العمال في قطر عبيد الى اشعار آخر: لكن هل قطر ما تزال فعلا دولة عربية؟ في شوارع الدوحة يكفي أن تسمع محادثات الناس لتشك في ذلك: يتكلمون الانجليزية والهندية والتاميلية واللهجات الآسيوية المختلفة، والأطفال القطريين يتقنون اللهجات الفلبينية المختلفة، واللغة الانجليزية أكثر من لغة القرآن، لأن مربياتهم يستقدمن بالطبع من هذه الدول الأسيوية، رغم أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد فإنها لغة ثانوية في المعيش اليومي، قطر هي الدولة الخليجية الأولى من حيث عدد المهاجرين ففيها مليون و46 ألف نسمة في سنة 2010 يبلغ عدد القطريين البدون 180000 نسمة مقابل حوالي مليون ونصف من العربوالأجانب، وخاصة القادمين من الهند وباكستان وسريلانكا وبنغلادش والنيبال والفلبين والصين، فبعرق هؤلاء الأجانب تبني قطر مجدها المعماري ومعجزتها الحضارية والاقتصادية. هؤلاء الأجانب يستقدمون إلى قطر عن طريق وكالات متخصصة في بلدانهم عن طريق عقود عمل ويدفع الراغبون في العمل الآلاف الدولارات كرشوة للوسطاء معتقدين انهم بذهابهم إلى العمل في قطر فهم سيدخلون جنة ارضية يعيلون من خلالها أسرهم وذويهم، لكن سرعان ما يتبخر الحلم في أول وهلة وأول خطوة ، عندما يكتشفون بأن الأجرة المتفق عليها في العقود لا تحترم بتاتا، فإذا كان العقد مثلا يشير إلىأجرة 1000 ريال ففي الواقع فالأجرة لا تتجاوز 700 ريال، والتبريرات المعطاة عند الاستفسار عن الأسباب هي تغطية نفقات السكن والتغذية والتنقل وأوراق الإقامة، عند الاحتجاج تبقى المساطر القضائية بطيئة وغير منصفة والثقافة القضائية غير منتشرة في قطر، الحلم بالهجرة والعمل يتبخر عندما يفرض على العمال المهاجرين نظام الكفالة، وهو نظام معمول به في جميع البلدان الخليجية، وبمقتضاه يجب على كل راغب في العمل في هذه الدولة أن يتوفر على أحد الأشخاص ذوي المواطنة الكاملة الذي يكفله ويضمنه ويحتضنه في كل مناحي الحياة، فهو بصيغة أدق عبد مملوك، فحين يريد شراء سيارة أو الزواج أو الطلاق أو حتى شراء رقم هاتفي أو تغيير العمل كل ذلك لا بد من موافقة السيد الكفيل. إذا أراد مغادرة البلاد بصفة مؤقتة أو نهائية لا بد أن يطلب العامل المهاجر موافقة الكفيل لا يملك المهاجر المسكين إلا الخضوع المطلق لمزاجية أرباب العمل، عند وصول المهاجرين إلى البلاد يخضعون لفحوصات طبية تتضمن الكشف عن السيدا والأمراض الصدرية وأخذ البصمات، وتجمع كل المعطيات في سجلات أمنية خاصة. بعض الدولالخليجية بدأت في تخفيف إجراءات نظام الكفيل بعد التقارير الدولية لمنظمات حقوق الإنسان الدولية التي انتقدت هذه المعاملات القروسطية للمهاجرين ومن هذه المنظمات هيومان واتش رايت (HRW) ومنظمة العمل الدولية (OIT) التي تصنف العمل ضمن العمل القسري والشاق وتطالب دولة قطر بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وبحقوق المهاجرين، تحت ضغط الخارج ستكون قطر ملزمة بتكييف قوانينها مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، خصوصا فيما يتعلق بحقوق العمال حيث أن احتضانها لكأس العالم 2022 سيجعلها تحت أنظار المجتمع الدولي. فتاريخيا لم يتخلى القطريون عن نظام الرق سوى سنة 1950 حينما تم منعه قانونيا، لكن بعض ممارساته ما تزال قاعدة لدى العائلات الكبرى التي تستقدم الخدم من بعض الدول الإفريقية الفقيرة وتعاملهم معاملة