أكدت جمعية «حماية الأسرة» (فاميلي بروتكشان)، البريطانية، يوم الثلاثاء، أن محاولة تغيير طبيعة مهمة بعثة (المينورسو) ، من أجل إقحام مراقبة وضعية حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية للمغرب مسألة غير منصفة بالمطلق». وقالت السيدة جان ستاندينغ، رئيسة جمعية (فاميلي بروتكشان)، والناشطة في مجال النهوض وحماية حقوق الإنسان، إنه «من غير الإنصاف والعدل المطالبة بتوسيع مهمة المينورسو من أجل إقحام مراقبة وضعية حقوق الإنسان في الصحراء، وذلك في وقت حقق فيه المغرب تقدما لا يستطيع أحد إنكاره في مجال ترسيخ حقوق الإنسان فوق جميع ترابه». وعبرت الناشطة الحقوقية عن «انشغالها العميق» بخصوص عدم إمكانية الولوج إلى مخيمات تندوف، حيث توجد حركة (البوليساريو) الانفصالية في جنوب غرب الجزائر. وذكرت السيدة ستاندينغ بحالة الحصار المفروضة على المخيمات من طرف السلطات الجزائرية، منددة في السياق ذاته بغياب أي إحصاء للسكان المحتجزين في هذه المخيمات. وقالت «إنه يتعين الحصول على ترخيص خاص ومكتوب من طرف القيادة العسكرية الجزائرية من أجل الوصول إلى هذه المخيمات»، مضيفة أن «المواطنين الجزائريين العاديين ممنوعون بدورهم من الولوج إلى مخيمات تندوف، التي تعتبرها السلطات الجزائرية منطقة عسكرية». وعبرت رئيسة جمعية (فاميلي تروتكشان) عن انشغالها العميق أيضا بخصوص وضعية الشباب في هذه المخيمات، مضيفة أن «هؤلاء الشباب يوجدون في وضعية هشة_ حيث أضحت المخيمات فضاء للتجنيد بالنسبة الراغبين في اختطاف الرهائن والمجموعات الإرهابية الأخرى المستعدة للالتحاق بصفوف تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)». وأشارت الناشطة الحقوقية إلى أن التقارير الدولية أكدت بوضوح انخراط (البوليساريو) في الصراعات بمالي وليبيا، مذكرة باختطاف رعايا دوليين عاملين في المجال الإنساني من داخل مخيمات تندوف. كما ذكرت بتحذير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من تبعات النزاع في مالي على الاستقرار في مجموع منطقة شمال وغرب إفريقيا، مشيرة إلى أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف في يناير الماضي محطة للمحروقات تقع جنوبالجزائر يبرز التهديد الإرهابي المتنامي الذي يجثم على صدر المنطقة ككل. وبالنظر إلى هذا التهديد، تضيف السيدة ستاندينغ، فإن تسوية قضية الصحراء أضحت مسألة عاجلة أكثر من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب «يظل الأساس المنطقي والناجع الوحيد» لكل تسوية لهذه القضية.