المعارضة: السيادة الصناعية "شعارات"    مشروع قانون المالية 2025.. لقجع يتحدث عن إعفاء الأجور التي تقل عن 6000 درهم من الضريبة    وجبات "السيبيا" ترسل أزيد من عشرة أفراد للمستعجلات في اشتوكة    القضاء يدين المالكي ب4 أشهر حبسا نافذا.. والبراءة من "كراهية الأمازيغ"    الصحافة الإسبانية تشيد بإبراهيم دياز بعد تسجيله هاتريك مع أسود الأطلس        المؤامرة الجزائرية الجديدة.. زعزعة استقرار موريتانيا ومالي لتحقيق الوصول إلى الأطلسي    رئيس الحكومة: الشروع في الإطلاق التدريجي للمنطقة الصناعية محمد السادس "طنجة تيك"    بشكل مفجع.. وفاة طالب بين مدينتي العرائش والقصر الكبير تحت عجلات حافلة للنقل العمومي    حملات تحسيسية بالشمال بمخاطر تلويث الموارد المائية بمخلفات الزيتون.. وغرامات تنتظر المخالفين تصل ل50 مليونا    أكادير تحتضن تخطيط "الأسد الإفريقي"    "برلمان الطفل" يحتفي بربع قرن من الالتزام المدني وتربية القادة الشباب    قيمة رساميل الاستغلال للمشاريع الصناعية المُصادق عليها بلغت 140 مليار درهم مابين ماي 2023 ونونبر 2024 (أخنوش)    بعد 20 عاماً من الغياب.. لمريني يشرف على أول حصة تدريبية على رأس الإدارة الفنية لهلال الناظور    المدور: المغرب من الدول السباقة في مقاربة محاربة الفساد وحقوق الإنسان        بورصة البيضاء تنهي التداولات ب"الأخضر"    وضع الناشط المناهض للتطبيع إسماعيل الغزاوي رهن تدابير الحراسة النظرية    أونشارتد: أحدث العروض التوضيحية المفقودة تراث عرض الكنز الصيد ديو في المزامنة    ليدي غاغا سحبت قبالة واحدة من أفضل عروض الوقت الحقيقي من أي وقت مضى    "اليونسكو" تدرس إدراج الحناء في قائمة التراث الثقافي غير المادي    انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في المغرب بعد بدء عملية الاستيراد    درك أزمور يحبط محاولة للهجرة السرية    لافروف يحذر الغرب من النووي الروسي    مقتل جندي إسرائيلي في معارك لبنان    الأمطار تعود إلى الريف وسط انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة    جدول أعمال مجلس الحكومة المقبل    حكيمي يبتغي اعتلاء العرش الإفريقي    وزارة الصحة الروسية تطلق اختبارات سريرية لعلاج جديد لسرطان الدم    الذهب يلمع عند أعلى مستوى في أسبوع مع تراجع الدولار    الإعلام الإسباني يتغنى بتألق ابراهيم دياز رفقة المنتخب المغربي    مساء هذا الثلاثاء في برنامج "مدارات" : لمحات من السيرة الأدبية للكاتب والشاعر محمد الأشعري    محاولة اغتيال وزير العدل الكندي السابق الداعم لإسرائيل    من حزب إداري إلى حزب متغول    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    ولي العهد السعودي يهنئ الملك بمناسبة عيد الاستقلال    شبكة تسلط الضوء على ارتفاع أسعار الأدوية في المغرب    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    حاتم عمور يصدر كليب «بسيكولوغ»        أربع جهات مغربية تفوز بجائزة "سانوفي" للبحث الطبي 2024    تسجيلات متداولة تضع اليوتيوبر "ولد الشينوية" في ورطة    في تأبين السينوغرافيا    الشاعرة الروائية الكندية آن مايكلز تظفر بجائزة "جيلر"    ما هي الطريقة الصحيحة لاستعمال "بخاخ الأنف" بنجاعة؟    فريق بحث علمي يربط "اضطراب التوحد" بتلوث الهواء    صحتك ناقشوها.. إضطراب النوم / الميلاتونين (فيديو)    إندرايف تغير مشهد النقل الذكي في المغرب: 30% من سائقيها كانوا يعملون بسيارات الأجرة    مجموعة ال20 تعلن وقوفها خلف قرار وقف إطلاق النار في غزة    ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات فالنسيا بإسبانيا إلى 227 قتيلاً ومفقودين في عداد الغائبين    عرض الفليم المغربي "راضية" لمخرجته خولة بنعمر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي    العسكريات يسيطرن على التشكيلة المثالية لدوري أبطال إفريقيا    نشرة إنذارية: زخات رعدية ورياح عاصفية في عدد من أقاليم المملكة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلف "الناتو" ومغامرة التدخل العسكري ضد دمشق
سوريا بين البحث عن التغيير والتهديدات الخارجية
نشر في العلم يوم 18 - 10 - 2011

يوم الجمعة 14 أكتوبر 2011 نقلت وكالة أنباء "رويترز" من نيويورك عن دبلوماسيون بمجلس الأمن ان جلسة مغلقة للمجلس شهدت مشاحنات بين الدول الاوروبية من ناحية وروسيا والصين من ناحية أخرى بسبب تزايد بواعث القلق تجاه سوريا وتصاعد شبح الحرب الاهلية هناك حسبما تفيد تقارير غربية.
