س: ماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه جمعيات آباء وأولياء التلاميذ؟ > ج: بشكل عام، العمل الجمعوي، عمل تطوعي يقتضي الصبر والتحمل وبعد النظر، والعمل الجهوي يختلف حسب مجال اشتغال كل جمعية، فهناك العمل في مجال التنمية بمفهومها الشامل، ولكن لكل جمعية أهدافها، ولنأخذ على سبيل المثال جمعية آباء وأولياء التلاميذ فقد أصبح لها دور فعال، بل وأساسي في المنظومة التربوية كشريك ولم تعد المهام المنوطة بها هي تلك التي كانت مسطرة في التشريع التربوي حيث أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين أعطاها صلاحيات ومهام أخرى باعتبارها أداة من أدوات النهوض بقطاع له من الأهمية بمكان في حياة الشعوب والأمم ومن تم فإن البرنامج الاستعجالي الجديد للنهوض وإصلاح قطاع التربية والتعليم يحتم على جمعيات آباء وأولياء التلاميذ الانخراط الفعلي والجاد في هذا التوجه على أساس أن يكون عمل هذه الجمعيات موازيا للعملية التربوية وليس متداخلا في ما بينها كي تؤدي كل واحدة دورها المنوط بها. س: ماهي المساهمات التي يمكن أن تقدمها جمعيات آباء وأولياء التلاميذ؟ > ج: في رأيي إن أهم ما يجب أن تقوم به جمعيات آباء وأولياء التلاميذ خاصة بالوسط القروي أولا تأهيل محيط المؤسسة التعليمية، و توعية الآباء بأهمية التمدرس، وبحرمة المدرسة وقدسيتها لأن اهتمام السكان بالمدرسة عمل إيجابي، سيما وأن هناك بعض الشبان الذين ينقطعون عن الدراسة فيلتجئون إلى تخريب المؤسسة، وهذا عمل يجب محاربته، لأن تأهيل المؤسسة شرط أساسي في الرفع من المردودية. ثانيا لابد من الانخراط في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عن طريق تقديم المساعدات الطبية للتلاميذ ومساعدة المعوزين منهم والعمل على خلق التنافس الإيجابي في ما بين التلاميذ والتشجيع على التمدرس والحد من الهدر المدرسي بالإضافة الى خلق أنشطة موازية رياضية، الاستفادة من التخييم، والرحلات الاستطلاعية لفائدة التلاميذ بهذا الوسط الذي يحتاج الى العديد من المقومات. س: هل هناك بعض الإكراهات التي يمكن أن تحول دون الانخراط في هذا التوجه؟ > ج: قلت بأن أهم ما يمكن أن تقوم به جمعيات آباء وأولياء التلاميذ خاصة بالوسط القروي، تأهيل محيط المؤسسة لتحفيز الآباء على المساهمة في تأهيل المؤسسة وتحسيسهم بدورهم وتشجيعهم على الانخراط الجماعي في أي مبادرة تريد الجمعية القيام بها . لأن العمل الجمعوي الهادف يحتاج الى الإمكانيات المادية والموارد الواضحة التي تطبعها الشفافية والمصداقية. أما بالنسبة للإكراهات يجب أن نعلم أن كل عمل يرتبط بما هو اجتماعي إلا ويتم معاكسته من قبل بعض الذين لاهم لهم إلا وضع المتاريس في طريق البناء والإصلاح، ولكن كثير من هؤلاء حضروا والمطامير فسقطوا فيها!