بمناسبة السنة الجديدة.. الحكومة "تهدي" أجراء النشاطات الفلاحية وغير الفلاحية زيادة في الأجور    سيارات اجرة تطارد سيارة "تطبيقات" بطريقة هوليودية بالرباط (فيديو)    الأيام التواصلية الجهوية لمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني تحط الرحال بالرباط    الخطوط الأذربيجانية تعل ق رحلاتها إلى سبع مدن روسية بعد حادث تحطم الطائرة    "جبهة دعم فلسطين": احتجاجات مناهضي التطبيع تتعرض لتجريم عملي وإدانة 13 ناشطا بسلا "سياسية"    الجولة 16 من الدوري الاحترافي الأول .. الرجاء يرحل إلى بركان بحثا عن مسكن لآلامه والجيش الملكي ينتظر الهدية    نهضة بركان يطرح تذاكر مباراته ضد الرجاء    بورصة البيضاء تغلق التداولات بالأحمر    وفاة الرئيس التاريخي لمجموعة "سوزوكي" أوسامو سوزوكي    منظة تكشف عدد وفيات المهاجرين بين طنجة وإسبانيا خلال 2024    "الاتحاديات" يطالبن بقانون أسرة واضح يحمي القاصرات ويؤكد الخبرة الجينية    الرئيس الألماني يعلن حل البرلمان ويحدد موعدا لإجراء انتخابات مبكرة    بقنبلة زُرعت في وسادته.. إسرائيل تكشف تفصيل عملية اغتيال إسماعيل هنية    رفض دفوع الناصري وبعيوي يثير غضب المحامين والهيئة تستمع للمتهمين    صديقة خديجة الصديقي تعلن العثور على والد هشام    هل يُجدد لقاء لمجرد بهاني شاكر التعاون بينهما؟    بلغ 4082 طنا.. جمعية تشيد بزيادة إنتاج القنب الهندي المقنن    ألمانيا: حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة    فوج جديد من المجندين يؤدي القسم    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    الدرك يحرر 19 محتجزا من ضيعة فلاحية    "أتقداو" تفتتح متجرا جديدا في الخميسات    الحكمة المغربية بشرى كربوبي تحتل الرتبة الخامسة عالميا والأولى إفريقيا    حضور وازن في المهرجان الدولي للسينما و التراث بميدلت    فنانات مغربيات تتفاعلن مع جديد مدونة الأسرة    ما حقيقة اعتزال عامر خان الفن؟    اختتام ناجح للدورة الخامسة لصالون الإلهام الدولي للفن التشكيلي بتارودانت    الوداد البيضاوي يعلن تعيين طلال ناطقا رسميا للفريق    دوري أبطال افريقيا: تحكيم بوروندي لمباراة الجيش الملكي ومانييما أنيون الكونغولي    معارض جزائري ل "رسالة 24 ": الاحتقان الرقمي مقدمة لإمكانية وقوع انفجار اجتماعي في المستقبل وعودة الحراك السياسي إلى الشارع الجزائري    الصين تجهز روبوت لاستكشاف القمر    لقاء تواصلي حول وضعية الفنان والحقوق المجاورة بالناظور    تقرير أمريكي: المغاربة أكثر الشعوب تعايشا وتسامحا في العالم    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    المصادقة على مقترحات تعيين في مناصب عليا    بايتاس: إعداد مدونة الأسرة الجديدة مبني على التوجيهات الملكية والنقاش مستمر في مشروع قانون الإضراب    الجولة 16.. قمة بين نهضة بركان والرجاء والجيش يطمح لتقليص الفارق مع المتصدر    غوارديولا يتحدث عن إمكانية عقد صفقات جديدة في يناير    تراجع أسعار الذهب وسط ترقب المستثمرين للاقتصاد الأمريكي    2024.. عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية بين المغرب وقطر    ارتفاع ليالي المبيت بمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة بالرباط ب 4 في المائة عند متم أكتوبر    التحكيم المغربي يحقق إنجازًا عالميًا.. بشرى الكربوبي بين أفضل 5 حكمات في العالم    طعن مسؤول أمني تونسي خلال عملية إيقاف مطلوب للعدالة بتهم الإرهاب    استهلاك اللحوم الحمراء وعلاقته بمرض السكري النوع الثاني: حقائق جديدة تكشفها دراسة حديثة    وهبي يقدم عرضا في موضوع تفعيل مقترحات مراجعة مدونة الأسرة    مجلس الحكومة يصادق على قائمة الرخص الاستثنائية التي يستفيد منها القضاة    علماء: تغير المناخ يزيد الحرارة الخطيرة ب 41 يومًا في 2024    الحكومة تحدد شروط منح تعويض لمؤطري التكوين المستمر بوزارة التعليم    "ما لم يُروَ في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز".. قصصٌ توثيقية تهتم بالإنسان    الثورة السورية والحكم العطائية..    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسابات الربح والخسارة بين القوى الكبرى
الحرب على الأرض السورية وتبدل موازين القوى
نشر في العلم يوم 02 - 12 - 2013

يزداد عدد المحللين ومسئولي مصادر الرصد الذين يقدرون أن الحرب الدائرة على الأرض السورية تسير في اتجاه مخالف لما توقعه الكثيرون منهم خلال النصف الثاني من سنة 2011 أو بعد ذلك أثر اندلاع الصراع في أرض الشام في مارس من تلك السنة.
