اسدل مساء اليوم الستار، في قصر المؤتمرات بالصخيرات، الستار على صراع على الأمانة العامة لحزب الاستقلال،دام ثلاثة أشهر، بين المتنافسين عليها: حميد شباط وعبد الواحد الفاسي، نجل الزعيم علال الفاسي ، مؤسس الحزب. وقد اختار أعضاء المجلس الوطني للحزب في دورته المنعقدة اليوم، حميد شباط، امينا عاما للحزب،حيث فاز ب478، مقابل 458 لمنافسه الفاسي، أي بفارق 20 من الأصوات. وبلغ عدد المصوتين 967 من مجموع 996، فيما لوحظ تغيب بعض الوجوه السياسية البارزة في الحزب، مثل محمد الخليفة، ومحمد العربي المساري، وحسن عبد الخالق،سفير المغرب حاليا في الأردن، وغيرهم. وبمجرد إعلان لجنة الفرز عن اسم شباط، حتى اهتزت القاعة بالتصفيق والهتاف، فرحا بفوزه من طرف أنصاره، الذين ظلوا يرددون بأصوات عالية: "شباط أمين عام ..انتهى الكلام". ووجد رئيس المؤتمر 16 لحزب الاستقلال محمد الأنصاري صعوبة كبيرة، في إيقاف المد الطوفاني البشري، من أعضاء المجلس الوطني، للصعود إلى المنصة، قصد تهنئة الأمين العام الجديد. وقال عباس الفاسي، الأمين العام المنتهية ولايته، وهو يهنيء شباط، إنه يطلب منه أن يكون أمينا عاما لكل الاستقلاليين والاستقلاليات بدون استثناء. كما نوه الفاسي بالروح الرياضية لعبد الواحد الفاسي، الذي خاض غمار السباق مع شباط نحو الأمانة العامة، بكل حماس، حتى اخر لحظة. وذكر الفاسي في كلمته، أنه سيتطرق للكثير من النقط مع شباط لدى تسليمه السلط. ومن جهته، أكد الأمين العام الجديد، أن الديمقراطية هي التي انتصرت في هذا الرهان، وأنه سيظل أمينا عاما لكل الاستقلاليين والاستقلاليات، " لانفرق بين شخص واخر"،مضيفا أنه وعبد الواحد الفاسي سيظلان يشتغلان جنبا إلى جنب، وبتشاور دائم بخصوص قضايا الحزب، من أجل أن يبقى ضمير الأمة. وأكد أنه يحترم عبد الواحد الفاسي اعتبارا لكونه يقدرالديمقراطية، ولأنه إبن الزعيم الراحل الفاسي، و" سوف استفيد منه كثيرا". واعتبر شباط الاختلاف في الرأي فضيلة، ملتمسا العذر له ولمنافسه الفاسي،عن "بعض الفلتات"، التي قد تكون تسربت أثناء الحملة الانتخابية، التي وصفها بأنها رغم ذلك ، "كانت نظيفة"،على حد قوله.. كما شكر كل الذين ساهموا في هذه المحطة الانتخابية من عمر الحزب، وأردف قائلا:" إننا أسرة واحدة، توحدنا كلمة لاإله إلا الله، وفكر علال الفاسي." ولم يفت شباط أن يشكر عباس الفاسي، على كل ماقدمه من خدمات وجهود، ،منوها بالنتائج التي حققها، والتي أوصلت الحزب إلى رئاسة الحكومة والبرلمان معا، واصفا إياه بأنه قدم النموذج الأمثل للرجل الذي يقدر على تدبير المراحل الصعبة. وأشار شباط إلى أن المغرب في حاجة إلى تغيير حقيقي من أجل مواصلة بناء دولة الحق والقانون،ملمحا إلى" أن الإكراهات كثيرة ومتعددة"، على حد قوله. وبدوره هنأ عبد الواحد الفاسي منافسه في هذه المحطة الانتخابية، وقال إن النتيجة التي أسفر عنها التصويت تعني " أننا نمثل تقريبا مجموع المجلس الوطني". وشدد على أنه مناضل في الحزب منذ صغره، وسيبقى ملتزما بهذا النضال،معتبرا الحزب هو العائلة الكبرى لجميع المناضلين والمناضلات. وقبل أن ينهي كلمته، أوصى الفاسي شباط خيرا "بكل الذين كانوا معي وكانوا ضده". واختتمت جلسة إعلان النتائج بترديد نشيد الحزب، لينصرف الجميع إلى العشاء، قبل العودة من جديد لانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال. وبدأت أعمال دورة المجلس الوطني لحزب الاستقلال متأخرة عن موعدها المحدد سلفا في الساعة التاسعة صباحا، وعزا بعض المنظمين ذلك إلى أن القاعة شهدت ليلة البارحة حفل زفاف، وهو مااقتضى إعادة ترتيبها من جديد لاستقبال هذا النشاط السياسي. وكان شباط أول من وصل إلى قصر المؤتمرات،تسبقه ابتسامته ، ويده الممدودة للجميع، حيث بدا منذ الوهلة الأولى واثقا من الفوز بالأمانة العامة للحزب، برفعه لعلامة النصر بأصابع يديه، ومرددا " مبروك العيد"، وهي قولة شهيرة يتبادلها دائما مع أنصاره بنوع من الدعابة. كما تحلقت حوله كل أجهزة الإعلام، تسجل تصريحاته، بينما أبان هو عن حس تواصلي، في رده على جميع الأسئلة الموجهة إليه، دون تردد. وقال في جواب عن سؤال لموقع " مغارب كم"، حول طبيعة أي قرار سوف يتخذه، في حالة فوزه بالأمانة العامة:" إن المهم لدي هو تنفيذ بالبرنامج الذي وعدت به المناضلين والمناضلات، خلال الحملة الانتخابية، وسوف أسعى أولا إلى إعادة ترتيب البيت الدخلي للحزب وتقويته لمواجهة متطلبات المرحلة". *تعاليق الصور: حميد شباط يرسم علامة النصر بعد فوزه وعباس الفاسي يهمس في مسمع عبد الواحد الفاسي. * أنصار شباط يعبرون عن فرحتهم بفوزه بالأمانه العامة للحزب.