لم يرق لجبهة البوليساريو الانفصالية، أن تنشر قناة الجزيرة القطرية خريطة المغرب كاملة ودون فصل لأقاليمه الجنوبية، كما اعتادت فعل ذلك في السابق، وحركت قيادة هذه الجبهة ما تسميه في الرابوني باتحاد الكتاب والصحافيين الصحراويين الذي أصدر بيانا شديد اللهجة، بيد أن قيادة الجبهة كانت معجبة بنفس القناة حينما كانت تتعمد نشر خريطة المغرب مع فصل لأقاليمه الجنوبية. وطبعا فإن قيادة الجبهة الخالدة في مناصبها منذ أن تم إخراج النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية الى العلن ، تحرص كل الحرص على خوض الحروب الصغيرة والكبيرة منها، وإن تعلق الأمر بنشر خريطة في قناة فضائية. وهي حرب لا تستحق خوضها في الجهة المقابلة، أولا لأن مزاج قناة الجزيرة الفضائية متقلب، والأمر بذلك ليس ثابتا يندرج في سياق تنفيذ قناعات راسخة وتصريح مواقف مرجعية. وبطبيعة الحال فإن القيادة إياها تستند إلى أن الإقليم مازال محل نزاع، وهو معروض على أنظار المنتظم الأممي، ولا يحق لأي طرف من طرفي النزاع إعلان السيادة ولو بنشر خريطة إلى غاية أن يحسم المنتظم الأممي في هذا النزاع . إلا أن المثير للضحك في هذا التبرير أو التفسير أن نفس القيادة إياها تحرص كل الحرص على عزل ما تسميه ب «الأراضي المحررة» في بير لحلو وغيره بخط واضح جدا في جميع الخرائط التي تنشرها أو تتكفل الكفيلة الجزائر بنشرها، وبذلك فإنها تعلم علم اليقين، أن خريطة الإقليم يجب أن تكون واحدة وليست مجزأة ، لأن الإقليم برمته معني بالنزاع المفتعل وليس أجزاء من هذا الإقليم. وبذلك فإن حقيقة ردة فعل قيادة الجبهة الانفصالية لا تستند إلى مرجعية القانون الدولي كما تدعي، بل هي مرتكزة على حسابات انفصالية دنيئة. هذا من حيث الشكل أما من حيث الجوهر فإن المغرب في صحرائه سواء نشرت قناة الجزيرة القطرية خريطة المغرب دون وجود خط يفصل أقاليمه الجنوبية أم لم يوجد، هذه تفصيلة من التفاصيل التي لا ترتبط بالجوهر.