يوم الاثنين 5 ديسمبر 2011 صرح وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بعد حضوره تدريبا واسعا للجيش الإسرائيلي على هضبة الجولان المحتلة أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد لم تعد سوى مسألة "أسابيع أو أشهر" وأضاف أن "عائلة الأسد تفقد سلطتها والأسد محكوم بالسقوط. لا اعرف ما إذا كان ذلك سيستغرق بضعة أسابيع أو بضعة أشهر لكن لم يعد هناك أمل لهذه العائلة".
واضاف ان "سقوط الأسد سيشكل ضربة قاسية للمحور المتشدد وسيضعف حزب الله في لبنان" المدعوم من سوريا.
وتابع باراك "لا شك ان عائلة الاسد وبشار الاسد اصبحا في نهاية الطريق. نحن مستعدون ولا اعتقد ان هناك سببا جديا ليستهدفنا الاسد لكن الجيش الاسرائيلي مستعد وقوي لكنني لا اعتقد انه تهديد آني".
واشار باراك إلى المناورات العسكرية التي اختبرت القوات السورية خلالها عدة أنواع من الصواريخ. وقال "نحن في الجولان حيث يسود الهدوء حاليا لكن منذ بضعة أيام وعلى بعد بضع مئات من الكيلومترات إلى الشمال الشرقي شهدنا إطلاق صواريخ من كل الأنواع".
وأضاف "قد نكون شهدنا عرضا جديدا للقوة لكن هذا الحدث يدل على مخاوف ويأس أكثر من ثقة بالنفس".
قبل ذلك بحوالي شهرين وفي أكتوبر 2011 أعلن وزير الدفاع الأمريكي بانيتا بعد مباحثات أجراها مع وزير الدفاع الإسرائيلي باراك أن سقوط النظام السوري بات "مسألة وقت". وقال إن واشنطن وعدة عواصم غربية سبق أن قالت بشكل واضح "إن على الأسد التنحي". وتعهد بانيتا، الذي شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية ال"سي آي إيه" حتى توليه منصبه في يوليو 2011 ، بأن الولايات المتحدة والدول الأخرى ستستمر في الضغط على النظام السوري.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد من جانبه أن سقوط بشار الأسد هو مسألة وقت فقط وكذلك رئيس وزراء بريطانيا كاميرون. السفير البريطاني في دمشق توقع إنهيار النظام السوري وسقوطه خلال أسابيع، مشيرا إلى وجود مؤشرات انهيار بالجيش.
وذكر السفير سيمون كوليس لصحيفة "ذي تايمز" البريطانية "بات النظام مثل شجرة جوفاء من الداخل.. الروح المعنوية للجيش منهارة إضافة لتجاوزه حدود طاقاته. الاقتصاد منهار، والطبقات التي تعمل في التجارة تتخلى سرا عن النظام، كما أن السوريين في كل مكان يعانون من أوضاع بالغة الصعوبة. ووسط هذه الأزمة الإنسانية فإن كلا من روسيا والصين تجدان صعوبة في الدفاع عن نظام لا يمكن الدفاع عنه".
ووصف كوليس النظام السوري بأنه "مثل سد فيه شقوق. ويتصاعد الضغط داخله. والسيناريو المتوقع هو أنه، عندما ينهار فسيحدث ذلك بسرعة شديدة".
وأوضح أن عدد القوات التي يعتمد عليها النظام في تناقص مستمر، ما يجبره على نشر قوات النخبة من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة المدرعة، التي من المفروض أن تظل في الاحتياط، ولكنهم يشعرون بالإرهاق ولا يمكنهم التواجد في كل مكان في وقت واحد، وهم يستطيعون استعادة الأرض لكنهم لا يستطيعون الاحتفاظ بها.
وتحدث عن غضب رجال الأعمال في دمشق وحلب، ممن كانوا يوالون النظام، وقال "حضرت إلي مجموعات من الناس وعبروا سرا عن يأسهم"، مشيرا إلى أن البعض منهم يمول المعارضة، واختتم قائلا : "الكثير من الناس يرون نهاية النظام ولكن لا يريدون أن ينتهوا معه".