وقال دبلوماسيون طلبوا عدم ذكر اسمائهم ان سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أيدوا بيانا اصدرته يوم الجمعة نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان يطالب بحماية دولية للمدنيين في سوريا وحذرت من حرب اهلية محتملة.
وقال من يوصفون في الاعلام بالناشطين ان القوات السورية قتلت بالرصاص ستة محتجين على الاقل خلال مظاهرات نظمت يوم الجمعة 14 أكتوبر ضد الرئيس بشار الاسد بعد عشرة ايام من توحيد روسيا والصين لموقفهما في "فيتو مزدوج" ونادر لاجهاض مشروع قرار اوروبي في مجلس الأمن يدين سوريا ويلمح بعقوبات محتملة في المستقبل.
"فيتو" بكين وموسكو
قال دبلوماسي حضر اجتماع مجلس الأمن "لرويترز" ان المساعي الاوروبية ضد سوريا يوم الجمعة اثارت رد فعل غاضبا من نائب السفير الروسي في الامم المتحدة الكسندر بانكين الذي شكا من ان السفير الفرنسي جيرار ارو يخالف الاجراءات المعتادة بطرح قضايا "ليست على جدول الاجتماع".
ووزعت روسيا نصا في رد على الاقتراحات الغربية دعا خصوصا الى الحوار لكنه اثار غضب الاوروبيين والولايات المتحدة لأنه وجه انتقادات لعنف المتظاهرين ولعمليات القتل التي تتهم قوات الأمن السورية وجماعات المعارضة بارتكابها، على حد سواء. وأشار دبلوماسيون روس وصينيون وبرازيليون أن الدول الغربية التي تساند واشنطن في مساعيها ضد حكومة سوريا يعتمدون على مصدر واحد للتعامل مع الأزمة السورية، وهذا المصدر هو المعارضة التي شكلت حتى الأن المورد الأساسي بأكثر من 88 في المائة من التقارير التي تتحدث عن عمليات الجيش والأمن السوريين ضد تحركات المعارضة. ولفت هؤلاء إلى أن الاعلام الغربي لا يعير إي اهتمام تقريبا للتقارير حول الهجمات المسلحة التي تنظم ضد السلطات والمصالح والمؤسسات الرسمية في سوريا.
وذكر مبعوثون في نيويورك ان السفير الصيني أكد ان تصريحات بيلاي بشأن سوريا لم تكن مطلوبة من قبل مجلس الأمن ولذا فإنه لا يجب أخذها في الاعتبار.
وطبقا لما جاء في صفحة البعثة الفرنسية بالأمم المتحدة على موقع تويتر على شبكة الانترنت فان السفير الفرنسي جيرار ارو ابلغ المجلس خلال الاجتماع بأنه "يتعين على دعاة عدم اتخاذ اجراء بشأن سوريا ان يستخلصوا العبر من أحدث التطورات".
وذكر دبلوماسيون أن ارو كان يشير إلى روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا وهي الدول الخمس التي تعارض المسعى الغربي لاتخاذ اجراء صارم في المجلس ضد سوريا منذ ان بدأت الحكومة السورية حملة ضد معارضيها المحتجين قبل ما يزيد عن ستة اشهر.
وقال السفير البرتغالي جوزيه فيليب مورايس كابرال أحد المؤيدين لمشروع القرار الذي لم تتم الموافقة عليه انه يتعين على المجلس النظر مجددا في فكرة إدانة دمشق.
وذكر كابرال "الوضع في سوريا يتدهور بشكل سريع..يجب على المجلس ان يعود الى تلك الفكرة".
وكرر السفير الالماني بيتر فيتيغ تصريحات كابرال قائلا أنه يتعين على المجلس الا يستسلم بشأن سوريا.
وذكر للصحفيين "منذ الفيتو المزدوج ما زال الوضع يبعث على القلق بشكل كبير" مضيفا انه ابلغ المجلس بان تقرير بيلاي "يرسم صورة قاتمة للغاية للقمع المتواصل".
وأضاف "قلنا لمجلس الأمن انه اذا تجاهلنا ما يحدث في سوريا فسنكون على شفا حرب أهلية".
وأفاد دبلوماسيون ان البرازيل والهند وجنوب افريقيا التي امتنعت عن التصويت يوم 4 أكتوبر على قرار بشأن سوريا لم تتناول القضية عندما تحدث مندوبوها في المجلس.
