الموج الصاخب آت وعيناي على ملاحف قزحية تعبر الكورنيش مثل نوارس عذراء لا تومن بالصدفة خلفهن أسرار منيعة وأطفال حفاة مشدودون إلى هدير البحر وسبع موجات عاتيات كالجبال ،،، ماذا سأفعل الآن هنا ؟ هل أغرس يدي في الرمل أم أشرب الشاي المعتق في الرابعة صباحا برفقة نساء مخبولات يهيئن للطقس الجنوبي أكثر من حال في قعودهن أمام البحر حكايا رهيبة تبلبل الأذهان وعلى مقربة من سواحلهن الجاثية ترتاح الرغبة ويغدو للغة مطيب الصمت وعنفوان السؤال ،،، هل قلت إني ذاهب إلى موطن الأسلاف من دون تأشيرة ولا صولجان وعلى كتفي نجمة تتأبى على التصنيف ؟ هل حمت بي آفة الحلم فنسيت اسمي وسط الضباب ؟ ولدى مهبط »الدراجة السمائية" انتابتني دوخة القذف واستنفرتني نطف لا أعرف مرماها ورأيت في ما يرى النيام الأوائل مدينة رملية تستفيق من سرير النسيان شامخة في الأفق القاحل كناقة الأنبياء في عينيها عمش صاف وفي حضنها المضياف صبايا مدثرات باليتم الأسود يمددن لي أطباق التمر والحليب وعلى أكتافهن المتهادية تستريح أفراح مؤجلة ،، يباب تلو يباب والدمع الواقف في حنجرتي يحشرني في مثوى الحسرة يثقلني بما لست أقوى على البوح به في حضرة واشية غانية تجالسنا في سطح الليل بصمتها العاري وصدرها الناهد خارج العادة وعيناها على أصابعنا المخضبة بعشب الانتشاء في انتظار ماء الفجر ،،، لكن النساء لا يسبحن في "طانطان" لهن في كل يوم موعد كسلان وبدانة مبتكرة ومن لحوظهن الكابية تشرق شمس اليأس ويغيب البدر إلى غير رجعة ،،، سأشرب هذا الموج بألف كف وأقيم في اليباب المنسي واحة زرقاء لا موطن فيها لغير اليتامى الكرماء وذوات الكعوب النبيلة كي أطفئ غضب الأمس في مرمدة الأحلام وأعيد ترتيب الوقت خلف الضباب ناشرا ملاحف الصباح على وجه البحر مستعينا بالنغم الحساني الباذخ على بلورة العرف وترويض البدن المختال على الرقص فوق الموج الصاخب ، بكل الألوان وبهذي اليد اليسرى سأشير للماء أن يتبعني إلى أقرب صحراء لأعلن في وجه الملأ أن "طانطان" حبيبتي تنهض الآن من رقادها كي تواري الرمل ثوب الأمس ونحتسي معا رحيق التآخي عند أعتاب الفجر ،،، طانطان ، الوطية : 20 غشت 2013