العديد من ساسة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرهم أدلوا بتصريحات مشابهة، ولكن الأسابيع والأشهر مرت والحرب على أرض الشام تراوح مكانها دون حسم.
تبدل التوقعات
مع مرور الأشهر الأولى من سنة 2013 تبدلت التوقعات وأخذ الحديث يتركز على ضرورة تقديم دعم عسكري خارجي لفرض الهزيمة على نظام دمشق وإلا فإن الحرب قد تستمر لسنوات مثلما وقع بالنسبة للحرب الأهلية اللبنانية التي دامت أكثر من 16 عاما و 7 أشهر من 13 أبريل 1975 إلى 13 أكتوبر 1990.
يوم السبت 9 نوفمبر 2013 ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن موالين ومعارضين سوريين ومحللين، يطالبون بوضع استراتيجيات جديدة لإنهاء النزاع السوري بناء على ما يعتقدون أنه واقع لا مفر منه، وهو أن الرئيس السوري، بشار الأسد، سيبقى في السلطة، أقله في الوقت الحالي.
وقال راين كروكر، السفير الأمريكي السابق إلى سوريا والعراق وأفغانستان، والعميد الحالي لكلية بوش للخدمات الحكومية والخدمات العامة في جامعة" تكساس ايه اند ام"، "ثمة حس جديد من السريالية مفاده أن على الأسد الرحيل"، غير أنه أشار إلى أن "الأسد لن يرحل". وقال أن "فكرتي التي تسبب الخوف والنفور في واشنطن، هي أننا بحاجة فعلاً إلى بذل جهود إضافية للتحدث مع شخصيات من النظام"، إضافة إلى إجراء اتصالات مباشرة مع المقاتلين والموالين لهم داخل سوريا.
واعتبر كروكر ومحللون آخرون أن المقاربة الحالية التي يتم اعتمادها لا تستقطب أعدادا كبيرة من السوريين الذين أرهقتهم الحرب، والذين خسروا حماسهم للمعارضة والحكومة، و يخشون من أن تتحول سوريا إلى دولة فاشلة.
ونقلت الصحيفة عن سوريين فروا من الحرب إلى غرب بيروت، الأول سورية متزوجة من زعيم في المعارضة، والثاني موالٍ للحكومة، إعرابهما عن الأحاسيس عينها، المتمثلة بحب كبير لبلدهما والرغبة بإنهاء الدمار والقتل، مقترحين تسويات جديدة.
قالت زوجة المعارض "الذي لم تسمه" إن الأسد يمكن أن يبقى في منصبه شرط إصلاح القوى الأمنية، مشيرة إلى أن المقاتلين التابعين لزوجها قد يقبلون ببقاء الأسد في السلطة لفترة محددة، شرط الاستجابة إلى مطالب أخرى لديهم.
وقالت إن هؤلاء هم من بين أكثر المقاتلين واقعية، والتزاما بالتعددية، حيث أنهم قادمون من يبرود، وهي بلدة سورية مختلطة.
وأضافت "الهدف ليس الأسد بل النظام الأمني"، مشيرة إلى أن الائتلاف المعارض في الخارج فقد الإحساس بمعاناة السوريين، وقالت أنه "في حال أرادوا مساعدتنا، عليهم القبول بهذا الحل".
ودعت واشنطن إلى إدارة محادثات ثنائية ودفع الطرفين إلى اتفاقية لبناء الثقة، تقضي بوقف إطلاق النار لمدة شهر، حيث يتوقف المقاتلون في المعارضة عن قصف مواقع حكومية، مقابل إطلاق السجناء السياسيين، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
ومن جهته، اقترح الموالي للحكومة السورية، الذي غالبا ما يتحدث مع مسئولين عسكريين وأمنيين، استبدال الأسد، مع إبقاء القيادة العسكرية والأمنية في مكانها.
وقال إن بعض هؤلاء المسئولين سيكونون منفتحين على مستقبل لا يتضمن الأسد، شرط أن تشمل الحكومة الانتقالية "شخصا قد يقبلون به"، مثل رفعت الأسد، وهو مسئول عسكري سابق وعم بشار الأسد، وشرط أن تحول هذه الاتفاقية دون انهيار النظام الأمني.
وأضاف إنه يمكن إقناع الأسد بأن يشرف على عملية انتقالية مقابل عدم ترشحه لولاية ثانية، ما يتيح له إعلان أنه أنقذ سوريا ممن يصفون أنفسهم بالجهاديين، وقادها نحو الديمقراطية.
وكشف عدة أشخاص مطلعين عن أن دبلوماسيين غربيين التقوا سرا بمسئولين سوريين وشخصيات على علاقة بالحكومة، غير أنهم لم يعرضوا عليهم تسويات مهمة.