لكن في محادثات مع عدة وفود في الامم المتحدة أكد الدبلوماسيون الذين يعارضون المشاريع الأمريكية والأوروبية في مجلس الأمن أنه يجب منع هذه الأطراف من الحصول على سند من هيئة الأمم المتحدة للقيام بمغامرة عسكرية في سوريا على شاكلة ما فعلته في ليبيا. وذكر هؤلاء بتجربتي التدخل العسكري الأمريكي في كل من أفغانستان سنة 2001 والعراق في سنة 2003 وعلى أساس اتهامات ومعطيات ثبت لاحقا وبإعتراف الجميع أنها كانت كاذبة ومختلقة هدفها التمكن من احتلال البلدين وتبديل موازين القوى وبالتالي الوصول إلى أهداف محددة.
وذكر المعارضون للتدخل الغربي في سوريا بما قاله الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف يوم الخميس 8 سبتمبر 2011 في مقابلة مع شبكة "يورونيوز" ومقرها فرنسا، "أعتقد انه اذا قررنا توجيه رسالة قاسية إلى سوريا، سيتعين علينا ان نقوم بالأمر نفسه حيال المعارضة. ان الذين يرددون شعارات مناهضة للحكومة هم اناس متنوعون. ان البعض منهم، هم بوضوح، متطرفون. حتى أن بالامكان وصف اخرين بانهم ارهابيون".
واضاف مدفيديف "اننا على استعداد لدعم مختلف التوجهات، لكن ينبغي ان لا تكون قائمة على ادانة احادية لاعمال الحكومة والرئيس بشار الاسد. ان مصلحة روسيا من أجل مثل هذا الحل تكمن أيضا في أن سوريا بلد صديق نقيم معه علاقات أقتصادية وسياسية هامة".
كما ذكرت موسكو أن الرئيس السوري يقترح إجراء إصلاحات واقعية، لكن المجتمع الغربي لا يريد أن يأخذ مقترحاته بالاعتبار ويشجع عددا من معارضيه على رفض اقتراحاته وتشجيع التدخل العسكري الأجنبي.
وتلقي سوريا مسؤولية العنف على عصابات مسلحة تلقى مساعدة من الخارج وتقول ان 1100 فرد من قوات الجيش والامن قتلوا.
وقد كشفت جريدة "نوفل اوبزرفاتور" الفرنسية الأسبوعية عن عدة أساليب وأمثلة للتدخل الأجنبي في أحداث سوريا.
وشرحت في عددها الصادر بتاريخ 21 سبتمبر 2011 كيف دخلت المخابرات القطرية على خط الأحداث، وذكرت تفاصيل تصوير وتهريب أشرطة عن الاضطرابات إلى قناة الجزيرة عبر شقة مزودة بأحدث اجهزة التصوير والتداخل موجودة في منطقة منطقة الأشرفية التي يسيطر عليها سمير جعجع في بيروت.
وتضمن مقال الجريدة الفرنسية الكثير من الأسماء والتفاصيل التي تتهم قيادات ما يسمى بالربيع السوري بشكل غير مباشر بالعمالة والارتباط بجهات عديدة مجهولة منها "دول ورجال أعمال وأثرياء". وتناولت المجلة الأدوار التي قامت بها تلك الجهات في افتعال مظاهرات المساجد لغرض واحد فقط وهو تصويرها وتمرير الأشرطة الى محطة الجزيرة والاعلام الغربي عبر تنسيق مخابراتي واضح المعالم يستهدف في المحصلة إشعال فتنة داخلية وحرب أهلية في سوريا، "حرب طائفية" بما فيها تهجير وذبح لفئات من الناس، وفصل الشمال السوري عن جنوبه وغيره كما حدث وتم إعلان عدد من الإمارات الإسلامية ذات الأهداف الطائفية.
وأفادت مصادر ألمانية أن المخابرات الفرنسية نسقت مع نظيرتها في قطر عمليات التحريض والتدخل في سوريا، كما ذكرت أن الطرفين جندا تنظيمات في كل من لبنان والأردن لتسهيل نقل أسلحة ومعدات إتصال إلى جهات معينة في سوريا كما خصصت ملايين الدولارات لتمويل جماعات سورية منها ما يملك وحدات قناصة وتفجير.
واشنطن وأساسا عبر المخابرات المركزية الأمريكية كانت منذ سنوات تخطط لعمليات ضد سوريا حتى في الوقت الذي كانت فيه حكومة حافظ الأسد قد اتخذت قرارا بالتحالف مع الغرب في الحرب ضد العراق لإخراجه من الكويت. وقد نسقت كل من تل أبيب وواشنطن عملياتهما ضد سوريا مستغلين جماعات وقوى بعضها ليس عميلا ولكنه غير راضي عن توجهات ساسة دمشق خاصة فيما يخص الصراع العربي الفارسي.
