . و هذا ما لاحظناه حينما طرد الشعب المصري محمد مرسي من على كرسي الرئاسة، فاشتد حنق الإخوان، و أشعلوها حربا إجرامية على النفوس البريئة، وخربوا المنشآت ،و عاثوا في الأرض فسادا . لذلك كان من حق القضاء أن ينزل أشد العقاب بالمتورطين في أحداث القتل و الإرهاب. و لو كانت هناك عقوبة أشد من الإعدام، لصفق لها الشعب المصري و كل الشعوب المناهضة للإرهاب.