مائدة التفاوض في جنيف
بعد مرور أكثر من عامين ونصف العام على بدء الحرب التي تدمر سوريا تسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى جمع الأطراف المتحاربة على مائدة التفاوض في جنيف ولكن بشروط تمثل تغيرا لصالح الرئيس بشار الأسد في مواجهة خصومه الذين يحاولون الإطاحة به ويزدادون تشرذما بعد أن ضموا عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب سواء الذين ينتمون للقاعدة أو تنظيمات أخرى تقاتل بعضها البعض.
ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز "آي ايتش اس جاينز" للأبحاث ديفيد هارتويل أن "الخلافات بين المجموعات المقاتلة ضد النظام، وأبرزها بين الجيش الحر والدولة الإسلامية في العراق والشام، هي العامل الرئيسي" الذي يقف وراء هزائمها.
ويوضح أن الجيش الحر "يتهم الجهاديين بأنهم مهتمون بمحاربة مجموعات المعارضة الأخرى في حلب أكثر مما هم مهتمون بوقف تقدم النظام".
وبعد تراجع الولايات المتحدة عن شن هجوم واسع على القوات النظامية السورية نتيجة التهديد الروسي بالتدخل عسكريا تحولت الأجواء الدبلوماسية ضد القوى المختلطة التي تقاتل النظام القائم في دمشق والتي اعتقدت لفترة قصيرة أن التدخل الخارجي سيمكن قواتها من أن تشن هجوما نهائيا وتستولي على السلطة.
وقال فواز جرجس خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد إن الموقف الأمريكي هو أن "على المعارضة التفاوض مع النظام والاتفاق على خارطة طريق".
وذكر ايهم كامل خبير الشؤون السورية بمجموعة "أوراسيا" للاستشارات "التقدم العسكري للنظام سيستمر. من الصعب تصور أن يكون موقف الأسد أضعف خلال ستة أشهر. إنه ليس في موقف ضعف". وأضاف: "تنظيم القاعدة سيبقى. هذا واقع جديد. من الصعب تصور كيف سيختفي التهديد في المستقبل". حتى السعودية أكبر داعمة للمعارضة بين نارين.
ويؤكد دبلوماسيون ومسئولين في السعودية إنها تعتبر الحرب السورية معركة على النفوذ الإقليمي مع إيران وحلفائها العرب مثل حزب الله اللبناني الذي ألقى بثقله صيف سنة 2013 وراء الأسد.
وقال كامل من مجموعة "أوراسيا" "التوافق الدولي المؤيد للمعارضة وعسكرة الصراع لم يعد موجودا... الاعتقاد بإمكانية تحقيق المعارضة انتصارا عسكريا لم يعد موجودا".
خلايا نائمة
يوم 30 نوفمبر 2013 جاء في تقرير لصحيفة السفير اللبنانية: تشهد "الجبهة الداخلية" لمسلحي المعارضة السورية حالة من الفوضى، بعد اغتيال خمسة قياديين من "ألوية معارضة"، أبرزهم القائد العسكري ل"لواء التوحيد"، التابع لجماعة "الإخوان المسلمين" عبد القادر الصالح، المعروف بلقب "حجي مارع". ويحيط بذلك كله تنامي الشكوك حول وجود "خلايا نائمة مرتبطة بالنظام تنشط بشكل متواتر في المناطق المحررة"، بحسب تعبير مصدر معارض. ويؤكد المصدر المعارض أن حالة الخوف تنامت مؤخرا، ليصف الحالة ب"الفوبيا". ويقول إن "حالة الفوبيا أصابت معظم الفصائل المعارضة، التي بدأت بالبحث عن هذه الخلايا".
ويذهب المصدر إلى تخوف المعارضة من الأمر "أبعد من عملية تحديد مواقع المعارضة". ويقول "هناك تخوف حقيقي من عمليات انقلاب بعض الفصائل على المعارضة وقتالها إلى جانب النظام مع اقتراب الجيش السوري من الحسم، ما قد يسقط الجبهة الداخلية للثوار"، موضحا أن "استهداف اجتماع القياديين قي مدرسة المشاة فتح الأبواب على تساؤلات كثيرة حول توقيت الاستهداف، وهوية من سرب موعد الاجتماع، علما أن هذا النوع من الاجتماعات تحيط به السرية. وقد دفع الأمر إلى البحث عن قياديين كان من المفترض أن يحضروا الاجتماع ولم يفعلوا، ما رفع مستوى الشك لدى المعارضة حول حجم الاختراق الذي أنجزه النظام في ظل خلافات قيادة المعارضة".