العبيد . بصفة عامة ظروف العمال المهاجرين في قطر سيئة للغاية،: الاستغلال المفرط في ظروف مناخية صعبة، التمييز في الأجور، تعدد حوادث الشغل وغياب مساطر قضائية يلتجئ إليها العمال المتضررون العمالة في قطر نقطة سوداء في السجل القطري تعيق تحقيق ما تصبوا إليه القيادة القطرية من انخراط في المنظومة الدولية بكل قواعدها واكراهاتها. في قطر ممنوع تشكيل النقابات، والحد الأدنى للأجور غير موجود والعاملات الآسيويات البالغ عددهن 40000 امرأة لا يتلقين أكثر من 250 دولارا شهريا. القانون القطري يسمح للمشغل أن يقتطع من أجرة المستخدمين عندما يرى غياب الانضباط في العمل مما يفتح المجال للإبتزاز والاستغلال البشع للعمال الذين يحشرون في أحياء خاصة على شكل أحياء صفيحية في ضواحي الدوحة. قطر واسرائيل: سمن على عسل : سامي رافيل (SAMMY RAVEL) دبلوماسي اسرائيلي يتذكر أنه عندما برمجت زيارة شيمون بيريز إلى قطر، وقع إشكال تقني فني يتعلق بعدم توفر السلطات القطرية على نشيد اسرائيل مما اضطر معه القطريون إلى الانتظار حتى وصوله من تل أبيب، كان ذلك سنة 1996 حيث كانت معظم الدول العربية تقطع علاقاتها مع الدولة العبرية. بعد عمان والمغرب وتونس، قبلت الدولة القطرية فتح تمثيل دبلوماسي لديها، والذي اشرف على إدارته سامي رافيل بين سنة 1996 و1999 ، وهذه الخطوة هي ثمرة اللقاءات السرية التي جمعت البلدين بواسطة أمريكية، اللقاءات السرية بدأت بلقاء شيمون بيريز والسفير القطري في الأممالمتحدة بنيويورك في شتنبر 1993 على هامش توقيع اتفاقيات أوسلو بين إسحاق رابين وياسر عرفات. وتواصلت اللقاءات بإشراف وتدبير رئيس الديبلوماسية القطرية حمد بن جاسم بشكل متقطع ومحتشم، خصوصا في عهد الشيخ خليفة الذي لم يرغب أبدا في إزعاج جيرانه وأصدقائه السعوديين الذين ينظرون بعين الريبة والانزعاج للتقارب القطري الإسرائيلي، لكن ورغم العمليات المضادة للاسرائيل التي قامت بها الفصائل الإسلامية الفلسطينية من حماس وجهاد إسلامي والرد الإسرائيلي عليها والغليان الكبير الذي صاحب ذلك في الشارع الخليجيوالإسلامي عموما، إلا أن ذلك لم يمنع الشيخ جاسم وزير الخارجية وأخ الشيخة موزة زوجة الشيخ حمد وسفير قطر في الولاياتالمتحدةالأمريكية خالد المسند من عقد لقاءات سرية مع الإسرائيليين باسبانيا والتي من خلالها ابلغ الشيخ حمد بن جاسم الإسرائيليين بانقلاب الشيخ حمد على والده سنة 1995.. شهور بعد ذلك سيحضر أحد أفراد عائلة آل ثاني مراسيم جنازة إسحاق رابين المغتال من طرف متطرف يهودي، أطفال وأبناء آل ثاني يذهبون بعد ذلك للعلاج سريا في المستشفيات الإسرائيلية المتخصصة، وخاصة في مستشفى هدسا HADASSA بالقدس، وتوطدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين قطر وإسرائيل في مجال الطاقة والايرنوتيك والسياحة مع الخطوط الجوية القطرية ووصلت معاملات بعض الشركات الإسرائيلية والقطرية إلى أكثر من 5 مليار دولار. في إطار دعم الشراكة الاقتصادية والسياسية بين البلدين تدخلت الشركات الكبرى الأمريكية ومنها ENRON المرتبطة مع اللوبي الإسرائيلي في واشنطن لربط العلاقة بين حمد بن جاسم والإسرائيليين من أجل ربط أنابيب الغاز إلى حيفا حيث سيبنى هناك مصنع لإعادة صنع الغاز السائل ونقله إلى أوربا. بعد انتخاب بنيامين نتنياهو في يونيو 1996 تواصلت العلاقات الإسرائيلية القطرية