انتصرت الديمقراطية والشفافية والمسؤولية في أشغال الدورة الأولى للمجلس الوطني لحزب الاستقلال المخصصة طيلة يوم أمس الأحد لانتخاب أمين عام جديد لحزب الاستقلال وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب. وأسفرت العملية الانتخابية عن فوز الأخ حميد شباط بمنصب الأمين العام لحزب الاستقلال ب 478 صوت مقابل 458 لفائدة الأخ عبد الواحد الفاسي وذلك من أصل 967 صوت منها 36 صوتا ملغاة، التي أعلن عنها رئيس المؤتمر الأستاذ محمد الأنصاري في نهاية عملية التصويت. وخلال إعلان النتيجة دعا الأخ عباس الفاسي الأمين العام الجديد إلى أن يكون امينا عاما لجميع الاستقلاليين وهنأ الأخ الفاسي، حميد شباط على الثقة التي حظي بها. كما أقلى حميد شباط كلمة أكد فيها أن الديمقراطية هي التي نجحت اليوم وأضاف أنه سيظل و الأخ عبد الواحد الفاسي جنبا إلى جنب من أجل تدبير شؤون الحزب، وأكد أنه سيظل أمينا عاما لكل الاستقلاليات والاستقلاليين. وبدوره هنأ الأخ عبد الواحد الفاسي الأخ حميد شباط، على انتخابه أمينا عاما للحزب، وتعهد بالاستمرار في النضال داخل صفوف الحزب. وقد أعطى الاستقلاليون بنضجهم الفكري ومسؤوليتهم درسا في الالتزام والاستقامة الوطنية الصادقة، وهم يتوجهون إلى صندوق الاقتراع للتصويت بكل تجرد على أمينهم العام في أجواء طبعها الهدوء وحس الأمانة والضمير اليقظ لكل المناورات التي تحاك ضد وحدة الحزب، وتاريخ العتيد. وقد واكب هذا الحدث السياسي الهام حضور إعلامي متميز فاق 130 صحفي من منابر إعلامية وطنية ودولية، وهو مايعكس الوزن الذي يتميز به حزب الاستقلال، وكذا القيمة التنظيمية التي يتسم بها. وخرج أعضاء المجلس الوطني من هذا العرس الديمقراطي أكثر شموخا وفخرا واعتزازا بحزبهم، الذي أضحى أكثر قوة وصمودا في وجه كل العواصف العارضة منها أو المفتعلة. هو إذن يوم مشهود وعرس شكل نقطة فارقة في مسار المشهد الديمقراطي الحزبي في المغرب، والذي يعطي نموذجا على سيادة روح الديمقراطية داخل حزب ليس للاستقلاليين والاستقلاليات فقط، بل حزب جميع المغاربة. فالحزب الذي يشهد التاريخ بنضاله من أجل تحرير المغرب، وكذا نضاله من أجل بناء الصرح الديمقراطي لبلادنا وقع على مجلسه الوطني بروح الديمقراطية. اختار الحزب بمناضليه ومناضلاته، أن يعطي صورة ونموذجا يحتذى به في الانضباط والمسؤولية، وليبصم بذلك على دليل قاطع بأن نموذج يعتد به في مسار الديمقراطية. مرت أجواء المؤتمر كما كان مرسوما لها، وفق ضوابط ومعايير اعتمدها القائمون على الحزب، وكلها معايير هدفها الأساسي تثبيت المسار التاريخي العريق لحزب الاستقلال. وكان من بين هذه المعايير، اعتماد التصويت بالبطاقة الإلكترونية مقرونة ببطاقة التعريف الوطنية، حيث يختار الناخب المرشح من خلال ورقة فريدة تحمل خاتم الحزب وهي نسخة وحيدة سلمها المركز العام للحزب لرئيس المؤتمر، وذلك كطريقة تهدف بالأساس إلى تحقيق المزيد من الشفافية، ورفع أي لُبس محتمل، قد يشوب عملية التصويت من أجل اختيار قيادة الحزب الجديدة. وكان باب الترشيحات قد فتح رسميا صباحا وتقدم الأخ حميد شباط والأخ عبد الواحد الفاسي، وتم اعتماد ترشيحهما رسميا لتبدأ عملية التصويت تحت إشراف رئاسة المؤتمر وفريق تقني مخصص للإشراف على عملية التصويت بالطريقة الالكترونية. إجماع من طرف الكل، من داخل الحزب وخارجه على أن هذا اليوم تاريخي في مسار الحزب، وفي مسار الديمقراطية في بلادنا، ومن دون شك فإن الأمين العام الجديد سيكون أمينا عاما لجميع االاستقلاليين والاستقلاليات.