ويخشى خصوم دمشق المحليون والإقليميون ومحللون مستقلين أن يتحول الصراع السوري إلى عملية طويلة وغير مثمرة على غرار مشاكل إقليمية عصيبة أخرى، أو أن ينتهي بانتصار النظام كما حدث في الحرب الاسبانية التي امتدت من 17 يوليو 1936 حتى 1 أبريل 1939 والذي حسم للقوميين الاسبان بقيادة الجنرال فرانشيسكو فرانكو.
ويعتقد مراقبون يتابعون الشأن السوري عن كثب والمعارضة التي وافقت من حيث المبدأ على حضور المحادثات التي تأجلت أكثر من مرة أن مؤتمر "جنيف 2" لن يكون مثمرا لأن الغرب ليست لديه إستراتيجية ليفرض وقف الحرب التي أودت بحياة 100 ألف شخص حتى الآن وأسفرت عن نزوح أكثر من أربعة ملايين شخص وخلفت 2.2 مليون لاجئ.
ويقول الاستاذ في قسم الإسلام المعاصر في جامعة ادنبره توما بييريه "من الواضح ان التقدم الأخير للنظام مرتبط "بجنيف 2". اذا شاركت المعارضة في المؤتمر، ستكون في موقع ضعف على الأرض وعلى الصعيد الدبلوماسي"، معتبرا أن الموقف الأمريكي "يكاد يشبه التخلي" عن المعارضة. ويتابع "في أي حال، لم يعد رحيل الأسد مطروحا، إذ أن الروس لا يريدون ذلك، ولا حتى الأمريكيون قادرون على تصفيته".
الكاتب اللبناني سركيس نعوم قال: "حتى إذا جرت محادثات "جنيف 2" لا تتوقعوا حلا قريبا. ربما يكون هناك المزيد من مؤتمرات جنيف وستستمر الحرب".
وأضاف: "كانت لدينا حرب استمرت 15 عاما وكان المبعوثون يلتقون دون أن يحدث شيء" في إشارة إلى الحرب الداخلية اللبنانية.
ويقول محللون إنه حتى إذا اتفقت الأطراف في جنيف فإنها ستحتاج إلى إقناع جماعات المعارضة المسلحة في سوريا والتي قالت إنها لن توقف القتال إذا تم التوصل إلى إي اتفاق لا يشمل إنهاء حكم الأسد.
وقال مصدر قريب من المعارضة "لا أرى كيف ستنجح محادثات جنيف 2 إذا كان النظام غير مستعد لإظهار أبسط بادرة على استعداده لانتقال السلطة. الأسد يقول العكس ويجري المقابلة تلو المقابلة قائلا إنه لن يسلم السلطة".
وتأمل الدول الغربية أن تتبع روسيا الاتفاق على التخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية بممارسة ضغط على الأسد. لكن في وجود الاتفاق ومع تحقيق القوات الحكومية مكاسب فإن روسيا لا تجد حافزا يذكر لتغير موقفها.
واذا جرت محادثات جنيف ونجحت فستتمكن روسيا من تصوير نفسها على أنها صانعة سلام. اما اذا لم يحدث ذلك فستواصل لوم مقاتلي المعارضة والغرب ودول الخليج قائلة إن حكومة الأسد كانت مستعدة للحضور دون شروط مسبقة بينما فشلت الولايات المتحدة وغيرها في إقناع مقاتلي المعارضة بهذا.
الجماعات الجهادية
مصادر رصد غربية أصبحت تقدر في نهاية سنة 2013 أن سلطات دمشق تشعر أنه يمكنها حسب موازين القوى القائمة حاليا حسم المواجهة لصالحها خلال سنة 2014 ولذلك لن يكون مؤتمر جنيف إذا انعقد سوى عملية صورية، وهي تبني هذا التقدير على عدة عوامل أهمها أولا: أن روسيا قررت أن توقف تقدم نفوذ الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي ستمنع أي تحول يمكن أن يحسب كإنتصار للبيت الأبيض، وثانيا: أن حجم المتطوعين الأجانب الذين يتقاطرون على البلاد يتقلص كما أن التنظيمات الموصوفة بالجهادية وبعد تجربة مواجهة مستمرة وصعبة منذ حوالي 33 شهرا مع الجيش النظامي السوري، أخذت أما تتفكك أو تحول أنشطتها إلى مناطق أخرى كسيناء وليبيا وتونس ومنطقة الساحل المترامية الأطراف. ثالثا: تركيا والدول الأوروبية التي ساندت خصوم النظام السوري تقوم أما عبر مفاوضات سرية مباشرة أو عبر وسطاء بالتقارب مع دمشق والبحث عن تسوية تحفظ ماء الوجه.