لكن بشكل أكثر خفوتا ، ولكن القائم بأعمال إسرائيل في الدوحة سامي رافيل يواصل عمله رغم الضغوطات الإعلامية التي بدأت تطالب برحيله وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي، و رغم استمرار التحريض الإعلاميضد إسرائيل خصوصا مع بدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية بداية سنة 2000 ورغم بدأ قناة الجزيرة نقل صور النشطاء الفلسطينيين الذين سقطوا بنيران الإسرائيليين، و رغم تصاعد الضغط الإعلامي والسياسي ضد حكومة قطر من أجل قطع العلاقات مع إسرائيل وإغلاق مكاتب التمثيل الدبلوماسي كما فعلت المغرب وتونسوعمان، قطر لم تغلق الباب أبدا أمام إسرائيل بل واصلت علاقاتها على جميع الأصعدة مع إسرائيل رغم العدوان الإسرائيليعلى قطاع غزة في دجنبر 2008 ويناير 2009، لم يؤثر ذلك قط على العلاقة بين البلدين. سياسة قطر الخارجية يترجمها شيخ قطر في استجواب له مع صحيفة FINANCIAL TIMES ليوم 24 أكتوبر 2010 عند ما قال : " سياستنا هي أن نكون أصدقاء للجميع، نحن نبحث عن السلام، هذا لا يعني أنه عندما يتصارع طرفان يجب بالضرورة أن ننحاز إلى أحدهما، بل نحن سنتحاور ونرتبط بهما معا. هذا البحث عن الحوار يهدف إلى ابعاد قطر عن الصراعات والنزاعات المكلفة لها سياسيا، فقطر رغم كل المشاكل والخلافات فهي تحتفظ بعلاقات مع إيران وحزب الله اللبناني وحماس وطالبان وحركة شباب الصومال، ولها علاقات كذلك مع أعداء هذه الدول: الولاياتالمتحدة، وإسرائيل وأفغانستان... سنة 2011 فتحت قطر مكتب لحركة طالبان بالدوحة باتفاق أمريكي من اجل تسهيل التواصل بين الأمريكيين والحركة. سنة 2012 : قامت الدبلوماسية القطرية في الكواليس بإقناع مبعوث وممثل حركة الشورى الباكستانية بكويتا وهي حركة راديكالية للحضور إلى مؤتمر المصالحة الأفغانية بشانيلي قرب باريس. قطر تعمل كذلك سياسة فريدة تعتمد على احتضان كل المتناقضات، فهي تحتضن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والصديق الشخصي للشيخ حمد بن خليفة أمير قطر، وتحتضن الدبلوماسيين العراقيين السابقين في عهد صدام حسين الذين أصبحوا يزاولون التدريس بالجامعة القطرية كناجي صبري ورياض القيسي وعامر السعدي المستشار السابق للرئيس العراقي السابق صدام حسين، والذي أصبح في ما بعد مستشارا للشيخة موزة، وتحتضن قطر كذلك ساجدة أرملة صدام حسين التي تعيش مع بناتها في إقامة بالدوحة وتحتضن الدوحة كذلك في المقابل الاسرائيليين والقواعد الامريكية ... يضاف إلى قائمة الضيوف : الإسلامي الجزائري عباسي مدني والرئيس السابق للمخابرات الليبية موسا كوسا وصهر الرئيس بن علي صخر المطري والذي رحلته قطر خريف 2012 قبل زيارة الرئيس منصف المرزوقي للدوحة، كما كانت الدوحة منفى للرئيس الشيشاني السابق LAMDARBIEV ZELINKHAN الذي اغتالته الأجهزة الاستخباراتية الروسية سنة 2004 عند تفجير سيارته بعبوة ناسفة عند عودته من صلاة الجمعة. دبلوماسية الشيكات البنكية : تستخدم السلطات القطرية ضيوفها للأجندات المحلية والإقليمية والدولية، فعندما أراد الأمير حمد بن خليفة فرض تصويت النساء في الانتخابات ضدإرادة المحافظين في المجتمع القطري انتدب لهذه المهمة الشيخ يوسف القرضاوي للقيام بخطب في المساجد لصالح هذا القرار، وللشيخ يوسف القرضاوي مكانة خاصة لدى الرأي العام القطري، وهو الذي نفي من وطنه مصر منذ سنة 