جبهة البوليساريو الإنفصالية لاترى أي حرج أو مانع في معارضة أمر ما والإتيان بمثيله في نفس الوقت، مما يكشف منطق العبث الذي يؤطر نوايا قادة هذه الجبهة البالية جدا. الأمثلة كثيرة في هذا الصدد مما يستحيل معها عدها وسردها، ونكتفي ببعض النماذج. لاحظوا أن قادة الجبهة الشيوخ الخالدين يعارضون بشدة إقدام السلطات المغربية على التوقيع مع بعض الشركات للتنقيب عن النفط في أقاليمنا الجنوبية بدعوى أن هذه المنطقة لا تزال محل نزاع دولي معروض على المنتظم الأممي، لكن لايتردد هؤلاء القادة الخالدون في التوقيع على اتفاقيات مع شركات دولية للتنقيب على الجزء الصغير من تلك المنطقة التي يدعون هم أنفسهم أن النزاع حولها مازال معروضا على أنظار الأممالمتحدة. مثال آخر عما تقترفه هذه القيادة الشائخة بيدها اليمني وتحاول محوه بيدها اليسرى، يتجسد فيما تسميه هذه القيادة ببدء عملية انتخاب أعضاء البرلمان الصحراوي بكل الولايات والمؤسسات الوطنية منذ يوم أول أمس الأحد. نفس القيادة تملأ الدنيا نباحا حينما يتقرر إجراء انتخابات في أقاليمنا الجنوبية المسترجعة بنفس المبرر أي أن المغرب لاسيادة له على هذه المنطقة التي تعرف نزاعا مازال معروضا على المنتظم الأممي. إنها إزدواجية تكشف طبيعة المرض المزمن المستفحل في جسد هذه الجبهة المهترئة وهذا كاف لوحده للحكم على ماتدعيه قيادة هذه الجبهة الصدئة في جميع القضايا المتفرعة عن هذا النزاع المفتعل. «الله ينعل لما يحشم»