يوم الجمعة 29 نوفمبر 2013 أعلن السفير الإيراني في أنقرة علي رضا بكدلي أن بلاده مستعدة للوساطة بين تركيا وسوريا بهدف إصلاح العلاقات بين البلدين. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "حرييت" التركية عن بكدلي قوله إن "إيران مستعدة لاستخدام كل الوسائل المتوافرة لديها، لمساعدة تركيا على إصلاح علاقاتها مع سوريا". وأشار بكدلي إلى "التعاون الوثيق بين الاستخبارات التركية والإيرانية".
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو قد زار طهران نهاية شهر نوفمبر، وأطلق مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف دعوة إلى وقف القتال في سوريا.
الملفت أنه قبل تصريح السفير الإيراني بحوالي 48 ساعة ذكرت وزارة الداخلية التركية أن نحو 500 مواطن تركي عبروا الحدود التي تفصل بين بلدهم وسوريا لمقاتلة النظام السوري في صفوف الجماعات المسلحة القريبة من تنظيم "القاعدة".
ونقلت صحيفة "زمان" التركية خصوصا عن هذا التقرير ان "بعض هؤلاء تلقوا تدريبات في معسكرات القاعدة في باكستان وأفغانستان". وتحدثت الوزارة عن مقتل 13 تركيا كانوا يقاتلون في صفوف جبهة النصرة و75 موطنا تركيا آخرين في سوريا خلال مواجهات.
وينفي المسئولون الأتراك بشدة أن تكون معارضتهم للأسد وصلت إلى حد دعم خصومه في تنظيم "القاعدة". وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بنبرة غاضبة أمام لجنة برلمانية: "استخدم تعبير حب القاعدة في ما يتعلق بي شخصيا. لا يكن أي وزير تركي تعاطفا خاصا للقاعدة ولا لأي جماعة إرهابية".
ونفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان شهر نوفمبر 2013 أن تكون تركيا تؤوي مقاتلين مرتبطين ب "القاعدة" وقال إنها تقاتلهم. وشددت قوات الأمن التركية القيود على طول الحدود الممتدة لمسافة 900 كيلومتر وصادرت شاحنة تحمل 1200 رأس حربي وأسلحة أخرى في مدينة آضنة الجنوبية شهر نوفمبر 2013 في أول واقعة من النوع يعلن عنها منذ أشهر كثيرة.
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية على موقعها الالكتروني يوم السبت 30 نوفمبر 2013 تحليلا كتبه البروفيسور محمد أيوب أستاذ في العلاقات الدولية بجامعة ميتشيغان، يقول فيه ان من غير المحتمل ان تقتصر اثار الاتفاق النووي الإيراني على موضوع عدم الانتشار النووي.
ويشير إلى أن من المحتمل ان يكون للتفاهم الحديث العهد بين إيران والولايات المتحدة نتائج واسعة بالنسبة الى الصراع السوري. اذ ان من المحتمل إقناع إيران بان تخفف بشكل أو بآخر من دعمها لنظام الأسد. والاحتمال الأكبر هو أنها قد تؤدي إلى تليين ملحوظ في موقف الولايات المتحدة في ما يتعلق بمسألة الاطاحة بالرئيس بشار الأسد كشرط مسبق لحل سياسي للازمة السورية. وقد بدا ان واشنطن تتحرك بالفعل في هذا الاتجاه ومن المحتمل ان تدفع احتمالات تحسين العلاقات مع إيران بواشنطن للسير لمسافة ابعد في هذا السبيل، وهو ما سيؤدي إلى تصدع التحالف الدولي ضد الأسد وتقلص احتمالات تغيير حقيقي للنظام في دمشق.
عودة خجولة للغربيين
ذكرت عدة وكالات إعلامية دولية من بينها "رويترز" يوم 28 نوفمبر 2013 أن سفراء ومسئولون في أجهزة استخبارات أوروبية عادوا إلى سلوك طريق دمشق بخجل لإحياء الاتصالات مع المسئولين السوريين، بحسب ما يقول دبلوماسيون، في وقت يسجل النظام على الأرض نقاطا لصالحه على حساب المعارضة المسلحة.
وقال سفير أوروبي معتمد في دمشق ويتخذ من بيروت مقرا منذ ديسمبر 2012 "منذ شهر مايو 2013 بدأنا بالعودة بشكل تدريجي، في البداية بشكل سري ليوم، ثم يومين، ثم ثلاثة، والآن، نذهب إلى دمشق مرة أو مرتين في الشهر".
واذا كانت سفيرة جمهورية تشيكيا ايفا فيليبي لم تغادر دمشق، فان ممثلي النمسا ورومانيا واسبانيا والسويد والدنمارك، والقائم باعمال بعثة الاتحاد الأوروبي يتواجدون في العاصمة السورية بشكل منتظم، وبعضهم شارك قبل يومين في لقاء مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
إنما تحظر حكومات هؤلاء الدبلوماسيين عليهم لقاء اي من الشخصيات ال179 المدرجة أسماؤهم على لائحة المسئولين السوريين المدرجين غربيا في القائمة السوداء.