1961، ويلقي أسبوعيا تقريبا وخلال ساعة كاملة دروس ومواعظ خلال برنامجه الشهير في الجزيرة : الشريعة والحياة ، وهو برنامج يحظى بمتابعة كبيرة في العالمين العربي والإسلامي، كما أن القرضاوي يحظى بالعلاقات القوية مع الحركات الإسلامية بالعالم الإسلامي، وتستغل قطر هذه الميزة لتقريب هذه الحركات إليها درءا للحركات المتطرفة من جهة ، وتأثيرا على الدول الأخرى عن طريق الحركات الإسلامية داخلها، فعندما تسوء علاقة قطر مع دولة ما فالحركات الإسلامية يتم تحريكها والتأثير فيها، والأمثلة كثيرة في الجزائر والأردن وليبيا ،السياسة الخارجية القطرية تعتمد على التدخل في النزاعات الإقليمية فهي ترعى المصالحة الفلسطينية بين إسماعيل هنية وأبو مازن، وتستعمل الدوحة علاقاتها مع إسرائيل من أجل تكسير الحصار الجوي المفروض على لبنان بعد حرب 2006 مع حزب الله، كما ساهمت قطر فيإعمار الضاحية الجنوبية المدمرة من قبل الإسرائيليين خلال حرب تموز 2006. في مجلس الأمن صوتت قطر ضد المرشح الاردني لخلافة كوفي عنان، ولكن العلاقات الأردنية القطرية كانت تمر آنذاك بمرحلة فتور كما كانت قطر الدولة الوحيدة التي لم تصوت على توصية اممية ضد الملف النووي الإيراني عندما كانت عضوا في مجلس الأمن ضمن الأعضاء الغير الدائمين، وتلك رسالة تهدئة وخوف في نفس الوقت من العقاب الإيراني رغم أن العلاقات القطرية الإيرانية غير مستقرة بفعل النزاع بينهما على استقلال جزر نفطية يدعي كل طرف أحقيته في استغلالها. سنة 2008 : اتنزعت قطر من الفرقاء السياسيين اللبنانيين اتفاقية مصالحة والمقابل هو تحريك الدبلوماسية المالية والمصالح. في السودان واريتريا عملت قطر على التقريب بين الفرقاء وساهمت مساعدات قطر للرئيس الاريتري أسياس افور في تليين مواقف بلاده، لكن الدبلوماسية المالية لا تنفع دائما بل أحيانا كثيرة لها سلبيات كثيرة ففي الحالة اليمنية فشلت هذه الدبلوماسية فشلا ذريعا. ففي سنة 2008 وكذا سنة 2010 أعطى القطريون أموالا طائلة للحوثيين من اجل حثهم على مواصلة المفاوضات مع عبد الله صالح، لكن الحوتيين حصلوا على الأموال واشتروا بها السلاح، وتفوقوا على جيش صنعاء وعلى الجيش السعودي المساند لها آنذاك، فقط فهمت الدوحة بأن المال وحده لا يكفي لتحقيق النصر الدبلوماسي بل القوة العسكرية والمال متلازمان من اجل تحقيق الأهداف الدبلوماسية. قطر في الحرب : سنة 2011 : تغيرت قطر تماما، مع الحصول على شرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 و المشاركة في الحرب على ليبيا شكلت منعطفا جديدا على صعيد الدبلوماسية القطرية، لأول مرة تدخل قطر حربا خارج حدودها، أعطت المال ووفرت السلاح للثوار الليبيين بعدما دربتهم، بذلك تكون قطر قد وضعت رجلا في نادي الكبار إلى جانب حلفائها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا الذين خلعوا العقيد القذافي من الحكم بعد حكم دام 42 سنة قهر فيه شعبه وعاث في خيرات ليبيا فسادا ونهبا، هو وحاشيته. فكيف دخلت قطر في دوامة الحرب الليبية؟ عندما بدأت الاحتجاجات الأولى في فبراير 2011، اعتمدت قطر خطابا منخفض النبرة في الاجتماع الأول للجامعة العربية المخصص لمناقشة تطوراتالأوضاع الليبية. كان عمرو موسى أول من طالب بمحاكمة القذافي في الاجتماع الذي ترأسه قيسي العزاوي العراقي الذي تترأس بلاده الدورة 134 لجامعة الدول العربية التي يوجد مقرها بالقاهرة في 22 فبراير 2011. كانت هذه التصريحات المنددة بالمذابح التي ارتكبها الجيش الليبي تتزامن مع التصريحات التي أطلقهاالقذافي وأبنائه التي تصف الليبيين بالجرذان، رغم التصريحات القوية لعمرو موسى بقيت السعودية وقطر متحفظة عند التصويت على مقرر الجامعة العربية، أعطى عمرو موسى الكلمة لممثل مصر ثم لممثل تونس اللذين أدانا بأشد العبارات الجرائم المرتكبة منن طرف كتائب القذافي. فيما السعودية وقطر التزمتا الصمت رغم تصويتهما الايجابي لصالح التوصية التي أدانت جرائم القذافي وأعطته مهلة أيام لتوقيف العنف والقتال في حق الشعب الليبي أو طرده من الجامعة العربية. عند سقوط العقيد الليبي، بدأ القطريون يأخذون مبادرات داخل جامعة الدول العربية مدعومين بست دول أعضاء مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الأردن والمغرب وثلاث دول فقيرة دجيبوتي والصومال وجزر القمر في المجموع الدوحة تتوفر على 11 صوتا على 22 صوت داخل الجامعة، لكن اختلافات سعودية وقطرية طفت على السطح عندما دعمت قطر زعيم المتمردين عبد الحكيم بلحاج جهادي قاتل فيأفغانستان وهو أمير الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا تم توقيفه من طرف المخابرات الأمريكية سنة 2033 في ماليزيا واستجوب وعذب في بانكوكقبل أن يتم تسليمه إلى مخابرات القذافي سنة 2004 ، وبقي معتقلا إلى حدود سنة 2009 تاريخ الهدنة المعلنة بين ليبيا بقيادة سيف الإسلام والجماعةالإسلامية المقاتلة. قطر كانت أول بلد عربي يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي ، وقدمت توصية إلى مجلس الأمن الدولي بناء على توصية مجلس الجامعة العربية والتي تمخضت عن إقرار منطقة حظر جوي للدفاع عن المدنيين والسماح بضرب أهداف عسكرية تابعة لكتائب القذافي . بداية ابريل عرف تدفق السلاح القطري على المقاتلين الليبيين أكثر من 20 ألف طن قطعة سلاح قطري ودعم أمريكي وفرنسي وبريطاني ومن الإمارات العربية المتحدة، في البداية أعطى القطريون المال مباشرة للثوار وتوالت الاجتماعات العسكرية التنسيقية بين الحلفاء المشاركين في الحرب على ليبيا ويمثل قطر الجنرال القطري القوي حمد العطية.إلى غاية 22 غشت تاريخ سقوط طرابلس وباب العزيزية تحديدا، بثت قناة الجزيرة صور18 طائرة تنقل الأسلحة والراجمات RPGوسيارات عسكرية للثوار الليبيين. 6 من 12 طائرات ميراج 2000 القطرية شاركت في العمليات إلى جانب الناتو ، والطيارون القطريون شاركوا في أول حرب لهم كما شاركت قطر بالقوات الخاصة على الأرض التي قدمت الدعم المالي واللوجيستيكي للثوار في جبل نفوسة وبنغازي والزنتان وفيما بعد بطرابلس بتنسيق مع المخابرات الفرنسية والبريطانية العاملة بليبيا. لكن الدعم القطري لم يذهب إلى المجلس الوطني الانتقالي المعترف به من طرف الأسرة الدولية بل ذهب الدعم مباشرةإلى الثوار الإسلاميين أنصار بلحاج ، وفي الكواليس لعب الإسلامي علي الصلابي المقرب كثيرا من قطر دورا مهما في إيصال الأموال والأسلحةوالخطط الحربية للثوار الإسلاميين ضد كتائب العقيد القذافي. لكن المساعدات القطرية لفصيل المقاتلين الإسلاميين الليبيين فقط أثارت مشاكل كبيرة بين الثوار أنفسهم وخاصة الموالين للمجلس الوطني الانتقالي الذي اشتكى من تهميشه من طرف قطر مقابل تسليح الثوار المتطرفين والوهابيين على وجه