هاجمت جمعية "إيمازيس" للتبادل الثقافي بأكادير، التي يترأسها رشيد بوخنفر، برنامج "صوت الشباب العربي، إعادة توصيف الهويات العربية" المنظم من طرف المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة "آنا ليند" بالرباط يومي 9 و10 سبتمبر، في بيان أصدرته بشأن الطابع العنصري لهذا البرنامج، معتبرة إياه " يحمل طابعا عرقيا تمييزيا وإقصائيا" مضيفة أن "الاتجاه الفكري الذي انبنى عليه البرنامج السالف الذكر مجانبا للتاريخ إذ أنه يكرس الجهل بحقائق المجتمع المغربي وتاريخ شمال إفريقيا ومتناقضة مع المنظومة الحقوقية كما هو متعارف عليها دوليا". ونددت الجمعية في البيان ذاته الذي توصلت "العلم" بنسخة منه، بإيديولوجية البرنامج التي "تجري ضد تيار الديمقراطية الذي يحاول المغرب إرساء دعائمه خصوصا مع تنزيل مقتضيات الدستور الجديد الذي يرسم الأمازيغية ويعتبرها ملكا مشتركا لجميع المغاربة"، متهمة هذه المنظمات التي تحتضن مثل هذه المبادرات ب"الشوفينية وامتطاء مراكب العروبية التي تمتح من العنصرية بكل أشكالها". وحذرت الجمعية، في نفس البيان، من مغبة التناول الأداتي لمعطى الأمازيغية والاتجار بالمبادئ السمحة التي يعيش الشعب المغربي وجميع شعوب شمال أفريقيا بها وعليها منذ قرون خلت، كما أعلنت تحميلها المسؤولية لمؤسسات الدولة والمنظمات التي تنخرط في مثل هذه المشاريع وتساعد في تنظيم هذه الدورات والبرامج معتبرة إياها "منافية للديمقراطية وللدستور وكامل المواثيق الوطنية والدولية" ومتهمة هذا النوع من الأنشطة التي ترعاها جامعة الدول العربية، في الوقت ذاته، بكونها "أنشطة استهلاكية فقط" ومنافية لمبادئ التعددية والاختلاف والتنوع وبعيدة عن الشباب المغاربي وحتى المشرقي، هذا ويبقى هدفها، حسب البيان، "الالتفاف حول المطالب الحقيقية للجماهير الشعبية عن الشرعية المفقودة والاعتراف الدولي". وجددت الجمعية، في بيانها الصادر تزامنا مع هذه الدورة من البرنامج المسمى"صوت الشباب العربي"، دعوتها إلى كافة التنظيمات الأمازيغية والديمقراطية للتصدي لتنامي نزعات الإقصاء من قبل مؤسسات دولية شريكة مع مؤسسات رسمية وهيئات وطنية مفروض فيها وضع قطيعة نهائية مع العنصرية وجميع أشكال التمييز والإقصاء والنعرات الطائفية الضيقة. مؤكدا أن الهدف من البيان هو الاستنكار والتعبير عن "عدم الرضى بالزج بالمغرب مجددا في زمرة الهويات العربية و فيما أسمته ب"التمطيط للسياسة العروبية بالمغرب". وعبر ذات البيان عن استنكاره الشديد لما قام به مارتن دفيدسون، المدير التنفيذي للمجلس الثقافي البريطاني بلندن، الذي وعد بأخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار، غير أن الجمعية فوجئت بمواصلة تذويب الذات الأمازيغية فكرا وشعبا في بوتقة جنس وعرق مخالف، الأمر الذي يضرب في الصميم لأهم المبادئ التي قام عليها هذا اللقاء نفسه والتي كان عليها أن تكون مبنية على المناظرة والاختلاف".