وقال دبلوماسي اوروبي آخر "لا يمكننا الاتصال بهؤلاء الأشخاص، لكن إذا دعينا إلى مكان ما وكان احدهم موجودا، لا ندير ظهرنا، وإذا توجه إلينا بالكلام، نرد عليه".
وأوضح الدبلوماسي أن "الاتحاد الأوروبي لم يطلب من الدول الأعضاء إغلاق سفاراتها.. إنما جاء إقفال السفارات كمبادرة دعم للمعارضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد قامت بها "مجموعة أصدقاء سوريا".
وأضاف "اعتقد انه خلال الأشهر الأولى من العام 2014، سيسلك العديد من زملائي مجددا طريق دمشق".
وتضم "مجموعة أصدقاء الشعب السوري" نواة من 11 دولة غربية وعربية، بالإضافة إلى دول أخرى شاركت في لقاءات عدة للمجموعة لا سيما خلال الفترة الأولى من النزاع. وقد اعترفت هذه الدول بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل للشعب السوري ومحاور عنه. وكانت بعض الدول الغربية، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا طردت السفير السوري من أراضيها.
وقد أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال لقاء سياسي في جامعة دمشق الأربعاء 27 نوفمبر أن بلاده "تمارس اتصالاتها وعلاقاتها الدبلوماسية مع الدول، وتوجد 43 بعثة دبلوماسية في سوريا، وهي ليست معزولة كما يقول البعض".
واشار المقداد الى وجود "اتصالات لفتح سفارات لدينا"، لافتا الى ان "معظم سفاراتنا في الخارج مفتوحة سوى التي لا ترغب سوريا بفتحها".
كذلك زار دمشق خلال الفترة الاخيرة وبشكل بعيد عن الاضواء مسئولون في اجهزة استخبارات غربية اجروا اتصالات مع نظرائهم السوريين، والتقى بعضهم رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك وبحثوا معه في كيفية استئناف التعاون مع بلاده.
ويشرح دبلوماسي اوروبي "حتى فرنسا التي هي رأس حربة ضد النظام السوري، ارسلت اخيرا اثنين من عملائها للقاء مملوك ليسألاه ما اذا كان في الامكان استئناف العلاقات القديمة بين اجهزة استخبارات البلدين".
وقد اجاب مملوك، بحسب المصدر "هل هذا ممكن؟ نعم. لكن هل نريد ذلك؟. الجواب هو لا ما دامت سفارتكم لا تزال مغلقة". واشار الدبلوماسي الى ان بريطانيا قامت بمبادرة مماثلة.
موقف حكومة دمشق
ظهور مؤشرات تحول في مواقف الدول الغربية عزز مواقف ساسة دمشق من خصومها، وهكذا صرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن المعارضة في بلاده "ترفض الديمقراطية" و"تخاف مما يريده الشعب"، واستبعد تنحي الرئيس بشار الأسد، قائلا إن قبطان السفينة لا يمكن له أن يتركها عندما تخوض في بحار مضطربة.
وقال المقداد، في مقابلة حصرية مع شبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية بالعاصمة السورية دمشق "أظن أن المعارضة تعيش في عصر مختلف، فهؤلاء الناس قادمون من العصور الوسطى. فهم ضد الدموقراطية والانتخابات. كما أنهم ضد سلامة أراضينا ووحدة الشعب السوري.
وردا على سؤال حول إمكانية بحث تنحي الأسد خلال مؤتمر "جنيف 2"، قال المقداد: "نحن جاهزون للتحدث عن أي موضوع. ولكن لا يمكننا خلق فراغ في سوريا قد يؤدي إلى تفكك البلاد وانتشار الفوضى فيها. وقرارنا هيو وضع كل ما نتفق عليه للاستفتاء أمام الشعب السوري، لأن الشعب السوري هو صاحب القرار النهائي للعملية برمتها".
وعن رده على تشكيك المعارضة بمصداقية مثل هذا الاستفتاء، قال المقداد :"هم في المعارضة يخافون من الناس وقرارهم. وهم يعلمون أنهم يعانون العزلة وأن الشعب ليس معهم".
وحول المطالب التي تقول المعارضة إنها "عادلة ومنطقية" من أجل المشاركة في المؤتمر، مثل إطلاق السجناء السياسيين والسماح بدخول مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة، قال المقداد: "يجب مناقشة هذه القضايا ووضع اللمسات الأخيرة في سياق روح حفظ القانون والنظام في البلد".
وختم بالقول :"أما أمر المساعدات الانسانية .. فيجب توجيه اللوم إلى الجماعات الإرهابية التي تمنع الأمم المتحدة من الدخول إلى هذه المناطق".
