أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "موسكو لا ترى مأساة في العقوبات الأميركية والأوروبية ضدها، لكنها في الوقت ذاته لا تنظر إليها بلا مبالاة". وأضاف: "إنهم يحاولون جعل هذه العقوبات وكأنها ضد شخص معين لتكون أكثر أيلاماً"، مشيراً إلى أن "هذا أمر لا يسعدنا، لكننا أيضاً لا نشعر بألم". وقال: "لقد مررنا بما هو أصعب من ذلك"، مؤكداً أن "العقوبات طريق مسدود". واعتبر أن "زملاءنا الغربيين حاولوا على مدى أعوام خلق ظروف ل'انتزاع' أوكرانيا من روسيا، وأدركوا أنهم على غير حق وارتكبوا خطأ بتبنيهم تصرفات تقوض جميع الاتفاقيات التي تم التوصّل إليها عقب انهيار الاتحاد السوفيتي". واعتبر لافروف أن "ما برز في الأحداث الأوكرانية رغبة جامحة لجذب أوكرانيا الى المدار الغربي، من دون الاهتمام لمصالح أوكرانيا الاقتصادية والثقافية والقومية المتعددة"، مشيراً إلى أن "وراء هذا السعي رغبة لئلا تكون أوكرانيا مع روسيا". ولفت لافروف في هذا الشأن إلى ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن روسيا، وهو أنها "دولة عظمى إقليمية ولكل شيء ثمن"، واضاف: "نحن لم ندفع حياة أي إنسان ثمناً عندما أبدى شعب القرم رغبته القانونية، بينما الثمن الذي دفعه الأميركيون مقابل لعبتهم يقاس بحياة الآلاف من البشر في العراق وأفغانستان وليبيا ويوغسلافيا". وأشار لافروف الى أنه "الى جانب العقوبات التي أعلن عنها، ثمة إجراءات تثير الدهشة، عندما ترفض وزارات الخارجية في بلدان الإتحاد الأوروبي اللقاءات مع الدبلوماسيين الروس هناك"، مضيفاً أن وزارة الخارجية الأميركية والإتحاد الأوروبي أعطت تعليمات لديبلوماسييها العاملين في موسكو "كي لا يحضروا الفعاليات التي سيحضرها أشخاص من قائمة العقوبات". وشدد لافروف على أن القيادة الروسية لم تفكر بردّة فعل الدول الغربية عندما انضمت شبه جزيرة القرم الى قوام روسيا، وقال "لم يكن لدينا خيار آخر".