تحريض
في عودة لمعطيات الصراع الدولي حول أحداث سوريا أعرب وزير الخارجية الروسي لافروف خلال شهر أكتوبر 2011، عن "دهشته لقيام عدد من الدول ذات الثقل بحث المعارضة السورية على رفض كل مقترحات السلطات الرامية إلى إجراء حوار وطني وعلى تأجيج المواجهات الداخلية". وأشار إلى أن "تلك القوى ترفض حتى مناقشة الإصلاحات الواقعية التي أطلقها الأسد وإن جاءت متأخرة". وشدد على أن "تجارب العراق وأفغانستان وليبيا تظهر أن الشعوب وحدها تقرر مصيرها في نهاية المطاف".
ويشير محللون أن أطرافا من حلف شمال الأطلسي وخاصة واشنطن وباريس تثابر وبشكل ملفت للنظر على بحث طرق تفتح لها السبل للتدخل العسكري في سوريا تحت غطاء يمكن أن تصفه بالشرعية الدولية، غير أنه تصطدم بمعارضة روسيا والصين ودول أخري خاصة مجموعة "بريكس" التي تضم البرازيل والهند وجنوب افريقيا.
ويذكر أنه قبل ذلك ويوم السبت 30 أبريل 2011 اعتبرت روسيا أن تبني مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان قرارا يطلب ارسال مهمة تحقيق لسوريا على وجه السرعة، امرا "غير مقبول".
وأكدت روسيا التي صوتت في جنيف ضد القرار انه "من غير المقبول استخدام اليات الامم المتحدة الهادفة لاحترام حقوق الانسان في العالم لتحقيق اهداف آنية وللتدخل في الشؤون الداخلية لبلدان ذات سيادة".
واضاف المصدر ذاته انه "على خلفية الوضع المتوتر في المنطقة، فان التركيز على الاحداث في سوريا يشهد على سياسة الكيل بمكيالين والانحياز وعلى مقاربة انتقائية للداعين للاجتماع" الذي عقد في جنيف بدعوة من الولايات المتحدة.
الكيل بمكيالين
عن الكيل بمكيالين كتب معلق فلسطيني، قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس في تعليق لها على حق النقض "الفيتو" المزدوج الذي استخدمته روسيا والصين يوم 4 أكتوبر: "اليوم يستطيع شعب سوريا الشجاع ان يرى من يدعم تطلعاته الى الحرية وحقوق الانسان العالمية ومن لا يدعمها".
غير أنه من المؤكد ان السفيرة الأمريكية تعلم أيضا لكنها وحكومتها تتجاهلان أن الشعب في سوريا ومعه كل شعوب العالم يستطيعون اليوم وكل يوم منذ نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 بقيام دولة الاحتلال الاسرائيلي أن يروا بالملموس من يدعم حرية عرب فلسطين وتحررهم وحقهم في تقرير المصير وحقوقهم الوطنية والانسانية وأن يرى بأن دولة رايس الأمريكية قد استخدمت حقها في الفيتو أكثر من خمسين مرة حتى الآن لحرمانهم من هذه الحقوق بينما تهدد علنا اليوم بتكرار استخدامه واستخدام كل مواردها العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية لحرمانهم حتى من الحق في التمثيل المتكافئ مع شعوب العالم الأخرى في وكالة أممية معنية بالثقافة والتراث الانساني الحضاري كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم "اليونسكو" بعد توصية مجلسها التنفيذي في الخامس من شهر اكتوبر إلى الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو في الفترة من 26 اكتوبر الى العاشر من شهر نوفمبر 2011 بقبول عضوية دولة فلسطين فيها.
التدخلات الخارجية
يقدر محللون في برلين عاصمة ألمانيا، أن حركة الاحتجاج في سوريا لو تركت بدون تدخلات خارجية لكانت قد نجحت في اسقاط النظام بمساندة الجيش أو على الأقل أجبرت ساسة دمشق على إدخال اصلاحات أساسية وذلك قبل منتصف صيف سنة 2011. ويشير هؤلاء إلى وجود زخم قوى للتغيير ضمن هرم السلطة، خاصة وأن فعاليات كبيرة داخل حزب البعث الحاكم في دمشق ليست راضية منذ عقود عن السياسة التي اتبعها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ولا نجله بشار تجاه العراق سواء خلال عقد الثمانينات أثناء حربه ضد إيران ولا خلال حربه سنة 1991 ضد تحالف 33 دولة بقيادة الولايات المتحدة ولا خلال الغزو الأمريكي لبلاد الرافدين سنة 2003. ويضيف المحللون أن المعارضين لسياسة أسرة الأسد داخل حزب البعث كانوا ليستفيدوا من حركة المعارضة لتعديل موازين القوى لصالحهم في دمشق والتغلب على الذين أبقوهم في الظل لسنوات عديدة لولا أن عملية ركوب القوى الأجنبية لحركة التطور السورية جعلت الكثيرين يخشون من أن يتحول الأمر إلى تدمير سوريا.
التدخلات الخارجية التي سعت إلى ركوب حركة الاحتجاج ليتاح تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة من أجل تفتيت سوريا على أسس عرقية ومذهبية وتدمير جهازها العسكري وبالتالي توجيه ضربة قاسية وربما قاتلة للمقاومة اللبنانية وحلفائها دفعت الغالبية وخاصة ضمن المؤسسة العسكرية إلى عدم التحرك ضد النظام.
