بعد الضجة التي أثارها قرار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني الجديد رشيد بلمختار، بمنع تراخيص الأساتذة لاجتياز الامتحانات الشفوية لولوج مراكز التكوين، توصل ممثلون عن 5 نقابات تعليمية ووزير القطاع إلى حل توافقي يقضي بمنح هؤلاء الأساتذة تراخيص لاجتياز الامتحانات المذكورة، شريطة تأجيل تغيير الإطار للناجحين منهم بصفة نهائية إلى السنة القادمة. ويأتي الاتفاق الجديد الذي تم توقيعه مساء الخميس، بعدما أقدمت مجموعة من الأساتذة المحرومين من تراخيص اجتياز الامتحانات على رفع دعاوى قضائية ضد وزير القطاع عقب قرار المنع، الذي أثار حفيظة المئات من رجال التعليم في السلكين الابتدائي والإعدادي الراغبين في تغيير الإطار التربوي عقب نيلهم الإجازة واجتياز الاختبارات الكتابية بنجاح. وأكد محضر مشترك بين النقابات والوزارة على حق التلاميذ في التمدرس وعدم المساس به، باستمرار الأساتذة الناجحين في أداء مهامهم الحالية إلى حين السماح لهم بتغيير الإطار بشكل استثنائي السنة القادمة. وكان بلمختار، شدد في إجابته أمام أعضاء لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب بمناسبة تقديم ميزانية قطاع التربية الوطنية لسنة 2014، على أن وزارته لا ترفض تخويل المعنيين التراخيص المطلوبة بعدما منحتهم سابقا تراخيص مماثلة لاجتياز الكتابي، وإنما المسألة متعلقة بالمسطرة الجديدة التي فتحت هذه السنة باب الترشيحات أمام الجميع بشكل مباشر وآلي، دون الإدلاء المسبق بأيٍ من الوثائق المكونة للملف، على أن يتم التدقيق واستكمال الملف بعد الإعلان عن لائحة المقبولين لاختبارات الشفوية، بما في ذلك ترخيص الإدارة باجتياز المباراة بالنسبة للموظفين، إلا أن تقدم الموظف بطلب الحصول على ترخيص، لا يعني أن مصالح الوزارة مطالبة بتلبية طلبه بشكل أوتوماتيكي. وأضاف، أن كل طلب إداري يحتمل القبول أو الرفض بعد إخضاعه للدراسة بناء على المساطر والمعايير المعتمدة إداريا، وعلى رأسها مراعاة عدم تأثير التراخيص الممنوحة للموظفين على سير المرفق العمومي بشكل عادي. إلا أن نتائج الامتحان الكتابي أظهرت أن جل المترشحين المعنيين يزاولون مهامهم فعليا داخل الأقسام في أسلاك تعليمية ومناطق تعرف خصاصا ملحوظا في أطر التدريس، ومن شأن منحهم التراخيص المطلوبة أن يخلق خصاصا في أماكن عملهم يتعذر تعويضه، ما سيفرز أقساما بدون مدرسين، سيما بالنظر لعدد هؤلاء الذي يناهز 990 موظف. يُذكر أن العدد الإجمالي للمترشحين لاجتياز الاختبارات الكتابية لولوج مراكز التكوين، التي أجريت يومي 27 و28 شتنبر المنقضي بلغ 179 402 مترشح ، وتم تجهيز 9 آلاف قاعة لاجتياز الاختبارات، وتعبئة ما يقارب 50 ألف إطار تربوي وإداري للقيام بمهام الحراسة، وأسفرت المداولات يوم فاتح نونبر الجاري عن قبول 12258 مترشح.