إسرائيل قلقة
تراجع واشنطن عن شن الحرب على دمشق وتبدل مواقف الدول الغربية أزعج تل أبيب حيث أجمع محللون بها على صعود نجم موسكو في المنطقة وتحولها إلى رقم صعب، بالتوازي مع مسلمة بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة من موقع المتحكم بسير الأحداث في بلاده.
ورأى المعلق السياسي في صحيفة "معاريف"، شالوم يروشالمي، أنه "يمكن النظر إلى الاتفاق الروسي الأمريكي حول السلاح الكيمياوي السوري من زوايا عدة، إذ على عكس رجال الرئيس باراك أوباما الذين يرونه إنجازا أمريكيا، لكونه تحقق بعد تهديد الرئيس، من المحتمل أن يكون التهديد الذي نجح في تحقيق هدفه كان تهديد الرئيس بشار الأسد الذي وعد بإحراق الشرق الأوسط، فردع بذلك الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين وكل الآخرين الذين لم يرغبوا بالتورط في مغامرة شرق أوسطية أخرى".
أما المعلق الأمني في صحيفة "معاريف" عمير ربابورت، فقد رأى أن "التسوية تتضمن كما يبدو استمرار حكم بشار الأسد، وهو أمر من الصعب جدا فهمه من منظور إسرائيلي"، مضيفا أن "محادثات مع أصحاب القرار ومحافل رئيسية، جرت في الأسابيع الأخيرة في واشنطن ولندن، تضيء الصورة بنحو أوضح". وأكد أن "أوباما اعتزم حقاً مهاجمة سوريا، لكن في الطريق إلى التنفيذ بدا أن شيئا ما تغير... وأوله الموقف الروسي". وينقل ربابورت أن محافل أمريكية لا تخجل من الاعتراف بأن ميولاً انعزالية تقليدية أمريكية تتزايد جدا، وتنظر إلى التطورات من خلف المحيط على أنها "ليست من شأننا".
وشدد ربابورت، على أن "التسوية التي يتحدثون عنها الآن هي المخرج الأفضل لكل الأطراف، فمن جهة تثبت مكانة روسيا قوة عظمى شبه مساوية للولايات المتحدة، كذلك يمكن أوباما أن يدعي أن التهديد الملموس بالهجوم سيؤدي إلى نزع السلاح الكيميائي من سوريا".
بموازاة ذلك، رأى الخبير في الشؤون السورية، البروفيسور ايال زيسر، أن "كل من قدر أن سقوط نظام الأسد مسألة وقت تبين أنه واهم"، مشيرا إلى أن "الاتفاق الذي يعلق الخطة الأمريكية لضرب الجيش السوري، يمنح الأسد تفوقا كبيرا في حربه ضد أعدائه في الداخل". وأكد أنه "لا يحتاج إلى الأسلحة الكيميائية كي يتغلب على أعدائه في الداخل، ولا حتى لردع إسرائيل".
وقد أشارت أوساط صهيونية أنه إذا كانت تقديرات الجيش الإسرائيلي عن إمتلاك حزب الله اللبناني لعشرات آلاف صواريخ أرض أرض وتغطيتها لكل أراضي إسرائيل فمن الأجدر أن سوريا التي تمر كل أسلحة حزب الله عبر أراضيها تملك ما يفوق ذلك وهذا هو حجم التهديد الحقيقي المعلق فوق رأس إسرائيل.
ورأى البروفيسور ايال زيسر أيضا، أن هذا السبب هو الذي جعل الروس يوافقون، بعد موافقته، على التخلي عن سلاح يوم القيامة مقابل منحه الحصانة من الصواريخ التي كان الأمريكيون عازمون على ضربه بها، وكان يمكن أن تسقط النظام السوري. وتابع زيسر بالقول إن طريق النصر فُتح أمام الأسد، لكنه ما زال طويلا، إذ ما زال عليه التغلب أولاً على "أسراب جراد" المتمردين، مؤكداً أن النصر الكامل سيكون في جيبه بعد قليل من الصبر وضبط النفس.
من جهته، رأى بوعز بسموت، في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن الاتفاق هو من نوع الاتفاقات التي ترضي كل الأطراف، تقريبا، مشيرا إلى أن الطرف الوحيد الغاضب هو المتمردون في سوريا.
في المقابل، رأى تشيلو روزنبرغ، في صحيفة "معاريف"، أنّ انتقال الولايات المتحدة من المبادرة إلى الرد والانجرار وراء اقتراحات غير واقعية بالنسبة إلى سوريا من شأنه إلحاق أضرار جسيمة للغاية، بمن تعتبر نفسها القوة العظمى في العالم.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.