التجارب التي مرت بها أقطار عربية سنة 2011 بعد أن ركبت قوى أجنبية حركات التطور في المنطقة دفعت جزء كبيرا من القوى السياسية والعسكرية السورية إلى التشدد. فبينما كانت الأزمة السورية تدخل شهرها السادس أظهر تقرير أعدته مجموعة "جيوبوليسيتي" الاستشارية، أن الإضطرابات التي شهدتها الدول العربية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط كلّفت المنطقة أكثر من 55 مليار دولار.
وأوضح التقرير أن الأرقام التي تستند إلى بيانات من صندوق النقد الدولي تظهر أن "الخسائر الإنتاجية المتأتية على الصراع أو الانتفاضات في الدول التي تشهد حالاً عميقة من عدم الاستقرار، تصل إلى 20.56 مليار دولار، فيما بلغت التكلفة للماليات العامة 35.28 مليار دولار منذ بداية الاضطرابات وحتى سبتمبر 2011، ليصل المجموع الإجمالي إلى 55.84 مليار دولار في الدول الأكثر تأثراً فقط".
وأشار التقرير الى أن سوريا تكبدت خسارة مالية إجمالية بقيمة 27.3 مليار دولار، فيما بلغت خسارة ليبيا 14.2 مليار دولار ومصر 9.79 مليار دولار وتونس 2.52 مليار دولار والبحرين 1.09مليار دولار واليمن 0.98 مليلر دولار.
وأضاف التقرير أن إجمالي الإنفاق العام انخفض كثيراً مع تراجع في الإيرادات بنسب وصلت إلى 77 في المئة في اليمن و84 في المئة في ليبيا.
بغض النظر عن دقة التقرير حول مقدار الخسائر الاقتصادية، فإن الجانب الذي تم اغفاله هو حجم تقلص القدرة العسكرية للدول المعنية بسبب الاضطرابات الأمر الذي يخدم مصلحة إسرائيل التي ترى في كل قدرة عسكرية عربية ولو خارج إمكانية المواجهة معها مرحليا خطرا عليها.
الجماعات المسلحة
تشير مصادر رصد غربية وشرقية أنه في نطاق جهود الولايات المتحدة وحلفاءها لركوب حركة التطور في سوريا تم تحريك خلايا مسلحة داخل البلاد وتزويدها بمزيد من السلاح عبر الحدود مع كل من لبنان وتركيا والعراق، وذلك لتحويل الاحتجاجات السلمية للمعارضة إلى عملية عنف، ثم تمهيد الطريق بأساليب مختلفة للتدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي كما جرى في ليبيا وقبل ذلك في العراق وأفغانستان وغيرها.
هذه المعطيات تفسر إلى حد ما ما أعلن عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة نشرت يوم الاثنين 10 أكتوبر عن ان موسكو وبكين مستعدتان لاقتراح مشروع قرار في مجلس الأمن حول سوريا يكون "اكثر توازنا" من النسخة التي عرضها الغرب على التصويت، وتدين العنف من جهتي النظام والمعارضة.
وجاءت تعليقات لافروف فيما استقبل مبعوث الكرملين الى افريقيا ميخائيل مارغيلوف في موسكو وفدا سوريا برئاسة قدري جميل ممثل "الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير في سوريا" الذي يعتبر حسب الوصف الغربي من "المعارضة المعتدلة".
وقال لافروف لمجلة بروفايل "نقترح اعتماد مشروع قرار متوازن يدين العنف من الجانبين". واضاف "في الوقت نفسه يجب ان نطلب من الاسد مواصلة الاصلاحات التي بدأها".
وتابع "الى جانب ذلك يجب ان نشجع المعارضة السورية على الجلوس الى طاولة المفاوضات ومحاولة التوصل الى اتفاق. نحن مستعدون مع شركائنا الصينيين لعرض مثل مشروع القرار هذا".
وعبر وزير الخارجية الروسي عن قلقه لأن النص الذي عرضه الغرب يمكن ان يمهد الطريق امام فرض حظر كامل على الاسلحة على سوريا وبالتالي يضعفها أمام إسرائيل والقوى الطامعة الأخرى.
وأضاف "نذكر كيف ان حظرا فرض بالنسبة لليبيا، كما نحن مدركون لقدرة شركائنا على تسليح احد الطرفين في النزاع رغم الحظر".
وكانت روسيا قد امتنعت في مارس عن التصويت على قرار في مجلس الامن حول ليبيا اجاز التحرك العسكري ومن ثم اتهمت الغرب باستغلال حسن نية موسكو.
من جانب اخر قالت فارفارا بال المتحدثة باسم مارغيلوف ان الوفد السوري التقى المسؤول الروسي في موسكو.
