بعث جلالة الملك محمد السادس ببرقية تعزية ومواساة الى أسرة المرحوم المجاهد والفقيه العلامة الهاشمي الفيلالي الذي وافته المنية يوم الجمعة بالدار البيضاء. وجاء في برقية جلالة الملك " تلقينا بعميق التأثر والأسى، نعي المشمول بعفو الله تعالى ورضاه، الوطني الغيور والمجاهد والفقيه العلامة، المرحوم الهاشمي الفيلالي، تقبله الله بالمغفرة والرضوان في فسيح الجنان". وأضاف جلالة الملك " وبهذه المناسبة المحزنة نعرب لأرملته الفاضلة الحاجة أم كلثوم الحلوي، وأبنائه البررة عمر ومحمد ولطيفة وأنسية وسعاد وأسماء ورشيد، ولكافة أهلكم وذويكم، عن أحر تعازينا، في ما حل بكم بوفاته من رزء كبير. كما نعبر عن أصدق مواساتنا لأسرته الكبيرة ولجميع محبيه، ولاسيما لحزب الاستقلال، الذي نذر المرحوم حياته له، مناضلا مؤسسا وقياديا كبيرا في صفوفه مند نشأته، وعلى مدى أزيد من ستة عقود، كان خلالها نموذجا للوطني المخلص للعرش العلوي المجيد، والوفي لثوابت الأمة ومقدساتها، والملتزم، في حكمة وثبات، بالدفاع عن القضايا العليا للوطن والمواطنين". وقال جلالته "إن رحيل الفقيد الكبير لا يعد خسارة لأسرته الموقرة ولهيأته السياسية فحسب، بل إن المغرب قد فقد بوفاته أحد رموز المقاومة والكفاح الوطني. وسيظل اسم الراحل الكبير خالدا في السجل الذهبي للتاريخ المغربي، باعتباره في طليعة الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال، بما ينطوي عليه الإقدام على هذه المبادرة التاريخية من شجاعة وإخلاص للوطن، وتعلق بمقدساته، وراء قيادة جدنا، جلالة المغفور له محمد الخامس، نور الله ضريحه، ورفيقه في الكفاح والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه". وتابع جلالته " كما سيظل العمل المبرور للفقيد الكبير، رحمه الله، راسخا في ذاكرة جلالتنا، ورمزا خالدا في أذهان المغاربة قاطبة، باعتباره في طليعة الرعيل الأول من رجال الحركة الوطنية، الذي اضطلع برسالة التربية الصالحة والتعليم الحر الحقيقي، ونشر روح الوطنية، في الحواضر والبوادي، والالتزام الصادق بنصرة المطالب والحقوق الوطنية المشروعة. متحملا المنافي والسجون في سبيلها ". وأكد جلالة الملك ان اسم الفقيد سيظل خالدا في سجل الوطنية المغربية، لمساهمته الجليلة في جميع مجالات الكفاح الوطني، ونهوضه بمختلف المهام الجليلة، والمسؤوليات السامية التي أنيطت به، السياسية منها والثقافية والدينية. مساهما في التأريخ للمغرب، ومبرزا حضارته وهويته الأصيلة. ومتحليا، في كل الظروف والأحوال، بالخصال الحميدة للأمانة والتفاني، والإخلاص ونكران الذات، وقوة الشكيمة، والتبصر، والوفاء بالعهد، والتضحية من أجل عزة الوطن وسيادته ومقدساته. وأضاف جلالة الملك أن الفقيد الهاشمي الفيلالي كان من الذين صدق فيهم قوله عز وجل : "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا"، صدق الله العظيم. وقال جلالته " ندعو الله العلي القدير أن يتقبل الفقيد العزيز في عداد الصالحين من عباده، وأن يجزل جزاءه على ما قدم من خدمات جلى لدينه ووطنه، وأن يسكنه فسيح جنانه، وينعم عليه بمغفرته ورضوانه. ويعوضكم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء. "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" و"إنا لله وإنا إليه راجعون" صدق الله العظيم.