الحلم القطري بالتنظيم الفعلي للأطوار النهائية لكأس العالم لكرة القدم لسنة 2022 قد يتبخر و يصبح في خبر كان. فبالإضافة إلى تناسل حكايات الرشاوى التي قدمها المسؤولون القطريون، بغية نيل حظوة المونديال على الأرض القطرية، و احتجاجات الإتحاد النقابي العالمي على ظروف العمل المزرية للعمال الأسيويين المنشغلين ببناء المركبات الرياضية، و تزامن تنظيم الملتقى الرياضي مع حرارة صيف مفرطة في دول الخليج، كل هاته العوامل مجتمعة، تنضاف إليها مخاوف الدول الغربية، التي أصبحت تفرض نفسها بإلحاح، بشأن احتمالات استغلال مجموعات إرهابية لهاته التظاهرة، والقيام بعمليات تخريبية، وتنفيذ هجومات على الفرق المشاركة، والتي لن تستثني الشخصيات ذات الصيت العالمي المتوقع حضورها في المونديال. و معلوم أن الجماعات الإجرامية الأصولية تفضل شن عملياتها في أوقات معينة و مناطق حساسة تستقطب الإهتمام الدولي، حتى يكون لها وقع مدوي في سائر أنحاء المعمور، و يكسب تلك الجماعات شهرة في الأوساط الإسلاموية و التيارات المتطرفة ،ومن تبعها بشرور و آثام. لذلك لن تجد هاته الجماعات فرصة أحسن - أو على الأصح أشر - من هذا المحفل الرياضي الدولي الذي يجر إليه كل الأنظار، و لا تنحصر متابعته فقط من طرف المتتبعين للشأن الرياضي ،و إنما أيضا و خصوصا ،من قبل الأوساط السياسية، اعتبارا لكون تلك التظاهرة العالمية تحولت إلى بريستيج سياسي يرصع جبين الانظمة التي ترعاه. و مما يضاعف من تخوفات الدول الغربية على الخصوص من احتمالات تزامن المونديال مع العمليات الإرهابية، هو أن الدوحة اختارت أن تتحول إلى مرتع و مشتل لاستضافة أو تفريخ عدد لا متناه من جماعات الجهاد المزعوم و النعرة الإسلاموية، التي تمثل امتدادات و فروعا لتنظيمات إرهابية عالمية نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر : جماعة الإخوان المسلمين، جبهة النصرة ،داعش، حزب الله حماس ،و الأئحة طويلة، ولكن قاسمها المشترك ،خلق فوضى عارمة في الوطن العربي و الربوع الإسلامية ،عن طريق القتل و التخريب و الدمار الفكري والمادي. كما أن التطورات السياسية الأخيرة في الخليج و المتمثلة في سحب السعودية و الإمارات و البحرين لسفرائها من الدوحة، ستلقي حتما بظلالها على كأس العالم الكروية، و تصبح مؤشرا من بين مؤشرات عديدة على تضاؤل احتمالات استضافة قطر للمونديال في 2022.