وقال مارغيلوف كما نقلت عنه وكالة ايتار تاس ان "موقفهم بخصوص الاصلاحات في سوريا معتدل، انه تيار سلمي لمعارضي النظام".
واضاف مارغيلوف خلال اللقاء "نحن مستعدون لتنظيم طاولة مستديرة لكي يتمكن ممثلو المعارضة والسلطة من الاتفاق في موسكو او في مكان اخر".
وكان الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف قد اعلن يوم الجمعة 7 أكتوبر انه على بشار الأسد اما الرحيل او تطبيق الاصلاحات لكنه حذر من ان موسكو ستواصل عرقلة أي محاولات من الغرب للاطاحة به من السلطة.
المعبر العربي
يقول محللون أن واشنطن تفكر في تجاوز مجلس الأمن الدولي والتدخل في سوريا مستغلة حالة التمزق على الساحة العربية والنزاعات القائمة بين الحكومات وتفاعلات التسابق على مناطق النفوذ والصدارة.
وفي هذا الاطار يسعى البيت الأبيض إلى تسخير قرارت أجتماع حول سوريا لوزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الاحد 16 أكتوبر لتبرير التدخل.
المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة ومعها عدد من حلفائها داخل حلف شمال الأطلسي فيما يخص التدخل العسكري في سوريا لها تشعبات عديدة.
فمن جانب لم يحدث إنشقاق يذكر داخل الجيش أو المؤسسة الأمنية السورية رغم أن تعداد الجيش النظامي السوري يفوق 320 الف رجل وبذلك على أي قوة تدخل أجنبية أن تواجه هذا الجيش بترسانته المكونة من حوالي 2800 دبابة و 300 طائرة وألاف أخرى من مختلف المعدات. ولا يتفوق في التسليح على سوريا في منطقتها سوي إسرائيل وتركيا.
كما أن لدى الجيش السوري ترسانة من الصواريخ القادرة على الوصول إلى كل المناطق المأهولة من إسرائيل وصواريخ سكود س يصل مداها إلى أكثر من 500 كيلو متر، وصواريخ سكود د يصل مداها إلى أكثر من 700 كيلومتر كما يمتلك الجيش دبابات من نوع تي 80 وتي 72 وتي 64 وتي 55 ويمتلك الحرس الجمهوري دبابات من نوع تي 90 ويعد الجيش السوري أحد أقوى الجيوش العربية.
دمار واسع
المشكلة الأخرى التي تعرقل مخطط التدخل العسكري هو أن أحدا لم ينجح حتى الأن في تأليب السنة على الشيعة وبالتالي استخدام أحدهما لإسناد التدخل الخارجي زيادة على أن المعارضة لحكم بشار الأسد منقسمة حول قضية التدخل الأجنبي.
وخلال شهر أكتوبر حذر اكبر رجل دين سني في سوريا الولايات المتحدة وأوروبا من ان بلاده ستطلق هجمات انتحارية في الاراضي الامريكية والاوروبية اذا وجهت هذه الدول لها ضربات عسكرية.
وأدلى المفتي احمد حسون بهذه التصريحات لوفد لبناني زائر مساء الاحد 9 أكتوبر. وكان ابنه قد قتل بالرصاص على ايدي مسلحين في محافظة ادلب قبل اسبوع.
وذكر حسون في تصريحات بثتها عدة قنوات فضائية "أقول لاوروبا كلها وأقول لامريكا ان المفجرين الانتحاريين الذين يعيشون بالفعل وسط الاوروبيين والامريكيين سيكونون على اهبة الاستعداد اذا تعرضت سوريا او لبنان للقصف".
واستطرد "العين بالعين والسن بالسن".
خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 2011 تناقلت عدة مصادر خبرا مفاده أن الرئيس السوري بشار الاسد هدد بأنه سيشعل النار في الشرق الاوسط ويهاجم إسرائيل في حال قام حلف شمال الاطلسي بمهاجمة سوريا.
وبحسب التقرير الذي اسندت وكالات أنباء معلوماته الى مصدر عربي وصفته بأنه مطلع، فقد قال الاسد لوزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي زار دمشق في أغسطس "لا احتاج لاكثر من ست ساعات حتى اشعل الشرق الاوسط واسقط الانظمة القائمة فيه".
واضاف "بعد ست ساعات من سقوط اول صاروخ على دمشق سيحترق الشرق الاوسط وستسقط الانظمة".
ووفقا للوكالة، فقد جاء تهديد الاسد ردا على رسالة نقلها اليه اوغلو ومفادها ان النظام في سوريا سيواجه حربا يشنها حلف شمال الاطلسي على الطريقة الليبية.
وبحسب التقرير، فقد سال الاسد ضيفه اوغلو بنبرة غاضبة وصادمة ردا على هذه الرسالة، وقال "لماذا حسب رأيك تتردد الدول الغربية في القيام بحملة ضد سوريا كما فعلت في ليبيا؟".
