في أكثر المراجعات النقدية طموحا التي ظهرت حتى الآن، ذكرت دراسة عالمية حديثة ، نشرتها الصحيفة الأمريكية «كريستيان ساينس مونيتور»، أن الشباب يرون بعدا روحيا للحياة. وقالت الدراسة إن 75% من الشباب حول العالم يؤمنون بالله أو بقوة عليا. وفي حين أن البعض لا يستطيع بسهولة تعريف الروحانية، فإن الأغلبية تقول إنها مرت بتجربة وراء الوجود المادي ، وتؤمن بالحياة بعد الموت ، وتعتقد بوجود ارتباط حقيقي بين كل الكائنات الحية. وقد استعرض المشروع ، الذي دام عامين ، وضم نحو 7 آلاف شاب تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 25 عاما في 17 دولة، المعتقدات والتجارب الروحية. ووجد أن الشباب شغوف بمناقشة هذه الأمور. وقال نائب رئيس معهد البحوث في منيابوليس بالولايات المتحدة ، الذي توصل إلى النتائج الأولية للدراسة ، "لقد فوجئت بالتشابهات التي وجدتها في الثقافات المختلفة رغم اختلاف اللغات والمعتقدات". وأضاف أن هذه النتائج "تساعدنا على فهم آليات ما يحدث مع الشباب. فالأطفال يعيشون في قرية عالمية اليوم ، ولكي نفهمهم ، نحتاج لرؤيتهم في بيئة عالمية". وكشفت دراسة أخرى نشرتها مؤسسة بحثية ألمانية ، الربيع الماضي ، أن 85% من الشباب في 21 دولة، قالوا إنهم متدينون ، و44% أعمق تدينا. وعندما سئل الشباب في الدراسة الأميركية عما تعني كلمة روحاني ، أجاب معظمهم بالإيمان بوجود هدف للحياة أو الإيمان بالله أو أن تكون صادقا مع ذاتك، وأن تكون خلوقا ولديك شعورا عميقا بالطمأنينة والسعادة. وقال 55% من الشباب إن روحانياتهم زادت في السنتين أو الثلاث الماضية، وقالوا إن الشخص الروحاني المثالي هو الذي يقضي ما استطاع من وقت مع الله عبر الصلوات اليومية والقراءة المتعبدة والنشاطات الاجتماعية. لكن الممارسة تتفاوت كثيرا، كما بينت الدراسة. فالشباب من أستراليا والمملكة المتحدة وأوكرانيا هم أقل من ينخرط في مثل هذه النشاطات، بينما الشباب في الكاميرون والولايات المتحدة والهند كانوا أكثر من غيرهم في الانخراط في مثل هذه الأنشطة. وبقياس الاهتمامات الروحية، كشفت الدراسة أن الشباب في أستراليا والمملكة المتحدة وأوكرانيا كانوا أقل من الدول الأخرى. فبينما، على سبيل المثال، كان 7% فقط من الشباب عموما لم يروا بعدا روحيا للحياة، كانت النسبة بين الشباب الأسترالي 28%. وقال ثلاثة أرباع المشاركين في الدراسة إن تطورهم الروحاني زاد طبيعيا مع الوقت. وكشفت الدراسة أيضا أن خدمة الناس من غير نفس المعتقد الديني يجعل الشباب يتقربون من بعضهم بعضا ويستطيعون تقليل الخلافات. وعندما سئل الشباب عن أي الناس أو التجمعات أو المؤسسات كانت الأكثر مساعدة في حياتهم الروحية، أجاب 44% بأنها الأسرة. وختمت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» بأن المعهد الذي قام بالدراسة يريد تشجيع الآباء والأصدقاء وغيرهم على ملء هذا الفراغ.