الخصوص، كما عبرت واشنطن وباريس عن امتعاضهم من الدور الغامض الذي تلعبه قطر ومساعدتها لفصيل المتطرفين على حساب نواة الحكومة المقبلة بقيادة جبريل أي المجلس الانتقالي، لذلك عند زيارة ساركوزي ودافيد كاميرون لبنغازي لتخليد ذكرى الانتصار لم يستدع الشيخ حمد، مما أقلق قطر وأميرها. عند مقتل القذافي سارعت قطر إلى عرقلة جهود تشكيل نواة حكومية تضم بعض المحسوبين على الغرب كمصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل ، وشنت قطر عبر قناة الجزيرة حملة شعواء ضد المجلس الانتقالي الليبي ومحمود جبريل. استفادت قطر من هذه الحرب على ليبيا العديد من المكاسب السياسية والإعلامية فمن جهة دربت قواتها المسلحة في هذه الحرب وخاصة القوة الجوية والفرق الخاصة التي احتكت بقوات الناتو، ومن جهة أكسبت هذه الحرب موقعا قويا لقطر في السياسة الداخلية الليبية حيث تكلف الشيخ تميم عندما كان وليا للعهد بمهمة التنسيق والتشاور مع القبائل الليبية المختلفة وربط معها علاقات واسعة، فكانت تمرينا دبلوماسيا ناجحا للشيخ تميم بن حمد. سوريا من الحب إلى الكراهية : في خضم الأزمة الليبية عملت الدبلوماسية القطرية بنشاط وحيوية في الأزمة السورية واتخذت مواقف واضحة ضد نظام بشار الأسد الذي يقمع ويضطهد شعبه منذ مارس 2011 ، فبعدما اكتسبت قطر موقعا متميزا في نادي الكبار بعد الأزمة الليبية، سعت إلى نفس الدور في الأزمة السورية. قطر كانت علاقاتها مع بشار الأسد ممتازة وقوية ومنها ماهو مؤسساتي وحتى عائلي، مستفيدة من التوثر الحاصل في العلاقات السورية- السعودية بعد اتهام السعودية لبشار الأسد باغتيال رفيق الحريري في فبراير 2005. في صيف 2006 دعمت قطر حزب الله في حربه ضد إسرائيل في الوقت الذي التزم فيه العالم السني موقف المتفرج نظرا لخوفه من التوغل الشيعي المتنامي في المنطقة، بعد وقف إطلاق النار، كان الشيخ حمد أول رئيس دولة عربية يقوم بزيارة إلى بيروت محملا بملايين الدولارات من اجل إعادة اعمار جنوب لبنان والضاحية الجنوبية على وجه الخصوص التي دمرها سلاح الجوالإسرائيلي وقد استقبل الامير حمد استقبال الابطال حيث من بئر العابد إلى النبطية ترفرف اللافتات التي كتب عليها " شكرا قطر ". موازاة مع دعم الدوحة للسياسة السورية في لبنان، تواصلت اللقاءات العائلية من طرف السيدة أسماء الأسد والشيخة موزة، وكانت زوجة الرئيس السوري الوحيدة من زوجة الرؤساء العرب التي تم دعوتها لزواج الأميرة هند بنت الشيخ حمد من زوجته موزة. كما توطدت العلاقات المالية والاقتصادية بين العائلتين الحاكمتين في سوريا وقطر. مولت الدوحة دراسات بناء الطرق السيارة التي تربط شرق وغرب وشمال وجنوب سوريا. قطر ديار الذراع المسلح للاستثمارات العقارية القطرية بالخارج ، أرسلت إلى دمشق لبناء مركز تجاري بمساحة 40000 متر مربع مثيل المركز الذي بناه رفيق الحريري بوسط بيروت منتصف الثمانينيات، مركز تجاري آخر كان مبرمجا في حمص وسط سوريا، لكن بناءه يتطلب تدمير جزء من وسط المدينة وأعطت دمشق للدوحة كل الخرائط الضرورية لذلك ومنها خرائط الأنفاق العسكرية، والتي ربما تكون قطر اليوم قد أعطتها للمقاتلين من الجيش السوري الحر. دمشق ، حلب ، تدمر كلها مدن تراثية تستأثر باهتمام عائلة آل ثاني، والأمير بنى قصرا صغيرا في ضواحي دمشق على طريق بيروت، كذلك فعل الشيخ جاسم والشيخة موزة من