واضاف مجيبا على سؤاله بنفسه بعدما قابله اوغلو بالصمت "لانهم الغربيون يفهمون جيدا بانه وفي اللحظة التي يسقط فيها صاروخ واحد هنا سأحرق المنطقة خلال ست ساعات وستكون فوضى وستسقط الانظمة وستنشب الحرائق بالقرب من ابار النفط في الخليج العربي".
ولم ينس الاسد تذكير الوزير التركي بالمساعدات التي قدمها نظامه للادارة الامريكية لاسقاط النظام العراقي، بحسب الوكالات.
وسأل الوزير التركي الذي صدم من حدة التهديد الرئيس السوري عما اذا كان يرغب في نقل رسالته التهديدية الى واشنطن، امعن الاسد في التهديد.
وتنقل عنه الوكالات قوله مفصلا "اذا ما تصرف اي احد بجنون وهاجم سوريا، فلن احتاج لاكثر من ست ساعات لتحريك مئات الصواريخ باتجاه هضبة الجولان واطلاقها نحو تل ابيب وساطلب من حزب الله اطلاق صواريخه باتجاه إسرائيل وستكون بكميات لم تتوقعها اجهزة المخابرات".
واضاف ان "كل هذا سيحدث خلال الساعات الثلاث الاولى ، اما في الساعات الثلاث التالية فستهاجم ايران السفن الحربية الأمريكية في الخليج العربي".
الرد الإسرائيلي
يوم 5 أكتوبر حذرت اسرائيل الرئيس السوري من تبعات قصف تل أبيب، حال تعرض دمشق لهجوم من الناتو، مؤكدة قدرتها على تدمير سوريا وإعادنها إلى العصر الحجري.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن التحذير الإسرائيلي بلغ إلى دمشق عبر أطراف ثالثة وشبهت تهديدات دمشق بأسطورة شمشون الجبار الذي أطاح بالمعبد على نفسه وأعدائة.
قبل ذلك ويوم الثلاثاء 26 يوليو وصف الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الرئيس السوري ب"السفاح الذي يتعين عليه الرحيل". وأضاف بيريس في مؤتمر صحافي عقده في القدس المحتلة "ان الشعب السوري شعب عملاق وشجاع" معتبرا ان "الطموحات الانسانية التي تنادي بالحرية والازدهار ستتفوق على القمع وحكم الاسد، لن يتغلب على الشعب".
وتابع أن "تطلعنا إلى السلام يشمل سوريا ولبنان، وقد فوجئت من وقوف الشعب السوري ضد الحاكم وهناك 2000 قتيل وآلاف آخرين في السجون ورغم ذلك فإن المحتجين لم يتراجعوا وهذا يثير الاحترام تجاههم".
ورأى الرئيس الإسرائيلي إن الشعوب العربية سوف تنتصر على حكامها "وعندها سيكون صنع السلام معها سهلا جدا، وسوف نجري عملية سلام مع السوريين".
واضاف 'لكني آسف على حال اللبنانيين، شعب السلام، الذي يريد حزب الله تحويله إلى شعب الحرب". وتساءل "لماذا يخزن حزب الله كل هذه الأسلحة والصواريخ."
غموض المستقبل
في نطاق النقاش الدائر في كل من واشنطن وتل أبيب حول أفضل الطرق لإستغلال أحداث سوريا أعدت صحيفة "معاريف" العبرية حلال شهر سبتمبر 2011 تقريرا، واختار المحلل السياسي، بن كاسبيت، التطرق أولاً إلى أنه في بداية شهر أغسطس ظهر سفير الولايات المتحدة في دمشق، روبرت فورد، أمام لجنة خاصة بمجلس الشيوخ، لافتًا إلى أن الاضطرابات في سوريا استمرت أكثر من أربعة أشهر، دون أي تغيير من جانب النظام السوري أو من جانب الأسرة الدولية، ولكن فورد سمح لنفسه بأن يكون متفائلاً، فقد قال فورد إنه حان الوقت لأن نبدأ بالتفكير باليوم التالي للأسد، وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن 23 مليون مواطن سوري بدأوا منذ الآن يفكرون بذلك.
أما الاختصاصي بالشأن السوري، البروفيسور إيال زيسر، فقد قال إنه إذا كنا قبل سنتين واثقين من أن نظام الأسد سيبقى إلى الأبد، فاليوم بات هذا بلا ريب واقعا آخر، وأضاف: كل شيء لا يزال مفتوحا، الأسد يقاتل في سبيل حياته، وهو نازف، ولكنه لا يزال صامدا، لا يوجد تفكك تام، اليوم من الواقعي الحديث عن اليوم التالي، فنحن في وضع لم يعد يفاجئ أحدا، ولكني أتردد في أن أقول إننا قريبون من ذلك.
لافتًا إلى أن صورة الاحتجاج في سوريا ليست الأقلية العلوية التي تبلغ نحو 12 في المائة ضد باقي الدولة، وتابع: نصف السكان السوريين هم مع الأسد، الدروز والمسيحيون يفضلونه على الآخرين، هم يفضلون حكما علويا علمانيا برئاسة بشار الأسد على حكم الأخوان المسلمين، تاجر مسيحي في دمشق لن يقاتل من اجل بشار، ولكنه لن يخرج للتظاهر ضده، قال البروفيسور زيسر، وأضاف: أجزاء كبيرة من السوريين تفضل أن يبقى، وفي أوساط السنة أيضا لا يسارع الجميع إلى التغيير، فالسنة في المدن الكبرى، ولا سيما في دمشق وحلب، يشكلون القطاع التجاري، وقد تحالفوا مع الحكم العلوي ويسرهم الاستقرار الذي يتيح لهم مواصلة نمط حياتهم، تخوفهم هو بالطبع من سيطرة التيار الإسلامي، مشددا على أن قصة محيط فقير حيال المركز الغني، على حد قوله.
البروفيسور زيسر يقدر بأن يحتمل أن يتصاعد العنف، ولكن سوريا لن تنتقل إلى حرب أهلية. وزاد قائلاً: أنا لا أرى سيناريو انقلاب بلاط، الحكم العلوي يعرف بأن المشكلة ليست لدى بشار نفسه، بل في طبيعة الحكم، على حد قوله.
من ناحيته قال د. يهودا بلنغه، من قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار ايلان، إن ما أسماها بمذبحة حماة سنة 1982 كانت ذروة تمرد بدأ في العام 1976، ذلك أن انتفاضة الإخوان المسلمين استمرت ست سنوات، في حينه أيضا، قال بلنغه، تحدثوا عن اليوم التالي للأسد، حافظ الأسد. قالوا إنه لن يخرج من هذا، ولكن بعد أحداث حماة انتعش الأسد من الأزمة بل وخرج معززا.
وعبر المحلل عينه عن اعتقاده بأن التغيير السلطوي في سوريا ليس واقعا منتهيا، وقال: يحتمل أن يمر وقت طويل إلى أن يحدث التحول الذي يريد الأمريكيون والأوروبيون أن يروه.
يوم 18 أغسطس 2011 قال الرئيس الأول لادارة مشروع حوما ضد الصواريخ في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وأحد مطوري منظومة الحيتس والقمر الاصطناعي التجسس اوفك، عوزي روبين، الذي يعد من كبار الخبراء في العالم لمنظومات الدفاع ضد الصواريخ، إن حزب الله قادر على إقفال مطاراتنا، مرافئنا، محطات الطاقة والمواقع الإستراتيجية. ويمكنني فقط أن آمل بأن يكون لدى الشعب الإسرائيلي ملاجئ جيدة.
وأضاف، في مؤتمر عقد بمدينة تل أبيب إن بحوزة المقاومة اللبنانية 13 ألف رأس متفجر قادر على إصابة تجمعات سكنية كبيرة في إسرائيل، أي حوالي 70 بالمئة من المواطنين في منطقة الساحل.
وفي هذا المخرون موجود 1500 صاروخ قادر على إصابة تل أبيب، لافتا إلى أن جزءا من منظومات السلاح هذه، على سبيل المثال، صواريخ M600 المنصوبة في سوريا ولبنان برعاية حزب الله، التي تمتلك قدرة عالية على إصابة الأهداف بشكل دقيق. وتستند أقوال روبين على التحقيق الذي نشر في الآونة الأخيرة وأصدره مركز بيغين السادات للبحوث الإستراتيجية في جامعة بار إيلان، ونشر على الموقع الالكتروني للمركز.
الخوف الكبير
جدير بالذكر أن قتل الكثير من الإسرائيليين، هو أشد ما تخشاه تل أبيب لأن ذلك سيؤثر على استقرار المجتمع الصهيوني المهاجر وسيدفعه باتجاه هجرة معاكسة إلى خارج إسرائيل. وقد اتضح وتأكد الخوف الإسرائيلي، في مؤتمر الجو والفضاء الذي عقد صيف 2011 في القدس الغربية، حيث ألقى عوزي روبين محاضرة مقلقة، وقال الرجل الذي ترأس مشروع حوما لإنتاج صواريخ حيتس إن هدف العدو في الحرب المقبلة ضد إسرائيل سيكون مهاجمة المجتمع الإسرائيلي، وليس مهاجمة الجيش الإسرائيلي، وعن طريق استخدام أسلحة دقيقة شديدة القوة، سيحاول أن يخلق لنفسه تفوقا جويا من دون سلاح جو.
ومعنى ذلك ببساطة هو انتقال المعركة المقبلة إلى أرض وأجواء الدولة العبرية وموانئها، ومحطات الطاقة لديها، ومراكز المواصلات، ومراكز القيادة المدنية والعسكرية، ولذلك، فإن روبين أشار إلى أن هذا قد يكون دافعا جيدا لإعادة النظر في العقيدة القتالية الإسرائيلية التي تركز على العمليات الهجومية وتولي أهمية أقل للعمليات الدفاعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.